رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: اعتذار لإشراقة والقُرَّاء

-1- اطَّلعتُ يوم الجمعة، ضمن مُروري الراتب على أعمدة الصحيفة قبل النَّشر، على عمود الزميل أسامة عبد الماجد، الذي جاء تحت عنوان (بلطجة سياسية).

العمود كان مُوجَّهاً لنقد السيدة الفاضلة إشراقة سيد محمود، ودورها في ما يحدث من نزاع داخل الحزب الاتحادي المعروف بالمُسجَّل.

النزاع داخل الحزب، وصل مرحلة إطلاق الرصاص وفتح البلاغات.

لي رأيٌ ناقدٌ في ما يدور داخل هذا الحزب، فهو يقدم نموذجاً سيئاً لمُمارستنا السياسية، لا يليق بتاريخ حزب عرف بالوسطية والاعتدال والنأي بعيداً عن مناهج العنف.

هذا ليس موضوعنا الآن.

-2-

أصدقكم القول: لم ألْحظ وجود عبارات جارحة أو قد يُفهم منها ما هو غير لائق بالنَّشر.

فُوجئت صباح اليوم التالي ببعض مواقع التواصل الاجتماعي، تجتزئ فقرةً من المقال، وتُشير إلى أنها تحمل إيحاءاتٍ غير مُهذَّبة.

اتصلت بالأخ أسامة مُستفسراً عن ما ورد في عموده.

نفى أن يكون قد قَصَدَ ما فُهِمَ من الفقرة المذكورة، وقال إنه سيُوضِّح ذلك وسيعتذر عن ما سمحت به الفقرة من تفسيرٍ وتأويل غير حميد.

-3-

وحينما أعدتُّ قراءة الفقرة بتركيز أكثر، وجدتُّها تمضي بي في اتجاه ذلك التفسير الإيحائي.

إيحاءات الفقرة تحمل إشاراتٍ جارحة، لا تليق بالسيدة إشراقة محمود، ولا بغيرها من النساء، ولا بالزميل أسامة ولا بمنبر صحيفة (السوداني) التي تحتفي بمهنيَّتها ورصانتها.

لا نملك – بكُلِّ الشجاعة والوضوح ودون مواربة أو (لَوْلوة) – إلا أن نتقدَّم باعتذار صريحٍ ومباشرٍ للسيدة إشراقة، عن ما أصابها من سوء، عبر إيحاءاتٍ وتفسيراتٍ غير كريمة، فُهِمَتْ من الفقرة التي وردت بعمود الزميل أسامة عبد الماجد.

-4-

أعرف السيدة إشراقة منذ أن كانت طالبةً جامعيةً وناشطةً سياسية.

وأعرف زوجها الرجل المُهذَّب المحامي الخلوق يوسف الهندي، فهُمَا من أفاضل الناس وأحاسنهم خلقاً وتهذيباً وتواصلاً مع الإعلاميين في السرَّاء والضرَّاء.

أما الزميل أسامة عبد الماجد، فهو صحفيٌّ شابٌّ عُرِفَ عنه التميُّز وحسن الخلق في الكتابة والسلوك الشخصي، ولم يسبق له التورط في كتابات غير لائقة، ولم يمثل طوال سنواته الصحفية الخضراء أمام المحاكم ولا لجان الشكاوى.

إذا كان الزميل أسامة قد قصد ما فُهِمَ من حديثه فهو مخطئٌ ومُتجاوزٌ، وعليه تحمُّل ما يترتَّب على ذلك.

وإذا كان قد خانه التعبير وانزلق قلمه سهواً في مستنقع الإيحاءات غير المُهذَّبة، فعليه الاعتذار الجهير للسيدة إشراقة ولأُسرتها الكريمة ولقُرَّاء هذه الصحيفة.

-5-

حذَّرني بعض الأصدقاء من الاعتذار المُباشر عن ما كُتِبَ في عمود أسامة، باعتبار الفقرة الواردة حمَّالة أوجه، تحتمل تفسيراتٍ مُتعدِّدة، ليس في مُجملها ما يقود إلى ما هو غير حميد.

كان ردِّي لهم أن الصحافة بالنسبة لنا، مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وسيطاً للمعرفة ونشر المعلومات أو وسيلة لكسب الرزق.

وهي عمل يومي شاقٌّ عرضة للأخطاء، صغيرها وكبيرها، من الكُتَّاب وإدارة التحرير التي قد تسمح بالنشر عن غفلة أو سوء تقدير.

وحينما يُرتَكبُ خطأ ما، يجب أن يُصحَّح على الفور، وحينما تعبر التجاوزات من عيون رقباء الصحيفة من مسؤولي التحرير في غفلة أو حسن ظن، يجب الاعتذار الصريح وعدم الهروب من المسؤولية.

وهذا ما نفعله الآن.

ضياء الدين بلال

‫7 تعليقات

  1. “ﻟﻢ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺇﺷﺮﺍﻗﺔ ﺧﺼﻮﻣﻬﺎ ﺑﺸﺮﻑ .. ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .. ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﺮﻭﺗﺎً ﺧﺎﺳﺮﺓ، ﻭﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭﻟﻌﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ .. ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺠﻨﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺏ .”

    هذه هي الفقرة سبب الإعتذار

    لا أعرف الكاتب ولم أقرأ له من قبل…لكن أعتقد أن الكاتب لم يقصد شيئا بغير أن اللاعبة أصبحت ترتكب المخالفات بدلا عن قطع الكرة وهو تعبير شهير في الفكرة يعبر عن فقدان اللاعب للتركيز الذهني…الحق يقال

  2. ليتنا نعرف معني الاعتذار في حياتنا فالاختلاف من شيم الأقوياء فكم من مخطئ لم يعتذر بحجة أن الاعتذار ضعف وهى لا يدري فلله درك

  3. يا أخونا أحمد : أنت عايش وين يا زول ؟ الفقرة مثار المشكلة هي ( ولعل أحمد بلال لو كان قليل الخبرة السياسية، أو كمثل بعض مشجعي كرة القدم المتهورين، لكان طلع لها بالخلاء أو (طلع) لها سلاحاً (خاصاً) جعلها تتوارى خجلاً، وأسكتها إلى ما بعد التشكيل الوزاري.) و تحمل إيحاء جنسي أوضح من الشمس و ليس كما جاء في إعتذار ضياء الدين المدغمس ده إنو حمال أوجه .. الإيحاء واضح جداً و لا يحتمل التأويل .

  4. لو اشراقه وبلال اتصالحو انت ح تودي وشك وين ولا ح تبقي مشجع كره متهور انا بفتكر تبطل صحافه وتعمل مشجع متهور عشان السياسين المختلفين يدوك مرتب مشجع متهور هههههه مريحه خالص بس ماعليك الا الادوات وهي سلاح خاص فقط

  5. شوف الادب والصحافه بجد البلال رفض حتي يكتب الكلمه مره تاني اتعلم يا مراهق

  6. اذا كان السلاح الخاص المقصود مسدس فهو تهديد بالقتل واذا كان يقصد ذكره فنريد ان نعرف ان كان هذا تقليدا متبعا في الحكومة السودانية والا الكنتة شنو؟