تحقيقات وتقارير

ماذا وراء إيقاف كمال رزق عن الخطبة في الجامع الكبير؟

أثار خبر إيقاف خطيبَي المسجد الكبير بالخرطوم، شيخ كمال رزق، ود. إسماعيل الحكيم العديد من التساؤلات، وكان ذلك على خلفية عدم إبداء أيّ أسباب لإيقافهما وقت الإيقاف واعتبرت الدوافع مجهولة بحسب كمال رزق، فيما لم يستبعد في تصريحات صحفية أن يكون سبب الاستغناء عنهم لمنهج الخطبة. ووافق بيان المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد الذي تحصلت (السوداني) على نسخة منه أنهُ في إطار العمل الإداري للتوجيه والإرشاد بالمجلس واستفادة من الفرص الجديدة في تعيينات، تم تعيين عدد (50) إماماً لتدريبهم على مهام الإمامة. وأشار الخطاب إلى أن المشاورات جرت مع عدد من لجان المساجد بولاية الخرطوم التي يخطب فيها أئمة متعاونون متطوعون والتي تحتمل أكثر من إمام وذلك لاستيعاب الأئمة المعينين في مناشط المساجد من دروس ومواعظ وخطب جمعة. وأثنى المجلس في بيانه الصادر على جهود شيخ كمال رزق في العمل الدعوي، إضافة لشغله سابقًا منصب المدير التنفيذي للمجلس الأعلى للدعوة والإرشاد، كما لا يزال عضوًا بمجلس الأمناء والمجلس الاستشاري.

في الوقت الذي بدا فيه قرار المجلس مجهول الأسباب لكلا الشيخين وذلك حتى صدور البيان حيث نفى شيخ كمال رزق في حديثه لـ(السوداني) علمه بأسباب إيقافه من الخطبة متسائلًا عن عدم إبلاغ المجلس لهم بأسباب إيقافهم، مشيرًا إلى أن لجنة المجلس أخطرتهم بقرار الإيقاف، وعما إذا كان التناول السياسي خصمًا على خطابهم نفى رزق ذلك وأضاف: “لم يشتكِ منا أحد، إلا إن كان هناك من لم تعجبهُ الخطبة”، مشيرًا إلى أنهُ لا توجد أيّ توجيهات بخصوص ما يتم تناولهُ في خطب الجمعة، موضحًا أنهُ قد يتم إيقاف الخطيب إذا شكلت الخطبة أيّ ضرر.
فيما أوضح رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد جابر أبو عويشة لـ(السوداني) أن ما تم هو لأسباب إدارية.
بالمقابل أشار المدير التنفيذي لمسجد الخرطوم د.إلياس بكري إلى أن ما تم هو ترتيبات إدارية وتعيين أئمة فصل أول مضيفًا في حديثه لـ(السوداني): “هناك برنامج كبير للمساجد الكبرى، وإلحاق بعض المساجد بالجامعات وذلك حسب مجلس الدعوة”.
في ذات الوقت نفى فيه مدير الدعوة بولاية الخرطوم محمد صالح إيقاف خطيبَي المسجد الكبير بولاية الخرطوم، مشيرًا إلى أنهُ سيتم تعيين أئمة وتوزيعهم على المساجد الكبيرة، وأضاف في حديثه لـ(السوداني): “إن الأئمة يتم تعيينهم عبر لجنة الاختيار وينبغي أن يكونوا من خريجي الدراسات الإسلامية وحفظة القرآن الكريم”. وعن الموجهات حول الخطبة أشار صالح إلى أنهُ ينبغي عدم إثارة الفتن القبلية أو العنصرية، موضحًا أنهُ يتم إيقاف الخطيب عادةً إذا أثار الفتنة، وأضاف: “يتم توجيهه قبل قرار إيقافه”.
إيقاف دائم
ووفق إفادة د.إسماعيل الحكيم فقد صدر قرار بإيقافهما نهائيًا من الخطبة، مشيرًا إلى أنهُ تم إيقافهم من قبل لجنة المسجد منذ الخميس 16 من فبراير واصفًا الأسباب بغير المعلومة والمفاجئة حيث أعد شيخ رزق لخطبة الجمعة وقتها، واعتبر الحكيم أنهُ قد تكون للمجلس أسبابهُ إلا أنهُ بدا مستنكرًا لذلك حيث أشار في حديثه لـ(السوداني) إلى أنهم ظلّا يخطبان لسنواتٍ طوال ويأتي الناس خصيصًا لذلك، مؤكدًا التزامهما بدور المنبر ورسالة المسجد موضحًا أنهما لا يتقاضيان مرتبات كالآخرين بل يقومان بذلك تطوعًا.
أما عن الأسباب التي قد تدفع لإيقاف الخطباء أشار الحكيم إلى أن الأئمة الذين يتم إيقافهم عن الخطابة يكون ذلك لحيادهم عن الموجهات كتشتيت الناس وإثارة القضايا. وأوضح الحكيم أن المسجد مراقب إلا أنهُ يتناول مسألة الإصلاح وهي رسالة المنبر الأساسية، وأضاف: “لا توجد خطوط توضع على الخطبة وإذا عرف الخطيب قيمة المنبر وواجبه لن يحتاج لتوجيهات”، معتبرًا في ذات الوقت أنهُ تم طرح الكثير من القضايا الخطيرة التي مرت على البلاد، وأضاف: “ما أعلمهُ أن الجهاز التنفيذي راضٍ عن دور المسجد”.
معايير التعيين
مجلس الدعوة هو الجهة المعنية بتعيين الأئمة ويختار الأئمة بمواصفات كأن يكونوا خريجي درسات إسلامية، من حفظة القرآن الكريم كما يتم تدريبهم على الخطابة، وأضاف الحكيم: “الخطباء في المسجد مقسمون لفئات، هناك من لهُ علاقة بالمسجد وجزء آخر متعاون، تأتي بهم لجان المساجد، وفئة أخرى غير متعاونة تؤدي الخطب في حال غياب الأئمة المعتمدين”.
من جهته أشار الأمين العام لهيئة علماء السودان إبراهيم الكاروري أن مواصفات خطيب المسجد لها محددات في الشريعة الإسلامية ويتناول إمام المسجد في خطبة الجمعة ما يهم الناس وقضاياهم وأمور دينهم. وأضاف الكاروري في حديثه لـ(السوداني): “يجب أن يكون الخطيب من أهل العلم والمعرفة وأن يكون في نفسه قدوة ويحقق الشروط بنفسه، متميز ومن أهل العلم”.
وفيما يتعلق بإيقاف خطيبي المسجد الكبير أشار الكاروري إلى أنهُ إذا كانت للجهة المنظمة والمعنية بأمر التعيين لائحة فمن حقها وفق تلك اللائحة وأسبابها الإيقاف أو التعيين.. أما من حيث المبدأ يرى الكاروري أنهُ إذا كان هناك خطيب له خبرة وعلم ينبغي أن يقدم العلم.
فلاش باك
لم يكن قرار إيقاف كمال رزف ورفيقه الأول من نوعه ففي العام 2011م، أوقفت السلطات د.محمد علي الجزولي عن الخطبة بمسجد المعراج بالخرطوم والسبب كان خطبة عصماء حملت انتقادات عنيفة للحكومة، ومن المفارقات أن الخطيب الحالي لمسجد النور الدكتور عصام أحمد البشير قد أوقف عن الخطبة في نهاية التسعينيات بمسجد العمارات مربع 15، وذلك لأن خطبه كانت توجه سهام النقد للأداء الحكومي وذلك أيام كان منتميا لجماعة الإخوان المسلمين.

تقرير: إيمان كمال الدين
السوداني

تعليق واحد

  1. الشيخ دا يا ناس بلغ سن المعاش ودا سبب وجيه عامل السن يمكن يكون أحد الأسباب وإذا قيل له ذلك سيكون له انعكاس نفسي سلبى على الشيخ