شائعات جنونية حول شابات سوداوات فقدن في واشنطنا
وضعت مذكرات بحث رسمية تتعلق بعدد من البالغين ولكن وبشكل رئيسي بفتية وفتيات في سن المراهقة. ومعظم الفتيات سوداوات وتتراوح اعمارهن بين 13 و15 عاما. وذكر آخر مكان شوهدت فيه كل من هذه الفتيات.
اوضحت شرطة بلدية العاصمة الاميركية انها اختارت استراتيجية اللجوء الى الانترنت “من اجل لفت الانتباه فورا الى الشباب المفقودين”.
وقد يبدو ان هذا الهدف تحقق اذا اخذت في الاعتبار البلبلة التي اثارتها التغريدات التي تناقلها مستخدمو الانترنت مرارا.
لكن الامور اتخذت منحى “الانباء الكاذبة” التي تجتاح البلاد منذ الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، عندما بدأت الرسائل تتحدث عن عمليات خطف واتجار بالبشر وما سمي بانه صمت طوعي لوسائل الاعلام.
وبلغ التأثر اوجه برسالة لا صحة لها نشرت على موقع انستغرام وتعلن “فقدان 14 فتاة سوداء في دي سي خلال 24 ساعة”. و”دي سي كولومبيا” هو الاسم الآخر للعاصمة واشنطن.
ومنذ ذلك الحين تحمست شبكات التواصل الاجتماعي وانتشر هذا النبأ الكاذب مثل النار في الهشيم بوسم #برينغ-باك-اور-غيرلز (اعيدوا بناتنا) و#ميسينغ-ديسي=غيرلز (فتيات دي سي المفقودات)….
– نجوم كرة السلة – كتبت برنيس كينغ ابنة زعيم حركة الحريات المدنية مارتن لوثر كينغ في تغريدة على تويتر “الاتجار بالبشر والاستعباد الجنسي منتشران. لا تقدموا بناتنا على انهن هاربات لتجنب البحث عنهن”.
ونقل عدد من لاعبي فريق واشنطن لكرة السلة (واشنطن ويزاردز) النبأ الخاطىء على حساباتهم على انستغرام، ما نشره على نطاق واسع. وبين هؤلاء نجم فريق “لوس انجليس كليبرز” كريس بول الذي يبلغ عدد متابعيه على تويتر ستة ملايين شخص.
وبين الخوف والواقع، انتشرت هذه الدعوات في ارض خصبة. فعدد كبير من السود مقتنعون بان حياتهم لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي يمنح لحياة البيض في اميركا، خصوصا عندما يتعلق الامر بالشرطة.
لذلك اصبحت شرطة العاصمة في عين الاعصار. وعقد اجتماع صاخب في حي للسود الاسبوع الماضي.
ويشكل السود أكبر مجموعة في العاصمة التي يمثلون 48 بالمئة من سكانها متقدمين على البيض (36 بالمئة) وعلى المتحدرين من اميركا اللاتينية (10 بالمئة).
اعضاء في الكونغرس يطلبون تدخل وزير العدل
طلبت مجموعة اعضاء الكونغرس السود مشاركة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) في عمليات البحث. وقال الناطق باسم وزير العدل جيف سيشنز انه على علم بالطلب.
وعقدت سلطات واشنطن المتهمة باخفاء فضيحة او بالتقصير في عملها، الجمعة مؤتمرا صحافيا.
وقال مسؤول الشباب في الشرطة البلدية تشاني ديكرسون ان “عدد الاشخاص المفقودين لا يشهد ارتفاعا”.
في الواقع، تشير الاحصاءات الى استقرار نسبي في عدد القاصرين المفقودين في واشنطن ويتراوح بين 2200 و2400 كل سنة. لكن عمليات الخطف نادرة بالمقارنة مع حالات الهرب. وحوالى 95 بالمئة من الملفات اغلقت وعاد الاشخاص الى بيوتهم او عرف مكان تواجدهم.
ففي 2017 في واشنطن ومن اصل تحقيقات طالت 523 قاصرا فقدوا، بقيت 13 حالة فقط بلا تسوية.
واعلنت رئيسة بلدية واشنطن مورييل باوسر الجمعة انشاء وحدة خاصة مكلفة تحديد المساعدة الاجتماعية التي يمكن ان يستفيد منها القاصرون الفارون. ووعدت بزيادة عديد الشرطيين المتخصصين بالبحث عن المفقودين.
واكدت باوسر “لا نملك ادلة على ان الامر مرتبط بالاتجار بالبشر”. واضافت لشبكة “ام اس ان بي سي” ان “كل الوقائع التي تم احصاؤها في 2017 تتعلق باطفال فروا من بيوتهم”.
وسواء كانت المعلومات لا اساس لها او صحيحة، عبر المركز الوطني للاطفال المفقودين والمعرضين للاستغلال، بتسليط الاضواء على مشكلة الاطفال المفقودين.
البيان