تحقيقات وتقارير

وفاة المعلمة رقية صلاح.. من المسؤول؟

فجعت (700) تلميذة ومعلماتهن بمدرسة الحارة (13) بالثورة الغربية بمحلية كرري أمس الأول بوفاة المعلمة رقية صلاح إثر انهيار (حمامات) المدرسة بها. المعلمة التي عرفت بكريم الخلق جعل خبر وفاتها بعض التلميذات يطلبن من أسرهن عدم الذهاب إلى المدرسة لأنهن لا يتخيلن أن يأتين الصباح للمدرسة ولا يصافحنها.. رقية كانت تُحظى بحب التلميذات وباحترام زميلاتها، الحادثة التي تعرضت لها جعلت الجميع يذرفون الدموع حزناً عليها كيف لا وهي التي أفنت عمرها في خدمة التعليم.
أول إجراء اتخذته وزير التربية والتعليم بالولاية فرح مصطفى بعد أن ذهب لأداء واجب العزاء في الفقيدة هو رفع الدراسة بالمدرسة ليوم واحد، وقال إن وزارته تتحمل هذه المسؤولية مع السلطات المحلية.

ذرفت رئيس لجنة التعليم بمجلس تشريعي ولاية الخرطوم انتصار كوكو الدموع حزناً على وفاة الأستاذة رقية وهي تؤدي واجبها ورسالتها من أجل تربية النشء، وقدمت مسألة مستعجلة لوزير التربية والتعليم بالولاية فرح مصطفى حول الأسباب التي أدت إلى انهيار الحمامات؟ وهل هناك ملاحظات تمت قبل أن ينهار؟ وما هي الاحتياطات المستقبلية التي وضعتها الوزارة ومحلية كرري هذا العام في ميزانيتها حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة المؤسفة؟ وما هي المجهودات المبذولة في الحمامات بمدارس الولاية؟
اتهام
النائب بتشريعي الخرطوم سر الختم موسى قال إن هذه الحادثة ليس الأولى بالولاية وسبق أن انهارت حمامات مدرسة الشهيد أبو الريش إلا أنها لم تؤدِّ إلى حدوث وفاة، وأضاف أن وزير التربية والتعليم سبق أن سجل زيارة لهذه المدرسة، واتهم بعض المقاولين وقال إنهم لا يلتزمون بالمواصفات المطلوبة عند إنشاء المدارس أو الحمامات، وطالب ولاية الخرطوم والوزارة بمراقبة المقاولين، واتفق معه النائب عباس الفاضلابي وقال إن الحادثة ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها وإنما مسؤولية المهندسين الذين يقومون بإنشاء مثل هذه المرافق وهؤلاء مسؤولة عنهم وزارة التخطيط العمراني، وأضاف: “سبق وأن حذرت في هذا المجلس من حدوثها وأنه حتى فصول المدارس آيلة للسقوط ويجب تدارك الأمر منعاً لحدوث كوارث للطلاب”.
من جانبه اتهم النائب حافظ الشيخ الدفاع المدني وقال إنه تأخر في وصوله إلى مكان الحادث واعتبر ذلك من الأسباب التي أدت إلى الوفاة، وأضاف: “يجب ألا يمر هذا الحادث مرور الكرام ويجب محاسبة المتسببن في الأمر”، وطالب لجنة التعليم بالمجلس بأن تقوم بتشكيل لجنة للطواف على مدارس الولاية للوقوف على الحمامات منعاً لتكرار مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أن هذه الحمامات قديمة وعمرها (40) عاماً، وتساءل قائلاً: “هذه المعلمة في الدرجة الثانية، فكيف تكون تلك المعلمة في مدرسة أساس؟”، إلا أن وزير التربية والتعليم فرح مصطفى أجاب عن السؤال بقوله: “الوزارة تسمح حتى لمن هم في الدرجة الأولى القيادية بأن يعملوا في المدارس على مستوى الوكلاء والمعلمين، لأن هذا هو حال الكادر الذي يعمل في مجال التربية والتعليم”.
قرار المجلس
وطالبت النائبة عواطف طيب الأسماء بأن تسعى وزارتا التربية والمالية ورئاسة الولاية لاستبدال المنافع بأخرى تليق بالتعليم، وأن تجلس وزارة التربية مع المحليات من أجل تحديد المسؤوليات (سطر سطر) ومن ثم كتابتها وتوقع عليها رئاسة الولاية، وقالت: “يجب أن نستبدل منافع المدارس بـ(السايفون) ولا أعتقد أن ولاية الخرطوم فقيرة لدرجة أن تسمح بسقوط أبنائها في الآبار”، وطالبت بضرورة فصل تداخل سلطات مدارس الأساس بين الوزارة والمحلية، وقالت: “يجب أن يصدر المجلس التشريعي قراراً واضحاً في مسألة الحمامات”.
رئيس المجلس التشريعي صديق الشيخ أحال الموضوع للجنة التعليم بالمجلس وطالب بتشكيل لجنة تحقيق وتقصٍّ ثم الطواف على المدارس والجلوس بين المحلية والوزارة لتحديد الأولويات حتى لو أدى ذلك إلى تعديل في القوانين السارية، لأن الأمر أصبح فيه فقدان للأرواح ويمكن أن تحدث مشكلات أخرى مستقبلاً إذا لم يتم تدارك الامر – على حد قوله – وقال إن على اللجنة أن تقوم بالطواف على المدارس في وقت محدد وترفع تقريرها لأن الموضوع لا يحتمل، وأضاف: “بالنسبة للمدارس وخاصة مدارس البنات على المستويين الأساس والثانوي فعليها مسؤولية مباشرة وأولوية في التنفيذ”، وطالب بأن يظل هذا القرار سارياً.
رد الوزير
وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فرح مصطفى قال: (الوزارة تتحمل مسؤولية هذه الحادثة كاملة مع سلطات المحلية لأن مسؤولية التعليم لا تتجزأ، وسنعمل على مراجعة كافة المرافق الصحية بالمدارس على مستوى الأساس والثانوي تجنباً لتكرار مثل هذه الحوادث)، كاشفاً عن تشكيل لجنة مشتركة بين المحلية والولاية لمراجعة جميع حمامات المدارس بالولاية. وقال: (توجد مدارس بالولاية لا يوجد بها حمامات، وتم اجتماع مع وزير المالية عادل عثمان على مستوى الأساس والثانوي، ووضعنا برنامجاً بالاتفاق مع وزارة المالية، وسنشرع في تنفيذه).
وقال مصطفى خلال رده على المسألة المستعجلة بالمجلس أمس، إن الحمامات المنهارة من (6) عيون بطول (6) أمتار وعرض متر وعمق (40) متراً ولا تبدو عليها علامات جانبية للانهيار، والانهيار حدث فجأة، وانهارت الخرسانة في الجزء الجنوبي منها والذي كانت به (المرحومة) ولوحظ تآكل السيخ كما أن الصبة لوحظ عليها آثار التآكل، كل ذلك لم يظهر إلا بعد الانهيار وتدخل الدفاع المدني وتم تكسير الجزء المتبقي من الصبة، وقال إن المدرسة بها أكثر من (700) تلميذة وتم إلحاق حمامات قبل (3) سنوات بسعة (5) عيون خصصت للمعلمات ولكن قضاء الله دخلت المعلمة في الحمامات القديمة التي تم بناؤها قبل (40) عاماً.
مشيرا إلى أن التحوطات التي تم اتخاذها بعد الحادثة هي تعطيل الدراسة ليوم واحد، وتم تسجيل زيارة للمدرسة وتم الاتفاق مع سلطات محلية كرري ببناء سور حولها تجنبا للمخاطر، وقال إنه تم الاتفاق أيضا مع السلطات بأن يتم بناء حمامات جديدة، مشيرا إلى تكوين لجنة مشتركة بين المحلية والولاية للتحقيق لمعرفة أسباب الانهيار للمحاسبة إذا كان هناك قصور، مؤكدا مواصلة الدراسة بالمدرسة بدورتين في الجزء المتبقي من الحمامات إلى أن يتم إكمال العام الدراسي، مضيفا أن الدراسة بالمدرسة ستكون (يوماً بعد يوم) حسب قوة المدرسة، مؤكدا أنه ستتم إعادة تأهيل المدرسة عقب انتهاء العام الدراسي.

تقرير: وجدان طلحة
السوداني

‫5 تعليقات

  1. اللهم تقبلها قبولا حسنا
    اللهم من ولي أمر من أمور المسلمين فأجزه بما عمل أضعاف مضاعفة بعدد خلقك وزنة عرشك

  2. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
    اوَلُا نَتْرَحُمٌ ثُانَيَُه. ْعلُيَ فَفَيَدُِه الُْعلُمٌ وَالُسِوَدِانَ مٌرَبّيَُه الُاجْيَالُ الُاسِتْاذَُه رَقًيَُه. نَسِالُ الُلُُه انَ يَتْقًبّلُُها قًبّوَلُا حُسِنَ مٌْع الُصّدِيَقًيَنَ وَالُشُِهدِاء وَنَحُسِبُّها كِذَلُكِ
    الُمٌوَضُوَْع ٌخطِيَرَ وَُهنَاكِ جْانَبّ اُهمٌالُ كِبّيَرَ جْدِا جْدِا مٌنَ قًبّلُ كِافَُه الُجُْهاتْ الُمٌسِؤلُُه كِيَفَ يَتْمٌ تْثشِيَيَدِ حُمٌامٌاتْ بّمٌدِارَسِ وَدِوَرَ اٌخرَيَ لُلُتْجْمٌْعاتْ بّدِوَنَ سِايَفَوَنَ تْحُسِبّا لُانَ لُاتْكِوَنَ ُهذَُه الُبّيَارَ مٌكِبّ نَفَايَاتْ وَاشِيَاء اٌخرَيَ نَاُهيَكِ ْعنَ ٌخطِوَرَتُْها لُلُاسِتْْعمٌالُ
    ُهذَُه الُحُادِثُُه كِانَتْ جْرَسِ انَذَارَ لُكِافَُه الُجُْهاتْ بّالُدِوَلُُه بّانَ تْصّْع اسِسِ وَمٌوَاصّفَاتْ لُلُحُمٌامٌاتْ وَالُاُهتْمٌامٌ بّكِلُ تْجْمٌْعاتْ الُْعلُمٌ مٌنَ ٌخلُاوَيَ لُمٌدِارَسِ .لُمٌرَافَقً اٌخرَيَ
    وَْعلُيَ اوَلُيَا امٌوَرَ الُتْلُامٌيَذَ وٌَخاصُّه ُمٌجْلُسِ الُابّاء مٌرَاقًبُّه الُمٌدِرَسُِه وَمٌتْابّْعُه الُصّيَانَُه وَالُقًصّوَرَ لُانَ الُمٌتْضُرَرَ الُاوَلُ الُتْلُامٌيَذَ
    ْعلُيَ وَزُارَُه الُتْْعلُيَمٌ انَ تْامٌنَ كِلُ الُمٌدِرَسِيَنَ حُتْيَ اذَا لُاقًدِرَ الُلُُه وَحُلُتْ بُّهمٌ كِارَثُُه سِيَجْدِوَنَ الُتْْعوَيَضُ الُلُازُم.
    ْعلُيَ وَزُارَُه الُتْرَبّيَُه وَالُتْْعلُيَم وٌَخاصُّه مٌرَحُلُُه الُاسِاسِ ٌ انَ تْنَشِيَ لُُها شِرَكُِه مٌقًاوَلُاتْ ٌخاصُّه بُّها وَانَ تْكِوَن تْحُتْ ادِارَتُْها.
    وَاٌخيَرَ نَسِالُ الُلُُه انَ يَحُفَظٌ الُابّنَاء وَالُمٌْعلُمٌيَنَ لُانَُهمٌ ُهمٌ مٌشِاْعلُ الُمٌسِتْقًبّلُ وَالُسِلُامٌ ْعلُيَكِمٌَ ٌ

  3. ( اللهم أرفع درجتها في عليين ) ـ الخرطوم بها 3 وزراء للتربية والتعليم ووزراء دولة ووكلاء وزارة ورؤساء أقسام وأقسام رؤساء وإدارات بالتربية والتعليم لاتحصي بها موظفين بعدد تلاميذ مرحلة الأساس بولاية الخرطوم ولجان للتربية والتعليم بالمجلس التشريعي للولاية ولجان ولجان فرعية ولجان فريريعية ولجان منبثقة ولجان غير منبثقة ولجان متنيلة بستين نيلة !! رئيس خدمات التربية والتعليم بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم ؟؟ رئيس اللجنة الفرعية للتربية والتعليم العام بلجنة التربية والتعليم بالبرلمان ؟؟؟؟؟؟ هناك وزارة للبنى التحتية بالولاية !! الشئون الهندسية !! المباني المدرسية !! 700 تلميذة ومعلماتهن يستخدمن مرحاض بلدي بدائي عشوائي عمره 40 عاماً !!!! 700 تلميذة في مدرسة واحدة ويحتفل المسئولين كل عام ببداية العام الدراسي ويمتنوا على الناس بإكتمال الإجلاس وتوفير الكتاب المدرسي في حين يشترك كل 3 تلاميذ في كتاب واحد ! هل توجد تلميذة واحدة من بنات المسئولين بين الـ 700 تلميذة في هذه المدرسة أو المدارس الشبيهة ؟؟ أين عملكم الذي تتقاضون عليه تلك المرتبات والبدلات والمخصصات ما ظهر منها وما بطن ، والمواطن يعاني في كل مفاصل الحياة في الخريف في الشتاء وفي الصيف !! أما إذا وجهت السؤال من المسئول عن وفاة المعلمة ؟ فسيجيبك الوزير فرح بغضب بأن المسئول بالتأكيد هو المرحاض .

  4. الله يرحمها ويغفر ليها … وهذه ليست اول حادثة من هذا النوع … وهذا هو حال الحمامات فى السودان اذا كان يجوزلنا ان نسميها حمامات !!!! البلاد كالها تعيش فوق آبار الصرف الصحى وهذا شئ مخجل حقيقة … العاصمة الوحيدة التى ليس بها صرف صحى !!!