منوعات

وظائف برواتب مجزية في هذا البلد بسبب قلة الايدي العاملة

في هذا البلد الصناعي الذي لا يتجاوز تعداد سكانه ستة ملايين نسمة تواجه أكثر من ثلث الشركات صعوبة في تعيين موظفين في وظائفها الشاغرة، بسبب قلة الأيدي العاملة.

هذا ما يحصل في الدنمارك البلد الذي حقق انتعاشا اقتصاديا أوصله إلى حدود انعدام البطالة، إلى جانب ما يوفره هذا البلد من حياة جيدة لمواطنيه.

وتنتشر إعلانات الوظائف الشاغرة في هذا البلد المتطور تقنيا، ويكثر الطلب على خبراء تقنيات المعلومات والحاسوب والمهندسين والخبراء التقنيين والكهربائيين والنجارين.

وتتنافس الشركات فيما بينها لرفع الرواتب للوظائف المعروضة كي تغري الناس للتقدم والحصول على الوظيفة.

ويحذر خبراء اقتصاد دنماركيون من أنه وبالرغم من الحفاوة التي استقبل بها المواطنون انتعاش اقتصاد بلادهم إلا أن شح اليد العاملة يضع البلاد أمام مشكلة لا تقل خطورة عن الركود الاقتصادي.

وتتجه شركات في الدنمارك إلى تقليل معدلات الإنتاجية أو حتى التخلي عن عقود مجزية مع شركات دولية بسبب نقص اليد العاملة.

وفي محاولتها لتأمين موظفين في البلاد تدرس الحكومة رفع عمر التقاعد للسماح للكبار في السن بالعمل لسنوات أطول، وتشجع مواطنين من الاتحاد الأوروبي على البحث عن فرص عمل في الدنمارك، خصوصا من لا يحتاجون لتأشيرة توظيف للعمل فيها.

واتجه بعض أصحاب الأعمال إلى المهاجرين واللاجئين لشغل المناصب الشاغرة وإن واجهتهم مشكلة تأهيل هؤلاء ليصبحوا يدا عاملة بمهارات عالية، خصوصا في مجال التكنولوجيا والصناعة، فيما يبحث أصحاب معامل وشركات عن موظفين في دول مجاورة مثل ألمانيا والبرتغال وبولندا.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز يوجد في الدنمارك نحو 92 ألف مواطن يتلقون إعانات بطالة ترى فيهم الشركات فرصا إضافية للحصول على موظفين.

وفيما يراقب البنك المركزي الدنماركي عن كثب ارتفاع معدلات الرواتب لتفادي حصول تضخم، يضغط بعض رجال الأعمال على المشرعين في البلاد لإعطاء مجال أكبر للتكنولوجيا كمادة تعليمية في المدارس لضمان تأهيل موظفين دنماركيين في المستقبل.

يذكر أن شركة مايكروسوفت الدنمارك واجهت صعوبة في إيجاد عاملين في مجال تقنية المعلومات والتسويق، وتمكنت هذه الشركة من إغراء موظفين أجانب بالعمل في مكاتبها في كوبنهاغن برواتب مجزية وخلقت لهم بيئة عمل مرنة ومريحة للاحتفاظ بهم أطول وقت ممكن.

صحيفة الجديد