“داعش” يخسر العراق وسوريا… الى أين سيتّجه تالياً؟
مع اشتداد الحرب على تنظيم “داعش” في العراق وتراجع نفوذه هناك، لم يعد يسيطر سوى على 6,8 بالمئة من الأراضي العراقية، فيما يخضع عناصره في سوريا الى تضييق على جميع المحاور والجبهات لا سيما في عاصمة “خلافته” الرقة والعاصمة المستقبلية التي كان ينوي إنشاءها في دير الزور. فما هي الخيارات التي ما تزال متاحة أمامه للهرب؟ وهل يمكن القول إن ما يقوم به من تفجيرات وأعمال إرهابية متفرقة حول العالم هي انعكاس لعدم الإستقرار الداخلي الذي يعيشه التنظيم الإرهابي؟
حتى الآن، لا نستطيع القول إن سيطرة داعش على أراضٍ في العراق وسوريا انتهت بشكل كامل، فما تزال هناك معارك قاسية سواء في الموصل أم في مناطق عراقية أخرى أم في سوريا، وفقاً للمحلل السياسي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية قاسم قصير، الذي يقول في اتصال مع موقع “الجديد” إنه حتى لو نجحت كل القوى التي تواجه “داعش” في إنهاء سيطرته في سوريا والعراق، فإن هذا التظيم لا يقتصر وجوده على هاتين الدولتين إذ أنه منتشر في مناطق أخرى مثل ليبيا واليمن ولديه خلايا في العديد من الدول حول العالم، كما تبيّن أيضاً أن لديه في مصر خلايا تتحرك باسم “الذئاب المنفردة” (التي تضم عادة عنصراً واحداً) أو من خلال مجموعات تعمل بشكل مشترك.
إضافة الى هذه الدول، هناك معلومات أيضاً عن وجود مؤيّدين لـ”داعش” في السعودية والأردن ولبنان وقد يمتد الى مناطق أخرى في الهند وباكستان، يضيف قصير لافتاً الى أن “داعش هو نموذج لمجموعات متشددة أخرى تشبهه وإن كانت تختلف معه أحياناً مثل تنظيم القاعدة أو جماعة بوكو حرام أو جماعة الشباب في الصومال، ولذلك لا يمكن القول إن هذه الحالة تُلغى بشكل كامل، لكن يتغير دورها وموقعها حسب الظهور.”
في المقابل، حذّر قاسم من مخاطر قيام مجموعات مؤيّدة أو تابعة لـ”داعش” بتفجيرات وأعمال إرهابية كما حصل مؤخراً في مصر “لأن داعش يحرص على نقل المعركة الى ساحة الآخرين ولا يحصرها في منطقة واحدة، لذلك لاحظنا أنه في الأشهر الأخيرة تصاعد في تنفيذ عمليات الدهس أو القتل سواء في ستوكهولم (السويد) أو في لندن (بريطانيا) أو في فرنسا أو في بلجيكا”. كما تخوّف من أن القيام بعمليات في العديد من الدول وخصوصاً تلك المحيطة بالعراق وسوريا مثل الأردن والسعودية وتركيا ومصر وربما تمتد الى دول أخرى.
صحيفة الجديد