فصلٌ جديدٌ من حكاية مستشفى مكة!!
مأمون حمّيدة.. هؤلاء الذين تسبّبوا في العمى..!
كارثة طبية حدثت في الأسبوع الماضي في مستشفى مكة للعيون بأمدرمان، فدخل المرضى الى غرفة العمليات بأمل الاستشفاء ويحلمون برؤية ثاقبة للعالم من حولهم بعد أن باتت عيونهم لا تبصر جيداً، واضعين أحلامهم على أيدي الأطباء، وتم تخريجهم من المشفى ولم يشعروا بأن أحوالهم قد تحسنت وأصيب 34 بالعمي، مما حدا بالمجلس التشريعي أن يطلب من وزارة الصحة أن تُقدِّم تنويراً حول الحادثة، وأتى الوزير مأمون حمّيدة أمس الثلاثاء الى قبة المجلس، مُوجِّهاً أصابع الاتهام الى مستشفى مكة.. وأرجع الوزير سبب التهابات أعين للمرضى الـ 34 الذين أُجريت لهم عملية الحقن بعقار (لافاستين)، أرجع الالتهاب الى التلوث البكتيري المصاحب لتحضير العقار، وحمّلت الوزارة، مستشفى مكة مسؤولية الأمر.
انتقادات لاذعة..!!
صوّب النائب وليد آدم، انتقادات حادة لوزير الصحة فيما يخص الأخصائي الباكستاني غير المسجل في المهن الطبية، واعتبر وليد هذا إهمالا واضحا من قبل الوزارة في حياة المواطنين وصحتهم، واستطرد: “إن المريض يدفع الأموال كي يتلقى أفضل العلاج في المستشفيات”، ويرى وليد أن الوزارة غير مهتمة خاصة في الجانب الإداري، ونبه الى ان المرضى هم الضحايا الذين دخلوا المستشفى بعلة خفيفة وخرجوا منها وهم لا يبصرون، وأشار الى ان الاخصائي الباكستاني لا يمكنه ان يمارس مهنته في بلده ما لم يكن مُسجلاً.
أصابع الاتهام تشير نحو المستشفى..!!
حمّل وزير الصحة بالخرطوم بروفيسور مأمون حمّيدة، مستشفى مكة للعيون بأمدرمان مسؤولية إصابة 34 مريضاً بالعمي، وأرجع وزير الصحة سبب التهابات اعين المرضى الـ34 الذين أجريت لهم عملية الحقن بعقار (لافاستين) الى التهاب التلوث البكتيري المُصاحب لتحضير العقار، وطالب الوزير في بيان قدم بالمجلس التشريعي أمس الثلاثاء، المستشفى بإعادة تهيئة غرف العمليات بمستشفى أمدرمان والعمل على فصل المرضى بعضهم عن بعض أثناء إجراء العمليات تجنباً لانتقال الامراض بسبب البكتيريا من مريض الى آخر، ونبّه الوزير الى ضرورة إعادة النظر في طريقة تحضير عقار (لافاستين) حتى تضمن خلوه من تلوث البكتيريا وذلك باستعمال غرفة التحضير التي تعمل بالشفط، ووجهت وزارة الصحة لمتابعة المرضى لمدة ستة أسابيع حتى يستمد المرضى عافيتهم، وتوقع شفاءهم في هذه المدة.
المسار التصحيحي..!!
ابتدر وزير الصحة مأمون حميدة تلاوة تقريره قائلاً: “تم إجراء عمليات عيون علاج مرضى الشبكية لـ 44 مريضاً معظمهم مصابون بالسكري بمستشفى مكة في أمدرمان بحي العمدة”، وأوضح حميدة أن أكثر المضاعفات لمرضى السكري إصابة شبكية العين التي تعنى بالنظر حيث تتغذى الشرايين المغذية للشبكية وتنمو شعيرات صغيرة ضعيفة قابلة للالتهاب وتسبب العمي وهذا في حالة مرضى السكري الذي تصعب السيطرة عليه، وبيّن الوزير أن علاج هذه الحالات تحقن أدوية داخل العين في وحول الشرايين الدقيقة حتى لا تنفجر ووقف نمو الشعيرات الجديدة من النمو عن طريق عقار (لافاستين).
صداع حاد وألم..!!
ولفت حميدة الى أن بعض المرضى من جملة الـ44 حُقنوا بعقار آخر يسمى (كلا فوت) وبعضهم بالعقارين معاً، وقال حميدة إن 34 مريضاً الذين حقنوا بعقار (لافاستين) أصيبوا بالعمي، وكل المرضى الذين حقنوا بهذا العقار بعد خروجهم من المنزل شعروا بصداع حاد وألم مبرح في العين التي تم حقنها وقد تلاحظ هذا في اليوم الثاني من الحقن، وقد اتّضح للطبيب المُعالج وجود التهابات حَادّة في العين، وقامت المستشفى باستدعاء كل المرضى الذين أُجريت لهم العملية في ذلك اليوم، وأشار الى ان المرضى العشرة الذين لم يُحقنوا بعقار (لافاستين) لم يُصابوا بالتهابات في العين، مما يعني ان الالتهابات لها علاقة إما بالعقار أو بطريقة التحضير أو بطريقة تركيب (لافاستين)، وعليه ان أصابع الاتهام تشير الى أن الحالة الإكلينيكية للالتهابات مقرونة باستعمال عقار (لافاستين).
عودة البصر جزئياً..!!
وأكد حمّيدة أن هنالك جراحاً واحداً قام بإجراء كل العمليات للمرضى وهو باكستاني الجنسية، وقال إن التحضير للحقن قامت به مساعدة واحدة وغرفة العمليات واحدة، واعتبر ان هذا يُساعد في الكشف عن الملابسات التي حصلت في المستشفى، واسترسل الوزير أن الالتهاب الذي حدث للمرضى هو التهاب بكتيري مما جعل إجراءات عملية اخرى للمرضى قضت على السائل الزجاجي وتم إعطاؤهم عقار مضاد للبكتيريا، واستطرد الوزير أن كثيراً من المرضى عاد لهم بصرهم جزئياً، وامتدح دور مستشفى مكة بالتفريغ الكامل لعلاج المرضى، ووجه حمّيدة بتكوين 4 لجان، لجنة ادارية وفنية لغرف العمليات وتهيئتها ومراجعة سجلات المرضى، التقصي البكتيري لفحص البكتيريا في غرف العمليات، لجنه استشاري العيون المستقلة، واللجنة في الادبيات الطبية عالمياً واذا كانت حالات مماثلة، لجنة الصيدلة لمراجعة العقار نفسه، واشار حمّيدة الى ان عقار (لافاستين) يستخدم لعلاج سرطان المخ والقولون، وقال إنّ من عيوبه أن عمليته معقدة ويأتي في فتيل 4 سيس بملغ ألف جنيه، وأوضح أن المريض لا يحتاج الا لـ1على 10، وأن الفتيل يعالج 40 شخصاً، وبيّن الوزير ان العقار تم جلبه بطلب خاص من المجلس القومي للأدوية والسموم وتم تسجيله، واشار الى ان عمليات قص السائل الزجاجي بدأت في إرجاع البصر تدريجياً للمرضى، وتوقع ان تصل نسبة الرؤية الى 80% منهم بعد اخضاعهم للعلاج لمدة ستة أسابيع بمستشفى مكة فرع الرياض، وقال حمّيدة انّ إبرة سحب الدواء هي السبب في الإصابات إضافةً الى ان الشخص الذي قام به هي المساعدة، وراجعت اللجنة تسجيل الاخصائي الباكستاني بالمجلس الطبي وتبيّن للجنة ان تسجيل الاخصائي منتهي، وجدد فقط بعد إجرائه للعملية، ونبه حمّيدة الى ان اللجنة استبعدت بأن يكون هذا هو سبب الالتهابات لأن الأخصائي ظل يعمل لفترات طويلة دون حُدوث أضرار.
تقرير: محمد إبراهيم
صحيفة التيار
الحاجة ( الزينة ) التي قضت نحبها في الزيتونة ..
وهؤلاء ( الذين ) أُصيبوا بالعمى في ( مكة ) ومكة من الباكستاني بريئة …
والذي ( يحدث ) ( من ) أخطاء ويروح فيها الأبرياء ..
تحسبونه ( هيّناً ) وهو عند الله عظيم ..
الخطأ عند المساعدة