وفاة العالم والمؤرخ السوداني ضرار محمد صالح ضرار بالسعودية
بعد حياة حافلة بنشر العلم وتبيان المعرفة ، ومسيرة عامرة بالجهد والإجتهاد والإنجاز ، علما وعملا وتاريخا وتوثيقا وتأليفا وترجمة …انتقل الى رحمة ربه راضيا مرضيا ، يوم الجمعة 7 أبريل 2017م بالعاصمة السعودية الرياض العالم الجليل ، والمؤرخ الكبير، والأديب والكاتب النحرير ، والمترجم الحصيف ، والتربوي المربي العتيق ، الأستاذ ضرار محمد صالح ضرار …ابن المؤرخ السوداني المعروف محمد صالح ضرار . حيث يعد ضرار الإبن ، ووالده محمد صالح ضرار من أعظم المؤرخين السودانين في مسيرة السودان العاصر ….رحمهم الله رحمة واسعة ، واسكنهم فسيح الجنان ….
بدأة الأستاذ ضرار حياته العملية مدرسا بوزارة التربية والتعليم ، حيث طاف معظم مناطق السودان ، معلما ومرشدا ومفتشا وناظرا ومديرا ووكيلا …بخت الرضا ، عطبرة ، خور طقت ، بورتسودان ، الشمالية ، الخرطوم ….اللخ . في 1951 ابتعث الي جامعة أكسفورد ، ليعود بعد إكمال دراسته الي مهنته المحببة ليعمل في حقل التربية والتعليم . انتدب الي اليونسكو كخبير في محوي الأمية بالهند …ثم عين مستشارا في المجلس القومي الفرنسي للبحوث عن اللغات الكوشية …وسافر الي باريس وقدم دراسات وبحوث ومحاضرات عن اللغات الكوشية ، ودور والده في التاريخ والتوثيق والنشر ..
في 1975م ترك الأستاذ ضرار صالح ضرار العمل في مجال التعليم ، وهاجر الي المملكة العربية السعودية .
– عمل مترجما في وزارة الدفاع السعودية
-عمل مدير قسم الترجمة في شركة النقل الجماعي الأمريكية بالسعودية ..
– عمل مترجما ومراجعا ومؤلفا لدائرة المعارف السعودية …و قدم الكثير من النشرات والدراسات والمؤلفات الرائعة في هذا المجال …
للأستاذ الراحل ضرار العشرات من الكتب والمؤلفات المنشورة في مجال التاريخ والأدب والفكر والمناهج التربوية ، وكتب قصص الأطفال .
كرمته حكومة السودان …ممثلة في رئاسة الجمهورية في 2013م بوسام الآداب والفنون . كما أن قناة الجزيرة الوثائقية حولت كتابة الشهير الرائع …هجرة القبائل العربية إلى وادي النيل (مصر والسودان ) لفلم وثائقي …هذه ثمرات قليلة قطفناها لكم من حديقة فخيمة وغنية وواسعة المشارب وظليلة المدراك تركها لنا الراحل ، نذكركم بها في يوم الرحيل الحزين ، والفقد الأليم ، لهذا العالم السوداني البجاوي العتيق ، الذي كرس حياته في خدمة العلم ، وطلاب العلم ، ونشر المعرفة للناس كافة داخل السودان وخارجه …وكدأب العلماء رحل العالم ضرار صالح ضرار في غربته وهجرته الطويلة بهدوء ، وبعيداً عن ضوضاء وضجيج اعلام بلاده المرئي والمسموع والمكتوب …و ربما خبر رحيل هذا العالم الجليل لم يجد حظه في التغطية والتعريف والترحم في اشاشات إعلام الواسطة الخرطومي العام والخاص …والأمر عادي عند هؤلاء ، فهم لم يهتموا بالعلماء والقامات كأمثال ضرار صالح ضرار في حياتهم ومسيرتهم الطويلة في الدنيا ، فكيف يهتموا بهم بعد رحيلهم …وربما لا تستغرب ابدا أن لم تجد حلقات توثيقية مسجلة للراحل المقيم العالم الأستاذ ضرار في الأرشيف الأعلامي القومي السوداني …فكم انتم مظاليم في هذه الدنيا البئيسة يا علماء بلادي…فلكم الله معينا وناصرا وذكرا في الآخرين …رحم الله العلامة ضرار محمد صالح ضرار ، واسكنه فسيح جنانه ، وجعله الله في زمرة الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا …وتعازينا موصولة لأسرة آل ضرار خاصة … ولأخوالنا العجيلاب ، ولأهلنا البني عامر والحباب ، ولعموم أهلنا البجا قاطبة …ولكل أهل السودان ، وشعوب القرن الأفريقي … وأحسن الله عزائنا ، وجبر الله كسرنا ، واجرنا الله في مصابنا …وأنا لله وانا اليه راجعون …والحمد لله على كل حال ….
بقلم
عثمان همد نور الدين (ود أبيب)
رحم الله الفقيد المعلم الإنسان المؤرخ المثقف الأستاذ ضرار صالح ضرار وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا خالص التعازي القلبية لكل أفراد أسرته فقد قدم الفقيد الكثير للسودان رحم الله الفقيد رحمة واسعة والهم آله الصبر والسلوان
..
(( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِليه راجعون … ))
له واسع الرحمة والمغفرة نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته مع الصدقيين والشهداء وحسن أولئك رفقيا. اللهم أنر قبره بنورك وجهك يا ذي الجلال والإكرام وأكرم نزله بقدر ماأنار من المعرفة والعلم لغيره ولبلده أهله . نسال الله الصبر وحسن العزاء للاهله وزويه .
إنا لله إنا إليه راجعون . ولا حول ولا قوة إلابالله .
ه واسع الرحمة والمغفرة نسأل الله ان يسكنه فسيح جناته مع الصدقيين والشهداء وحسن أولئك رفقيا. اللهم أنر قبره بنورك وجهك يا ذي الجلال والإكرام وأكرم نزله بقدر ماأنار من المعرفة والعلم لغيره ولبلده أهله . نسال الله الصبر وحسن العزاء للاهله وزويه .
إنا لله إنا إليه راجعون . ولا حول ولا قوة إلابالله .
رحم الله الاستاذ ضرار وكنت اتمني ان يطول عمره ليصدر نسخة جديدة من تاريخ السودان الحديث يراجع فيها الكثير من الاحداث التي شكلت تاريخ السودان الحديث والتي لم تتحرر من نعوم وشقير وبصمات الاستعمار الانجليزي المصري للسودان والصياغة المهادنة للاحداث من النخب السودانية التي لم تتحرر حينها من هيمنة المستعمر الذي رغم خروجه من السودان الا انه ظل بمؤسساته فكل رسالة علمية كانت تجاز بواسطة المستعمر وكل كتاب كان يطبع في مطابعه..عليك رحمة الله ايها الاستاذ الجليل ونتمني ان تري النور اعمال اخري لك يتولي احفادك نشرها..