خطاب السيد رئيس الجمهورية امام القمة العربية بالأردن
خاطب المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية القمة العربية بالأردن متناولا القضايا والتحديات السياسية التى تواجهها الأمة العربية و الشان السوداني حيث قدم عددا من المقترحات و الحلول و فيما يلي تورد سونا نص الخطاب: –
نص خطاب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أمام القمة العربية بالأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين
ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السادة رؤساء الدول والحكومات
معالي السيد أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي باسمي ووفد جمهورية السودان أن أتقدم لجلالتكم بخالص التهاني بمناسبة توليكم رئاسة القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين والشكر والتقدير على حرارة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن التنظيم
ونحن على يقين أن هذه القمة ستحقق – بقيادتكم الحكيمة – إجماعا عربيا ونجاحا في معالحة كافة الملفات المطروحة عليها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف بحكم الولاية الهاشمية الراسخة عليها.
كما يسعدني أن أتقدم بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية لما بذله وحكومته من جهود مقدرة خلال قيادته للدورة السابقة .
ويمتد التقدير لمعالي السيد أحمد أبو الغيط وطاقمه لما بذلوه من جهود متصلة ومتابعة دقيقة لتنفيذ مخرجات القمة السابقة والإعداد لاجتماعاتنا الحالية.
السبد الرئيس
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
نلتقي اليوم وأمتنا العربية تمر بظروف وتحديات جسام لا تخطئها العين ولا تحتاج للشرح والتحليل، فقد قضينا وقتا طويلا في توصيف الأزمات التي تواجهنا وتستهدف أمننا واستقرارنا وسلامة دولنا .
ولعلنا لسنا في حاجة للتأكيد أن التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والفكرية التي تواجه أمتنا تحتم علينا مضاعفة الجهود من أجل تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك، وإعلاء قيم الحوار، وأن ندرك أن الخروج من هذه الأزمات يكمن في وعينا وإدراكنا بأننا نمثل قوة بشرية واقتصادية وسياسية وعسكرية لا يستهان بها، اذا ما قدر لهذه الموارد أن تتوحد وتتكامل وتسخر في خدمة قضايانا المشتركة .
في ضوء ذلك نجد أنه من الضروري أن تخرج قمتنا هذه بقرارات من شأنها توحيد الكلمة لاستعادة الاستقرار ورص الصفوف، لإنهاء الأزمات التي عصفت بمنطقتنا من كل جانب واستنزفت مواردنا وطاقاتنا ووقتنا، حتى نتفرغ للبناء وإعادة الإعمار، تحقيقا للأهداف السامية التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية، والمتمثلة في تحقيق التضامن العربي والوحدة الاقتصادية واستعادة الحقوق المسلوبة لأمتنا العربية .
كما أننا نتطلع لولوج مجالات جديدة، وهنا نقترح عقد قمة ثقافية عربية تدعم جهودنا المشتركة للتوافق العربي ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
السيد الرئيس
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة
إننا إذ نؤكد هنا على موقفنا الثابت من قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، فإننا نأمل أن ترسل قمة عمان العربية هذه؛ رسالة قوية وحاسمة بشأن ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعات شعبه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما لا ينبغي السماح بالتراجع عن حل الدولتين، ويتعين أيضا أن تتعزز المصالحة والوحدة الفلسطينية، وأن يشكل الوفاق العربي سندا لهذه القضية، كما نتطلع الى تعزيز التنسيق والتفاهم الإقليمي والدولي لوقف الاستيطان لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية.
واسمحوا لي هنا أن أغتنم هذه السانحة لأعيد تأكيد مواقفنا المعلنة تجاه الأزمات في منطقتنا العربية، ولا سيما دعمنا الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الأخ الرئيس عبده ربه منصور هادي، لتحقيق استقرار وسلام اليمن الشقيق، وكذلك دعمنا اللا محدود بقوة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد فائز السراح، وضرورة التوصل لما فيه سلام واستقرار ليبيا عبر تسوية سياسية شاملة بين الفرقاء لا تستثني أحدا، بعيدا عن الحلول العسكرية والتدخلات الأجنبية استنادا الى مقررات ونتائج اتفاق الصخيرات.
وأما بشأن الوضع في سوريا فإننا إذ نؤكد على قرارات القمم العربية السابقة، نجدد موقفنا الثابت بضرورة إنهاء معاناة الشعب السوري من خلال التوصل لحل سلمي يحقن دماء أبنائها ويبسط الأمن والسلام والاستقرار في ربوعها ويحافظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا .
إننا نتابع باهتمام بالغ مجريات الأحداث في العراق الشقيق، آملين أن يسود الأمن والسلام ربوعه، وأن يجتاز الظروف التي يمر بها ومكافحة الإرهاب بما يحقق تطلعات الشعب العراقي الشقيق .
لعلنا نتابع أيضا الإرهاب الغاشم الذي يضرب العالم والذي يستهدف أمتنا أيضا، راجين أن تتوحد جهودنا في التصدي له وأن نؤكد تعاوننا مع الأسرة الدولية لدرء مخاطره التي تستهدف الإنسانية جمعاء.
واسمحوا لي في هذا الشأن تسجيل إدانتنا للأعمال الإرهابية التي تستهدف مملكة البحرين الشقيقة؛ مع تأكيدنا لحقها الكامل في اتخاذ ما يلزم من اجراءات لضمان سلامة مواطنيها واستقرار شعبها .
ولا يفوتني أيضا أن أتقدم بالتهنئة للصومال الشقيق ورئيسها المنتخب على استكمال انتخاباتها الأخيرة، كما نأمل – صادقين – أن تتوحد جهودنا لمواجهة مضاعفات الجفاف وشبح المجاعة في ذلك القطر الشقيق .
السيد الرئيس
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
اسمحوا لي أن أتقدم لكم بالشكر والتقدير على مواقفكم الداعمة للسودان ولقصاياه في كافة القمم والمنابر العربية ونتطلع في هذا الشأن الى دعمكم ومشاركتكم لإنجاح المؤتمر العربي لإعادة الإعمار والتنمية في السودان، والمزمع عقده في نهاية هذا العام إنفاذا لقرارات القمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط .
وأود هنا أن أعرب عن شكري للأمانة العامة التي قامت بتشكيل آلية لمتابعة قيام وإنجاح هذا المؤتمر؛ والتي تم اعتمادها بواسطة مجلسي وزراء الخارجية والاقتصاد العرب خلال هذه الدورة، كما أرجو أن أنقل اليكم أننا قد شكلنا لجنة رفيعة المستوى للتنسبق مع هذه الآلية المهمة في هذا الشأن .
وعلى ذات الصعيد يسعدني أن أؤكد استعداد السودان لاستقبال المزيد من الاستثمارات العربية في مجال الزراعة إنفاذا لمبادرة الأمن الغذائي العربي، والتي اعتبرتها قمة شرم الشيخ أحد ركائز الأمن القومي العربي، وفي ظل الأجواء المواتية بعد القرار الأمريكي برفع العقوبات التجارية والاقتصادية عن السودان، نأمل أن تستكمل جهودنا المشتركة للرفع الكامل للعقوبات ورفع اسم السودان من قائمة ما يسمى بالدول الراعية للإرهاب وإعفاء ديونه وفقا للمبادرات الدولية لإعفاء الديون.
وفي هذا الإطار أرجو أن أؤكد بأن السودان يعيش وفاقا وطنيا شاملا بعد أن أكمل – بنجاح غير مسبوق – الحوار الوطني السباسي والاجتماعي في اكتوبر الماضي ويجري الأن تكوين حكومة جديدة من كل القوى التي شاركت في الحوار بعد ان تم تعيين رئيس لمجلس الوزراء.
السيد الرئيس
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
السيدات والسادة
ختاما نأمل – صادقين – أن تعزز هذه القمة جهودنا المتصلة لدعم العمل العربي المشترك وصولا الى غاياته المنشودة، التي تحقق أماتي وطموحات شعوبنا على امتداد الوطن العربي الكبير .
نتمنى لمداولاتنا التوفيق والسداد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سونا
خطاب يقشعر له الابدان ويخافه الناس لدينا اسد