أكثر 5 أفلام نجاحاً في شباك التذاكر المصري خلال2016
انتهى عام 2016، والذي كان عاماً ناجحاً للسينما المصريّة على المستويين التجاري والفني. ورغم الكثير من العقبات والمشاكل الاقتصادية، إلا أن النتيجة النهائيّة كانت مُبشّرة، سواء بعدد الأفلام المستقلة المهمة التي عُرضت في مهرجانات عالمية (مثل “كان” و”برلين” و”لوكارنو” وغيرها)، أو السوق التجاري نفسه الذي حققت فيه الأفلام الأنجح ما يقارب ضعف إيرادات العام الماضي.
والملاحظة الأساسيّة التي يمكن تسجيلها، هو العودة القويّة للأفلام الكوميديّة لاحتلال القمة، وبعد عامين احتلّت فيهما قمة إيرادات السينما أفلام الإثارة أو الجريمة أو الحركة (“الفيل الأزرق” والجزيرة 2″ في 2014، “ولاد رزق” و”شد أجزاء” في 2015). هذه قائمة بأعلى الأفلام المصرية إيراداً في 2016.
“لف ودوران”
الفيلم من إخراج خالد مرعي وبطولة أحمد حلمي. على الأغلب اشتاق الجمهور كثيراً لأحمد حلمي. وبعد فيلمين غير ناجحين في السنوات الأخيرة (“على جثتي” ثم “صنع في مصر”) فإن نزوله في موسم عيد الأضحى الذي خلا من الأفلام الكبرى جعله لا ينافس أحداً. وأصبح الفيلم مفضّلاً للعائلات عن طريق الكوميديا البسيطة التي برع فيها حلمي في بدايته. ورغم كل مشاكل الفيلم الفنية، والشعور بأنَّه مصنوعٌ بشكل عاجل (صور في أسبوعين فقط، وأصبح جاهزاً للعرض في خلال شهر!) إلا أن كل ذلك يبدو أقل أهمية أمام الرقم الضخم الذي حققه الفيلم، وتجاوز إيراداته الأربعين مليون جنيه. ليصبح حلمي هو النجم المصري الأول، والأكثر نجاحاً خلال السنوات العشر الأخيرة. وهو شيء لم يتكرر مع أي نجم كوميدي آخر منذ عادل إمام في الثمانينيات والتسعينيات.
“جحيم في الهند”
الفيلم من إخراج معتز التوني وبطولة محمد عادل إمام وبيومي فؤاد. المغامرة بمجموعة من الأسماء الكوميدية المساندة في عمل كوميدي جماعي مازالت ناجحة جداً. فبعدما حققه “كابتن مصر” في العام الماضي (حوالي 19 مليون جنيه إيرادات) استمر الأمر هذا العام بنفس المجموعة. محمد عادل إمام كبطل رئيسي، ومن ورائه عدد كبير من أكثر الكوميديانات المساندين جماهيرية مثل محمد سلام وبيومي فؤاد وأحمد فتحي، مع أجواء جاذبة أيضاً (بعد كرة القدم في الفيلم الأول، هناك الهند في هذا الفيلم). وتنجح المغامرة وتصل للقمة مرة أخرى، بل وبما يقارب ضعف الإيرادات، مما يؤكد استمرارها في المستقبل، والقبول الكبير الذي تتمتع به تلك المجموعة لدى الجمهور.
“هيبتا المحاضرة الأخيرة”
الفيلم من إخراج هادي الباجوري، وبطولة عمرو يوسف وماجد الكدواني. كان مفاجأة سعيدة في وقت مبكر من العام أن يُعرض فيلم “هيبتا” ويحقق هذا القدر من النجاح الجماهيري، اعتماداً على شعبية الرواية المقتبس عنها. ومن جانب آخر، الاعتماد على جودته المقبولة والنجوم الشباب فيه. ومصدر السعادة هو أن تلك الأسباب قد تدفع السينما المصرية إلى مناطق وتجارب مختلفة، سواء في المصالحة بينها وبين الأدب (بعد نجاحات “الفيل الأزرق” و”هيبتا”)، أو في ألا يسيطر نوع واحد كالكوميديا على الإنتاج. فهنا فيلم رومانسي، ولا يعتمد على “نجم أول”، ويحقق إيرادات ضخمة وجماهيرية كبيرة. احتلاله المركز الثالث هذا العام يعني الكثير.
“من 30 سنة”
الفيلم من إخراج عمرو عرفة، وبطولة أحمد السقا ومنى زكي. الفيلم الرابع في قائمة الإيرادات المصرية جاء هو الآخر بلمسة كوميدية كبيرة. فعلى الرغم من أن التشويق والغموض هو النقطة الأساسية التي ينطلق منها، وفكرة اللعنة والعائلة التي تتساقط واللغز الذي يتم حله في النهاية، تلك هي محركات الفيلم، إلا أنه يتضمَّن أيضاً شخصيات كوميديّة بشكل صافٍ، ويستغرق وقتاً طويلاً من مدته (التي تصل إلى ساعتين ونصف) في تأسيس كوميدي وهزلي للشخصيات. كان من المتوقع، نظراً لميزانيته وحجم النجوم فيه مثل أحمد السقا ومنى زكي وشريف منير وميرفت أمين ونور وغيرهم، أن يحقق إيرادات أعلى، خصوصاً أنه لم يكن الأول في موسم عيد الفطر الذي عُرض فيه متراجعاً وراء “جحيم في الهند”، إلا أن استمرار عرضه لأسابيع كثيرة، ومحبَّة الجمهور لـ “التويست” الختامي الذي يحدث فيه، جعل إيراداته النهائية مقبولة جداً، وعودة ناجحة لبطله السقا بعد عامين من الغياب.
“كلب بلدي”
الفيلم من إخراج معتز التوني وبطولة أحمد فهمي. قرار أحمد فهمي بالانفصال عن الثلاثي الذي يضمه مع “شيكو وهشام ماجد” كان ناجحاً جداً. فيلمه “كلب بلدي” (الذي كتبه مع شريف نجيب وقام ببطولته مع أكرم حسني) احتل المركز الثاني في موسم عيد الأضحى، وراء “لف ودوران”، متفوقاً على الأصدقاء الذين كانوا منافسين بفيلم “حملة فريزر” في نفس التوقيت. ورغم كل مشاكل الفيلم وبعض الانتقادات الجماهيرية والنقدية التي وجّهَت له، ورغم أيضاً أن عائداته أقل من نصف عائدات “الحرب العالمية الثالثة” (الفيلم الأخير الذي تشارك الثلاثي بطولته في 2014)، إلا أن وجوده في قائمة الأعلى إيراداً، والـ16 مليونا التي جلبها، على الأغلب سيجعل فهمي مستمراً في العمل بمفرده، وأكثر ثقة في قراره وخطواته القادمة.
العربي الجديد