السودان يعود لدفن الذرة في “مخازن الأرض”
تستقبل القضارف -كبرى ولايات شرق السودان– زائرها بأكوام ترابية لا تخطئها العين، وهي ليست سوى آثار المطامير (حفر عملاقة في باطن الأرض) لدفن آلاف الأطنان من محصول الذرة بأنواعه المختلفة.
وتتسع الواحدة من هذه المطامير لأكثر من أربعين ألف جوال ذرة، لكن هناك مخاوف من تلف المحصول فيها أو على الأقل تلف جزء منه.
محصول وفير
ومع إنتاج العام الحالي من الذرة الذي بلغ أكثر من عشرين مليون جوال ذرة (نحو مليوني طن) وتدني أسعار المحاصيل، أصبح دفن الذرة هو الحل الوحيد، وفقا لأولئك المسؤولين.
وأنشئت صومعة غلال القضارف عام 1967 من الخرسانة المسلحة في ستين برجا بارتفاع ثلاثين مترا فوق سطح الأرض.
صومعة القضارف لم تستوعب محصول هذا العام (الجزيرة) |
وتتكون الصومعة من 144 خلية تخزينية بسعة ستمئة طن لكل خلية، بالإضافة إلى 96 خلية تخزينية أخرى بسعة 150 طنا وفق المواصفات العالمية بفترات تخزين تتراوح بين عشر سنوات و15 سنة دون أن تفقد الحبوب خواصها الطبيعية.
لكن بعض المزارعين يتساءلون: لماذا فشلت الدولة في إنشاء صوامع تخزينية أخرى تستوعب ما يفيض عن سعة الصوامع الحالية بدلا من العودة إلى وسائل بدائية غير آمنة بنسبة 100%.
ويرى ممثل البنك الزراعي في ولاية القضارف حمد العوض حمد أن هناك نسبة من الأمان في كثير من المطامير (البديل الوحيد المتاح حاليا)، لافتا إلى أن إنتاج العام الحالي من الذرة يفوق إنتاج الأعوام الماضية، “وبالتالي فشلت كل المواعين في استيعابه”.
مخازن غير آمنة
وحسب رأي المزارع غالب هارون، فإن المطامير وإن كانت من الحلول فإنها تظل غير آمنة؛ “لأن بقاء المحصول في هذه الظروف يعرض بعضه للتلف”.
لكنه تساءل عن عدم تطوير طرق تخزين المحاصيل في السودان منذ إنشاء صومعة الغلال الحالية في 1967، ويرى أنه بإمكان الحكومة طرح محصول الذرة على منظمات الإغاثة الدولية لشرائه.
ويطالب هارون في تعليقه للجزيرة نت أيضا بطرح الأمر للاستثمار الخارجي “حتى يستفيد السودان من عائده الكبير”، مشيرا إلى أن ذلك سيجنب البلاد عمليات التخزين البدائية غير الآمنة.
المزارع غالب هارون يقترح بيع الذرة لمنظمات الإغاثة الدولية (الجزيرة) |
ويرى الأمين العام لاتحاد مزارعي شرق السودان أحمد عبد الرحيم العوض أن المطامير طريقة بدائية “أثبتت جدواها في فترتها البدائية”.
ويشرح العوض أنه وعلى الرغم من بدائيتها فإنها ذات تكلفة عالية لا تتناسب مع الأسعار الحالية للذرة، مشيرا إلى غياب رؤية لتطوير الأمر بما يوازي تطور كافة مناحي الحياة.
ويقول العوض إن المطامير أو المخازن العادية تعرض المحصول للتلف وفقد قيمته وجودته، “بما يتسبب في إحداث مشكلات حقيقية للاقتصاد القومي”.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
حكومة وقطاع خاص ورجال أعمل ومستثمرين أجانب.. كل هؤلاء يعجزون عن بناء صومعة أخرى واحدة.. رحم الله عبود ونميري.
على الحكومة إخراج خرطة الصومعة القديمة وإعطاءها لشركة لتنفيذها بالقرب من الحالية.
ومن الممكن التبرع بجزء ولو رمزي للصومال ونعتبره زكاة زروع .وما نقص مال من صدقة.كما قال صلى الله عليه وسلم.
فائض الذرة الصفراء الامريكي يتم التعامل معه صناعيا بتحويله الي مشتقات اخري تزيد من قيمته – مثل صناعة الايثانول المستعمل في العطور والمذيبات والوقود الحيوي والسبيرتو والكحول الطبي…….الخ …………………فهل فكرنا واستعملنا عقولنا يوما ؟ ام سنظل تقليديون علي الدوام ؟
لابد من الاستعانة باليابان
حتي تشيد لنا الصوامع والمستودعات لحفظ الخضر والفاكهة
بدلاً من السدود والكباري الصينية …….!!!