منوعات

بعد اختفاء كروت الأفراح عزومة الرسائل الإلكترونية.. هل تولد الجفاء بين الأقرباء

نجد أشياء كثيرة تحولت من واقعنا الاجتماعى المعيش وكل يوم نسمع ونرى أشياء دخيلة وجديدة على مجتمعنا الذي تأثر بكل الثقافات الغربية التي أثرت على مفاهيمهم وعقولهم من كل النواحى سواء أكانت إيجابية أو سلبية ،ومن هذه الاشياء ظاهرة دعوات الأفراح عبر الرسائل الاكترونية مؤخرا وأصبحت تغزو البيوت السودانية التى كانت فى السابق تعبر عن حبها وامتنانها لحضور المناسبة للأهل والجيران بصوت رحب مليء بالتحنان والعاطفه دون ابتدار أي عذر ، ولكنها أصبحت هى العنصر الفعال فى الوقت الحالى،لأنه سابقا كانت الدعوات عبارة عن كروت مطبوعة وتوزع للأهل والأصحاب والجيران واما اليوم فهي رسائل نصية فقط ، مما وفر عليهم الجهد والمال للأهل المناسبة الذين أصبحوا (يأخذون دفتر أرقام هواتف المعازيم ) ويقومون بإعطائها لإحدى شركات الاتصالات التى تقوم بتوزيعها فى لحظات ،وهذه الرسائل ربما تكون رخيصة الثمن عكس طباعة الكروت ،ولكن نجد هنالك من يؤيد هذه الفكرة ومن يرفضها باعتبار أن هذا التقنية الحديثة من الرسائل تقلل من الاحترام والتقدير بين الاقارب والمعارف ، وأما عن رسائل الاتراح فهذه مبادرة إنسانية تستحق الثناء ،عكس الأخرى .
صحيفة (التيار) استطلعت عددا من الأشخاص حول (العزومة) عبر الشبكة العنكبوتية وكانت الإجابات بين الرفض والقبول بين الطرفين .
توفر الجهد والكاش
ليس عيبا أن يتم (عزومة ) الأقارب والأصدقاء عبر الرسائل الاكترونية لأن الزمن والمفاهيم تغيرت واصبح الكل يتكلم عبر الوسائط الاكترونية ، وهذه الرسائل رغم انها توفر المشقة والتعب إلا أن هنالك مجموعة من الناس لا تحب أن تتم دعوتهم بهذه الطريقة التي وصف بعضها بعدم التقدير من أهل المناسبة ، وهذا النوع من الدعوات يؤدى دائما إلى الجفاء واللوم بين الأهل والأقارب ، ولكن نحن، السودانيين، لا نزال نرتبط بالعادات والتقاليد التى تربينا عليها رغم التعليم والعولمة التي أثرت علينا إلا أن هنالك بعض من الناس يرحبون بالفكرة ، وهنا سؤال يطرح نفسه : لماذا لا يتضجر الشخص الذى وجهت له رسالة تحمل نبأ وفاة أحد أقاربه بقدر عدم تقبله لدعوة فرح؟ لماذا لا يغضب ويحتج فالهدف واحد إن كان إيصال رسالة دعوة فرح أو خبر وفاة ، وإذا نظرنا من الناحية الاجتماعية نجد أن (عزومة) الرسائل الاكترونية فى الوقت الحالى مفيدة جدا من الناحية المادية ، لأنها تقلل من منصرفات العريس أو أهل الميت .
ترفض العزومة الاكترونية
وتقول تهاني أحمد إنها ترفض تماما عزومتها عبر رسالة الكترونية لأنها ترى فيها نوعا من عدم التقدير لها ، وأضافت أنها قد تم عزومتها فى كثير من مناسبات الأهل والأصدقاء بهذه الطريقة ولكنها ترفض حضورها ،واشارت نعم اتفق معك بان الزمن قد تغير والمفاهيم اصبحت متجددة كل يوم إلا في هذه الدعوات لأن الإنسان دائما يرجع إلى أصله والتقاليد التي تربى عليها ،وأما عن رسائل الاتراح فليس فيها مشكلة لأن( البكاء ماعايز عزومة) وإن أي شخص يسمع به فسيذهب فى النهاية فهي حاجة انسانية .
ليس فيها استحقار

وأما عبد الكريم حمد فذكر أنه من المؤيدين لهذه الفكرة التقنية (رسائل العزومات) التى ظهرت بين الأسر في الوقت الحالي ، وأضاف أن هذه العزومة الالكترونية ليس فيها نوع من عدم التقدير بين الاقرباء ..بل هذا أسلوب جديد علينا سنتبعه ، اشخاص كثيرون عن طريق هذه الرسائل وفر لهم اللوم والمعاتبة من الأهل والاصدقاء ،وأكدا عبدو :أن يكون هناك اسلوب تقنية بهذه الدرجة فأعتبره نوعا من الانفتاح على العالم الخارجى وهذا تحسن ملحوظ في مفاهيم الأسرة السودانية باستخدامها لمثل هذه التقنية.

التيار