مفاجآت العلاقات السودانية الأمريكية هل تنتهي بالتطبيع ؟
كثير من التساؤلات عما ستكون عليه العلاقة بين الخرطوم وواشنطن، مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الجديد المثير للجدل “دونالد ترامب”، في العشرين من يناير المقبل. ورغم حالة الضبابية التي تحيط بحقيقة توجه الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، ومشاعر القلق التي اجتاحت كثيراً من الدول والأوساط بعد فوز “ترامب” في انتخابات مثيرة، مطيحاً بالمرشحة الديمقراطية “هيلاري كلينتون”، التي انعقدت على فوزها كل التوقعات. ومع كل ذلك ينظر السودان إلى المرحلة المقبلة بكثير من الاهتمام وكثير من التفاؤل الحذر، وسط توقعات باستمرار عهد الرئيس دونالد “ترامب” في سياسة التطبيع بين واشنطن والخرطوم. وهو ما بدأت تؤكده بعض المؤشرات والإرهاصات. حيث أكدت المدير العام لوزارة الداخلية الأمريكية “تريزا كريستوفر” في تصريحات لها، مواصلة الحوار الإيجابي مع السودان.
الحوار الإيجابي
ومن تلك المؤشرات والإرهاصات، يبدو أن مرحلة “ترامب” قد تحمل جديداً سواءً بالسلب أو بالإيجاب، فيما يخص علاقة البلدين التي تسيطر عليها الاضطرابات منذ فترة ليست بالقصيرة نتج عنها الكثير من الأفعال وردود الفعل. وبالرغم من ذلك حملت الأنباء الواردة في صحف أمس الأول ما يفيد باحتمال تطور إيجابي في علاقات البلدين. فقد أكدت المدير العام بوزارة الداخلية الأمريكية “تريزا كريستوفر”، وفق ما ورد بالصحف،عزم بلادها على مواصلة الحوار الإيجابي القائم مع السودان، بهدف تطبيع العلاقات خدمة لمصالح البلدين، وشددت “كريستوفر” على أهمية التواصل للتعاطي الإيجابي مع كافة القضايا الثنائية المشتركة. ما هو إيجابي في هذا التصريح، هو التأكيد أن ظهور “ترامب” على الملعب الدولي، وخلافاً للتوقعات التي سادت في وقت سابق، لن يغيِّر ويعطل عملية التطبيع بين الخرطوم وواشنطن. وهو ما يعضد الفكرة الرائجة أن أمريكا دولة تحكمها مؤسسات عميقة لا الأفراد.
من جانبه أكد وزير الخارجية البروفيسور “إبراهيم غندور” في تصريحات يوم (الثلاثاء) الماضي، على ضرورة التعاطي البناء مع مختلف القضايا الثنائية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، الخارجية.
وكان ” غندور” قد التقى بمقر وزارته
وفداً أمريكياً يمثل عدة مؤسسات من الإدارة الأمريكية برئاسة المدير العام بوزارة الداخلية “تريزا كريستوفر”، وذلك في إطار الحوار رفيع المستوى بين البلدين، والذي يغطي اهتمامات الجانبين في مختلف المجالات، وأبدى الوزير ترحيباً بالوفد الزائر، مستعرضاً التطورات الإيجابية على مدى العام ونصف العام من انطلاقة الحوار، منوِّهاً لأهمية مواصلة العمل للحفاظ على مقومات البيئة والحياة البرية التي شكلت إحدى اهتمامات الوفد الزائر.
زيارة خاطفة
وفي ذات السياق كان الفريق “طه عثمان” مدير مكتب رئيس الجمهورية، قد قام بزيارة خاطفة لأمريكا خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يصل الإمارات، في زيارة مماثلة. زيارة “طه” لواشنطن أثارت الكثير من التكهنات التي شغلت المراقبين السياسيين، خاصة وأنها تأتي قبل وقت قليل من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، “دونالد ترامب”، حيث أكدت (مصادر) أن الفريق “طه” كان في زيارة رسمية ومبعوثاً من رئيس الجمهورية، وأشارت إلى أن الزيارة جمعت “طه” بمسؤولين أمريكيين نافذين، وذلك استعداداً لمرحلة حكم “ترامب”، ووضع أطر جديدة للعلاقات بين البلدين.
مراقبون سياسيون أشاروا إلى أن العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، لن تتأثر بمقدم الرئيس الجديد “دونالد ترامب”، وأن التطبيع سيمضي في طريقه، خاصة وأن السياسة الأمريكية غير مرتبطة بأفراد، وإنما سياسة مؤسسات، ويشير المراقبون إلى أن العلاقات لن تحدث فيها طفرة كبيرة، ولكن طريق التطبيع لن يتوقف، وبحسب المراقبين فإن إدارة “أوباما” لم يكن مستوى تعاطيها مع السودان جيداً، رغم التفاؤل بمقدمه. لذلك فإن مقبل الأيام، على عهد “ترامب”، ربما يحمل مفاجأة على صعيد العلاقات بين أمريكا والسودان. وبحسب المراقبين فإن سياسات أمريكا، لن تتغيَّر لأنها دولة تحكم عبر مؤسسات، ولا تخضع سياستها الخارجية بالذات للتغيُّرات في طاقم الحكم، الأمر الذي قد يساهم في تبديد مخاوف العالم من انتخاب “ترامب” .
استمرار التطبيع
وبالرغم من ذلك الحذر الذي بدأ واضحاً أن العالم كله يعيشه، عقب إعلان فوز “دونالد ترامب”، في الانتخابات الرئاسية، على خلفية حملته الانتخابية التي اتسمت بشيء من العنصرية والتحامل على المسلمين خصوصاً، إلا أن ذلك لم يمنع المسؤولين بالخرطوم من التفاؤل بمقدمه والتعبير عن ذلك في أكثر من سانحة.
ففي تصريحات سابقة أكد د. “أحمد عثمان بلال” وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة أنهم متفائلون بمقدم “ترامب”، خاصة وأن السودان لم يشهد أي مشاكل كبرى خلال حكم الجمهوريين لأمريكا، خلافاً لحكم الديمقراطيين.
وكان الرئيس “البشير” قد أرسل برقية تهنئة لـ”ترامب”، عقب انتخابه، ووصف “البشير” “ترامب” بأنه واضح فيما يتعلق بسياساته، وبالتالي يسهل التعامل معه، إلى جانب أنه يهتم بالداخل الأمريكي أكثر من اهتمامه بالخارج، وقد قوبلت تصريحات الرئيس بحفاوة ملحوظة في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية.
قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم خاصة مدير الإدارة السياسية بالقصر الجمهوري، ونائب رئيس القطاع السياسي بالحزب، الدكتور “عبد الملك البرير”، أكد بدوره، أن السودان سيمضي في طريق التطبيع، مشيراً إلى أن أمريكا دولة مؤسسات.
مصادر عليمة أبلغت (المجهر) أن وفداً سودانياً رفيع المستوى يتشكل من وزارة الخارجية ولجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان وعدد من المسؤولين سيقومون بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية خلال يناير، بجانب عدد من الدول الأوربية. وتوقعت المصادر حدوث انفراج في علاقات بين البلدين ومفاجآت خلال الشهور المقبلة، عقب المحادثات الجارية الآن بين السودان وأمريكا، حول القوانين الخاصة بالعقوبات المفروضة على السودان، والصادرة من الكونغرس الأمريكي.
ووصفت المصادر تلك القوانين التي يتم الناقش حولها بالمعقدة.
وبين هذا وذاك، ينتظر السودان أن تكون فترة عهد “ترامب” جديدة ومختلفة، وأن تحمل سياساتها وتوجهاتها ما يمكن أن يخدم مصالح البلدين. وأن يكون عهد “ترامب”، الذي يبدأ بتنصيبه بالعشرين من الشهر القادم، وفق التوقعات السائدة، مختلفاً عن عهود الديمقراطيين.
المجهر
العقوبات قام بها الديموقراطي بل كلنتن واستمر فيها الديمقراطي أوباما وكان الديمقراطس أكثر من جددها ودعمها وترمب يراهم فاشلون مخطئون في أشياء كثيرة وستضاف إلى هذا الأخطاء معاقبة دولة متعاونة مع أمريكا في ملفات كثيرة، ترامب سيكون جيدا مع السودان وغالبا سيرفع العقوبات كليا لكيلا يكون السودان عبئا على الغرب والعالم والمنطقة وومفرخ للاجئين.
نتمنى رفع العقوبات الاقتصادية على السودان ..وممكن ترامب يكون احسن من غيرو …بس المخوفنى انو من الليهود وديل مامنهم امان ولا ضمان بس الدبلوماسية بتلعب دوره برضو