حوارات ولقاءات

إشراقة سيد محمود : خسرت منصبي الوزاري وكسبتُ نفسي .. وقدت أول تظاهرة بعطبرة الثانوية ضد اتفاقية (الميرغني – قرنق)

خسرت منصبي الوزاري وكسبتُ نفسي

لا يوجد سياسي بلا طموح وطموحي قائم على النكران

خريجو المدرسة الاتحادية مصادمون بطبعهم

قربي من الشريف زين العابدين الهندي جعلني شخصية قوية

قدت أول تظاهرة بعطبرة الثانوية ضد اتفاقية (الميرغني – قرنق)

وكورال الحزب الاتحادي الديمقراطي يردد أنشودة (عازة في هواك) بمدينة ربك في العام 2013م كانت الدموع تنهمر كالمطر من مآقي إشراقة سيد محمود، ذلك قبل أن تستعيد رباطة جأشها وتقول (نحن لسنا ترلات للمؤتمر الوطني) لتلهب حماس الشباب وقتذاك. شباب كأنما احتاجوا لمحفزات تعيد كينونتهم بعدما رأوا –إشراقة وكثيرون منهم- حزبهم يتماهى مع أطروحات الوطني.

الشاهد في الأمر أن إشراقة عرفت بتمسكها الشديد ولدرجة العناد بمبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي التي خطها الشريف زين العابدين الهندي، لا تجد حرجاً إذا انفتحت عليها جميع بوابات الجحيم. مثلاً هي اليوم تخوض معركة شرسة لم ينجلِ غبارها بعد ضد خليفة الشريف زين العابدين (د. جلال يوسف الدقير) على بعد هنيهات فقط من خروجها من معركة كسر العظم في وزارة العمل.

عن أعمالها المصادمات، وصراعها الحالي في أروقة الاتحادي الديمقراطي، جلسنا في (الصيحة) إلى القيادية البارزة في الحزب، إشراقة سيد محمود، وخرجنا بالمحصلة الآتية:

إشراقة شخصية مصادمة ومثيرة للخلافات؟
تربيت في مدرسة سياسية مهمة جداً هي المدرسة الاتحادية.

ما العلاقة بين المدرسة الاتحادية والمصادمة؟
بشكل عام كل من تربى في المدرسة الاتحادية يجب أن يكون مصادماً، ونحن تلاميذ الشريف حسين الهندي، المصادم والقوي.

وهل تتلمذتِ على يد الشريف حسين؟
قرأت كل كتبه، وتتلمذت على يد الذين تتلمذوا على يده، ثم عاصرنا مدرسة الشريف زين العابدين، صاحب شعار (الحسم العادل).

بمعنى؟
بمعنى أنه في اليوم الذي تشعر فيه بعدالة الحسم أو عدالة التصرفات السياسية فيجب أن تتخذ قرارك فوراً.

إذاً قربك من الشريف زين العابدين الهندي ساهم في تكوين شخصيتك المصادمة؟
بالضبط، فهذه تجربة سياسية جعلت مني شخصية قوية (جداً جداً)، هذا بالإضافة لتجربتي في العمل الطلابي بمختلف مستوياته، ما جعلني أكثر قوة.

لكنك أدمنتِ صراع التيارات، سواء على الصعيد السياسي أو التنفيذي؟
في أي مكان عملتُ فيه أقوم بتنفيذ الشيء الصحيح، بمعنى أنا على استعداد لأن أدخل في مصادمة فوراً من أجل تنفيذ الأشياء الصحيحة وتبديد الاخطاء، من دون تراجع.

هل تعرضتِ لخسائر في معاركك الكثيرة؟
لم أخسر على الإطلاق.

في كل القضايا؟
في أي قضية كسبت نفسي.

معركتك في وزارة العمل كانت خاسرة؟
ما هو الخسران .

فقدتِ منصبك الوزاري؟
الخسارة هي أن تخسر نفسك، والمكسب الحقيقي أن تكسب نفسك وأن تمضي في الاتجاه الصحيح، وأن ترضي الله سبحانه وتعالى، وترضي ضميرك، ولا تظلم أحدًا، ولا تظلم نفسك. وأنا أرضيت نفسي والله في وزارة العمل.

سؤالي هو هل فقدتِ منصبك الوزاري (كوزيرة للعمل) بسبب الصراعات؟
ربما يكون حديثك صحيحاً، لكن على الأقل كسبت موقفاً محترماً.

أي موقف؟
صححتُ كثير من الأوضاع داخل وزارة العمل.

الصراعات دائماً ما تكون مصحوبة بالاتهامات الشخصية، فهل تملكين سلاحاً لمقاومتها؟
نعم، مستعده لمجابهة كل الاتهامات.

حتى لو كانت شخصية؟
طبعاً، ولا يوجد شخص يخوض صراعاً دون أن يستعد له.

كيف تستعدين للصراعات؟
أولاً يجب أن تكون مستعداً لأن تهزأ بالخصوم، ويجب أن تكون أقوى منهم، ويجب أن تكون واثقاً من نفسك بصورة كبيرة جداً.

الثقة هي أساس النجاح؟
أي شخص مؤمن بأن الذي يفعله صحيح، سيكون واثقاً من نفسه وبالتالي سيمضي بصورة واثقة في معركته.

المرأة بطبيعتها لا تجيد الصدام؟
من الذي قال إن المرأة لا تجيد الصدام.

الصدام والمعارك دائما يلجأ إليها الرجال؟
هذا الحديث غير صحيح، وحتى في الإسلام هنالك نساء قاتلن في المعارك الحربية مع جيوش المسلمين ومع الرسول صلى الله عليه وسلم.

نتحدث على صعيدنا الوطني؟
على صعيد الوطن هنالك أسماء قادت معارك وجيوشاً مثل مهيرة بت عبود. وحكاية أن المصادمة أمر حصري على الرجال غير صحيح.

هل تشعرين بأن مواقفك القوية تجعلك محط غيرة نساء الاتحادي الديمقراطي؟
لا توجد غيرة، بل العكس في مسيرتي وجدت تضامناً كبيراً من النساء.

مثلاً؟
حين ترشحتُ في دائرة عطبرة، كان الأمر تحدياً كبيراً، ويعتبر ترشح امرأة في دائرة جغرافيه قومية أمراً صعباً للغاية، وكان الانتصار الحقيقي من دعم النساء لي.

هل وجدتِ دعماً من نساء الحزب الاتحادي؟
النساء كنّ القوى الفاعلة في الانتخابات.

في صراعاتك المتكررة، هل عرضت عليك تسوية لإنهاء الصراع؟
لم يحدث ذلك.

حتى إبان صراع وزارة العمل؟
لا، لم تعرض علي ي تسوية لأنني أغلقت باب القضية.

هناك حديث عن تسوية جرى طرحها لتسوية فساد وزارة العمل؟

نعم عُرضت بعض التسويات من أصحاب الشأن أنفسهم لقفل الملف.

ولماذا رفضتِ التسوية؟

في البداية كنت أرغب في قفل الملف بشروط.

وما الذي حدث؟

رفضت الشروط.

ما هي شروطكم؟

طلبت إعادة كل الأموال التي أخذت من المواطن في وزارة العمل.

كم يبلغ حجم هذه الأموال؟

كانت أموالاً كبيرة جداً، ومن ثم إغلاق نافذة تحصيل الأموال من المواطن لأنها غير شرعية.

أموال غير شرعية؟

نعم، حيث كان يتم استلام رسوم غير قانونية خارج أورنيك 15.

هل كان هنالك رفض لإرجاع هذه الأموال؟

نعم رفضوا.

لماذا الرفض؟

أصروا على أن تكون نافذة تحصيل الرسوم مفتوحة، وأصروا على الاستمرار في تحصيل هذه الأموال.

فكان الخيار بالنسبة لكم سوح المحاكم؟

نعم مضيت في الطريق القانوني.

وانتصرتِ نهاية المطاف؟

نعم انتصرت، ولكن لو استجابوا لقفل النافذة وأرجعوا الأموال لتراجعت عن القضية.

نفهم أن الصراع في وزارة العمل انتهى؟

لا علاقة لي بالوزارة حالياً، ولكن قبل شهرين من الآن أصدرت المحكمة قراراً بالإدانة بحق من قدمتهم للمحكمة.

الشاهد في الأمر أنك شخصية طموحة لدرجة التفكير في إزاحة جلال الدقير والجلوس على مقعد الأمين العام؟

لا يوجد سياسي بلا طموح.

لكنك طموحة للغاية؟

طموحي قائم على نكران الذات والمساهمة مع الآخرين في بناء المؤسسات وتحقيق الأهداف العليا للحزب.

أتحدث عن طموحك الشخصي في السعي لقيادة الحزب؟

صدقني لو أن الأمر طموح شخصي لما دخلت كل هذه المعارك، وكان يمكنني القيام بتصرفات بسيطة تقفز بي لتحقيق طموحي الشخصي، ولكن المسالة أكبر بكثير من الطموح الشخصي.

هل شخصيتك في المنزل ــ كذلك ــ مصادمة؟

لا طبعاً، لا يوجد شخص أصادمه في المنزل.

يمكن مصادمة الزوج أو الأسرة الكبيرة أو الأشقاء؟

لا يوجد صدام في المنزل.

حتى وأنتِ طفلة؟

منذ صغري تربيت على القوة والمصادمة، ونشأت على ذلك، وتعلمت عدم الاستسلام في المعارك.

هل لوالدك دور في المصادمة؟

والدي ربَّاني على أن أكون شجاعة ومصادمة، ورباني على عدم الاستسلام والمطالبة بحقوقي في كل مكان وكل زمان.

على سني الثانوي هل عرف عنك المصادمة؟

كنت في اتحاد طلاب مدرسة عطبرة الثانوية لفترتين متتاليتين، وكنت أول من قادت طالبات عطبرة الثانوية في تظاهرة.

متى كان ذلك؟

المظاهرة تزامنت مع اتفاقية (الميرغني ــ قرنق).

حدثينا عن سنواتك في جامعة الخرطوم؟

كنت أول رئيسة لرابطة طلاب عطبرة بجامعة الخرطوم من الحزب الاتحادي الديمقراطي.

طامحة للقيادة منذ الصغر؟

في كل مكان أذهب إليه دائما ما أعبر عن نفسي، وأفضل أن أكون في القيادة، وهذه طريقتي في الحياة منذ نشأتي.

شديدة التمسك بالرأي لحد يراك بعضهم ديكتاتورة؟

(صمتت طويلاً): ليس صحيحاً. الذي نقوم به حالياً من صراع داخلي هو صراع من أجل المؤسسية، ورفضًا لدكتاتورية جلال الدقير الذي يعمل بمفرده دون مشاورة الآخرين، ويرفض إقامة مؤسسات شورية، ويرفض إقامة المؤتمر العام.

متهمة بأنك شمولية؟

كيف أكون شمولية، وأنا أقاتل من أجل المؤسسية والديمقراطية داخل الحزب.

حتى المؤيدين لخطك داخل الحزب قبلوا الأمر على مضض؟

نعمل بصورة جماعية، واتفقنا على الدفع من أجل القضية وصولاً لمحطة المؤتمر العام للحزب.

يتبع

حوار: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة

تعليق واحد

  1. ناس عطبرة الأحباب خميرة عكننة في كل الأحزاب وللشيوعيين يد في ذلك.