حلايب.. … مثلث الصلح والنزاع
تصاعدت وتيرة النزاع بين السودان ومصر حول مثلث حلايب إلى أن وصل الأمر إلى حرب بيانات متبادلة بين وزارتي خارجيتي البلدين وكانت الخرطوم قد طرحت خيار التحكيم البحري لحل النزاع الأمر الذي قابلته القاهرة بالرفض وأعلنت الخارجية المصرية عدم الاعتراف بأي نقاط أساس سودانية تقع شمال خط الحدود الدولية مع السودان وأشارت في بيان أصدرته في الاسبوع الماضي ،( مصر لم تنقطع عن ممارسة سيادتها على منطقة «حلايب وشلاتين» الواقعة داخل نطاق إقليم جمهورية مصر العربية شمال خط عرض 22 درجة شمال منذ توقيع وفاق 1899 وحتى اليوم، كما تؤكد كافة الخرائط الرسمية لمصر منذ توقيع الوفاق وحتى اليوم أن خط عرض 22 درجة شمال يمثل خط الحدود الدولية بين الدولتين ).
إجراءت تعسفية
وفى الآونة الأخيرة ظل المسؤولون السودانيون ينادون بسودانية حلايب بعد ان كانوا يتحدثون عن الأمر بأستحياء وفي خطوة مفاجئة أعلن والي البحر الأحمر على أحمد حامد زيارته لمحلية حلايب وافتتاح عدد من المشاريع التنموية والمنشآت أراد من خلالها إرسال رسالة لمصر وأكد خلال مخاطبتة الاحتفالات بالافتتاح بمدينة أوسيف سودانية حلايب وأنها ستعود إلى حضن الوطن وأشار حامد فى تصريحاتة حرص السودان وتمسكة بالحل السلمى لقضية حلايب والحفاظ على الجوار الآمن وفى ذات السياق أشار رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الشرق بالبرلمان محمد طاهر اوشام إلى إن زيارة والي البحر الأحمر لحلايب كان مخطط لها منذ فترة طويلة وأضاف أوشام في تصريحات صحفيه بالبرلمان أمس الأول ما كانت تفتقدة المنطقة من خدمات في السابق ،أصبح متوفراً مشيراً إلى أن زيارة الوالي خير دليل وبرهان على أن حلايب سودانية ،وكشف عن إجراءات تعسفية تعرض لها بعض العمد والمواطنين والقيادات من الجانب المصري وأكد وقوفهم مع الدبلوماسية لتجديد شكوى السودان ضد مصر بشأن حلايب لدى الأمم المتحدة
التحكيم هو الحل
ويرى الخبير القانوني والقيادي بالمؤتمر الشعبي د. أبوبكر عبدالرازق أن التحكيم الدولي هو الحل لقضية حلايب موضحاً أنها مسألة قانونية تنبثق عن القانون الدولى العام ولديه هيئة دولية معتبرة تتمتع بالمشروعية القانونية، فضلاً عن قيامها بتقويم القانون الوضعى الذى يكتسب قوة النفاذ والالتزام إضافة للتطبيق على أطراف التحكيم وقال أبوبكر لـ(آخرلحظة ) التحكيم هو الخيار الذي يحسم النزاع ويثبت الحقوق للطرف الذى يحكم له كما يرى أبوبكر أن التفاوض يعتبر عمليه سلمية رضائية لا تكتسب البعد القانونى إلا إذا اصبح اتفاقية دولية ، ولم يستبعد الفشل فى الوصول لحل عبره ورجح أبوبكر أن الخيار الأفضل للحكومة هو أن تذهب للتحكيم الدولى معللاً ذلك بأنه عمل قضائى يقوم على تقديم البينات وتصل فيه هيئة التحكيم لقرار تحكيم قضائى ملزم .
طمع
فيما أكد خبير العلاقات الدولية محمد الشريف فى حديثه لـ (آخر لحظة ) إن السودان لديه الحق فى ترسيم حدوده البحرية قياساً على مايراه من حق فى حدوده البرية فى حلايب وشلاتين وأسوة بما رأت مصر وزاد محمد قائلاً: أي صيغة خلاف أو تنازع تعتمد على رضاء الطرفين المتنازعين على اجراء التحكيم ونبه الى ان منطقة حلايب ترقد على ثروات معدنية ثمينة اهمها الذهب والمنغنيز، فضلاً عن تمتعها بأراضى فلاحية شاسعة وثروة سمكية هائلة كل هذه الثروات جعلت مصر تتطمع في ضمها لحدودها.
نقاط تلاقى
ويرجع المحلل السياسى عمر عبدالهادى النزاع المصري السوداني حول مثلث حلايب نظراً لوجود ادعاءين متعارضين لموضوع خط الحدود وغالباً ما ينشأ مثل هذا النوع من المنازعات نتيجة وجود سندين مختلفين لتعيين خط الحدود الصحيح كما ينصب علي تفسير السند القانوني المنشئ لخط الحدود موضوع النزاع ويدخل هذا النزاع ضمن طائفة المنازعات القانونية التي يجب تسويتها من خلال إعمال حكم القانون ويشير الهادى :إن كانت الخبرة العملية في هذا الخصوص تفيد بأن الدول أحيانا تفضل التسوية في بعض هذه المنازعات عن طريق الوسائل السياسية للتوصل إلى حل توفيقي بعيدا عن حكم القانون الذي يتميز بأنه يكتسب حساسية خاصة نتيجة لكونه نزاع ينشب بين دول ذات حدود مشتركة مما يكون له أثر في تعكير صفو العلاقات الودية بين دول الجوار، وذهب الهادى بالحديث قائلا : يجب تسوية الخلاف دون إرجاء حفاظاً علي أوجه الصداقة وحسن الجوار بين الدولتين حتي تكون الحدود الدولية نقاط تلاق وتعاون بين الشعبين المصري والسوداني لا مصدرا للتوتر.
علاقات دبلوماسية
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان د. محمد المصطفى فقال : إنه في العلاقات الدبلوماسية السياسية بين الدول تعود الناس على أطر متعارف عليها لحل النزاعات والاختلاف فى وجهات النظر واوضح قائلاً :من الطبيعى أن يقول السودان ذلك لأن هذه هى الوسائل المتعارف عليها فالتحكيم يمكن أن يكون عادلاً للطرفين والمسائل االدبلوماسية يمكن أن تشكل إطار لحل .
خلاصة
وفي ظل الشد والجذب بين الجارتين في الفترة الماضية وتعددت أنواع التصعيد إلا أن المراقبين والمحللن يرون انه لاملجأ إلا الركون إلى صوت العقل والتعامل بمبدأ الندية والجلوس للتفاوض واللجوء للتحكيم الدولي بشأن المنطقة المتنازع عليها .
اخر لحظة
مثلث حلايب أصبح أخطر من مثلث برمودا
لأنه صار قضية أمة انتبهت لما يحاك لها وما فعل بها من قبل
فلا نامت أعين الغدارين الجاحدين