تحقيقات وتقارير

رفع العقوبات الأمريكية .. فرحة بعد معاناة

استقبلت الأوساط السودانية القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي بارك أوباما برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية عن السودان بسرور كبير، لدرجة قادت بعض قيادات المعارضة للترحيب بالخطوة والتعبير عن فرحها بذلك علناً، كما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات الفرح والتهاني حتى من مواطنين يتبعون لدول عربية وإفريقية، أما البعثة السودانية بواشنطون والتي اجتمعت في مكتب واحد لاستقبال الخبر المفرح، فقد كانت أكثر سعادة وبشرت به منذ ساعات مبكرة، كيف لا وهي صاحبة المجهود الكبير في التواصل والتنسيق بين الحكومتين حتى توجت الخطوة بإتخاذ القرار

تأجيل النفاذ
شمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين واستئناف التبادل التجاري بين السودان والولايات المتحدة الأميريكية، لكن الأمر التنفيذي، الذي صدر قبل أسبوع فقط من مغادرة أوباما للبيت الأبيض، أبقى العقوبات الأميريكية المفروضة على السودان كدولة راعية للإرهاب حسب التصنيف الأميريكى بحسب مراسل بي بي سي في واشنطن لقمان أحمد، وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن “رفع العقوبات سوف يتم تأجيله لمدة 180 يوماً، وهو التحرك الذي يهدف إلى تشجيع حكومة السودان على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب

تحسن العلاقات
وتطالب الولايات المتحدة السودان ببذل مزيد من الجهود في في مكافحة الإرهاب وملف حقوق الإنسان، وهي كانت قد فرضت في باديء الأمر عقوبات على السودان عام 1997 منها حظر تجاري وتجميد أصول الحكومة بسبب ما اسمتها انتهاكات لحقوق الإنسان ومخاوف تتعلق بالإرهاب، ثم المزيد من العقوبات في 2006 بسبب ما قالت إنه تواطؤ في العنف في دارفور، إلا أن العام الماضي ظهرت فيه دلالات على تحسن في العلاقات بين الولايات المتحدة والخرطوم.
وفي 20 سبتمبر رحبت وزارة الخارجية الأمريكية بجهود السودان لزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان آنذاك إن السودان اتخذ خطوات للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية و”جماعات إرهابية أخرى، وسعى لمنع تحركها في السودان، هذا بجانب أن السودان انضم في العام الماضي إلى تحالف بقيادة السعودية لقتال الحوثيين في اليمن.

ترحيب سوداني
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية بالخرطوم ترحيبها بالقرار الذي أصدره باراك أوباما أمس الجمعة القاضي بإلغاء الأمرين التنفيذيين رقم (13067) الصادر بتاريخ 5 نوفمبر 1997 ورقم 13412 الصادر بتاريخ 17 أكتوبر2006 واللذين بموجبهما فرضت عقوبات اقتصادية على السودان، مؤكدة في بيان لها حصلت (آخر لحظة) على نسخة منه، أن هذه الخطوة تمثل تطوراً إيجابياً هاماً في مسيرة العلاقات الثنائية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، ونتاجاً طبيعياً لجهود مشتركة وحوار طويل وصريح شاركت فيه العديد من المؤسسات من الجانبين، وثمرة لتعاون وثيق بين البلدين في قضايا دولية وإقليمية محل اهتمام مشترك

الحوار الطويل
من جانبه قال وزير الخارجية البرفيسور إبراهيم غندور، إن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بإلغاء الأوامر التنفيدية التي فرضت بموجبها عقوبات اقتصادية على السودان قد جاء نتاجاً لحوار طويل وممتد بين البلدين لأكثر من عام طرحت فيه كل الشواغل، وكانت فيه مصالح البلاد العليا هي الهادي والموجه، وقد شاركت في الحوار من الجانب السوداني كل الجهات ذات الصِّلة فى تناغم وتنسيق كبيرين، وتحت رعاية مباشرة من السيد رئيس الجمهورية

استعداد للتعاون
وتابع غندور سعي السودان من خلال الحوار وبكل عزم وتصميم ووضوح في الرؤية الى إنهاء كافة العقوبات المفروضة على السودان وشعبه الكريم، ويرحب السودان بهذه الخطوة المتقدمة في مسار العلاقات بين البلدين، ويؤكد على تصميمه لمواصلة الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة، استكمالا للتعاون بين البلدين في مجالات تعزيز السلم والأمن الدوليين، ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، والإتجار بالبشر وحماية الحياة البرية والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك ، وصولاً إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول المتهمة برعاية الإرهاب وتطبيع العلاقات بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين، وأكد السيد وزير الخارجية على التزام السودان بما اتفق عليه بين الطرفين

جهود تحقيق السلام
وجدد الوزير حرص وزارة الخارجية والدبلوماسية السودانية على مواصلة أدوارها فى حفظ الأمن القومي ورعاية مصالح السودان العليا بما يحقق لشعبه العظيم الخير والرفاه والازدهار واتتهاج الحوار وسيلة لإعمار العلاقات، ومد جسور التواصل مع كل بلدان العالم، وأشار السيد وزير الخارجية إلى أن السودان سيواصل القيام بأدواره المهمة ومساهماته المقدرة والمعلومة فى جهود تحقيق السلم والاستقرار فى الإقليم والقارة الأفريقية

ترحيب من المعارضة
في السياق ذاته كتب السفير نجيب الخير القيادي بحزب الأمة القومي على صفتحه بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “مبروك للسودان ولشعب السودان رفع العقوبات الأمريكية” واضاف العقوبات الاقتصادية تدبير أرادت به الادارة الأمريكية معاقبة حكومة الإنقاذ لكنها بذلك أضرت بشعب السودان أكثر مما أضرت بالحكومة ولهذا فإن رفع هذه العقوبات محل ترحيب واحتفاء من كل أهل السودان، فيما تساءل د يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامي في صفحته قائلا “ معقول هنالك سودانيين لم يسرهم رفع الحظر عن الشعب السوداني بحجة أن القرار يطيل عمر النظام؟

تقرير:لؤي عبدالرحمن
صحيفة آخر لحظة