تحقيقات وتقارير

لماذا أبعد وزير المالية ومن أين جاء وزير الداخلية

خلت حكومة الوفاق الوطني التي أعلنها الفريق “بكري حسن صالح” رئيس مجلس الوزراء القومي من مفاجأة تذكر وتمخض جبل الحوار.. وكان ميلاد حكومة صغيرة الحجم واسعة القاعدة جمعت بين الفرقاء الإسلاميين الوطني والشعبي، ولامست أحلام قاعدة حزب الأمة في ولوج ساحات الجهاز التنفيذي من خلال وجود شخصيتين من آل “المهدي” “مبارك” و”عبد الرحمن الصادق”. وقدمت الحكومة جيلاً جديداً من آل “الميرغني” بالإضافة إلى “محمد الحسن الميرغني” بكل الصخب السياسي الذي يحيط به.
جاء تعيين “إبراهيم محمد عثمان الميرغني” في منصب وزير دولة بالاتصالات كتعزيز لوجود الختمية وآل “الميرغني” في السلطة.. وإذا كانت حكومة الجنرال “بكري” التي اختارها في ليل الأسى كما يقول “حسين خوجلي” رد الله غربته وتطاولت المشاورات حولها لتبلغ (63) يوماً، فإن العبرة بعطاء الحكومة وقدرتها على جعل مجلس الوزراء هو مكان لصناعة القرار السياسي ومطبخ لصياغة الواقع الجديد.. بعد أن ظل مجلس الوزراء طوال (27) سنة مجرد (صورة) لا تنبض بالحياة ولا تملك حق تجميل نفسها.. وقد ألمح الفريق “بكري” بذكائه وحنكته إلى هذا الدور، بل قال عبارة لم تجد طريقها لصفحات صحف أمس بأن وفد حكومة الوفاق الوطني جاهز للتفاوض مع الممانعين عن التسوية وتحقيق السلام، فهل قصد الجنرال “بكري” القول بأن مجلس وزراء حكومة الوفاق الوطني من يقود التفاوض مع الممانعين بعد أن كان التفاوض محتكراً للمؤتمر الوطني وحده.. ولكن القضية ليست في من يفاوض بقدر ما القضية هي تملك حكومة الوفاق الإرادة لدفع ثمن السلام؟؟ وقد ظلت الحكومة دوماً تعرض الوظائف والاستيعاب لحاملي السلاح ولم تفكر يوماً واحداً في مخاطبة جذور الأزمات برؤية قومية والآن تشكلت الحكومة ولا يملك المؤتمر الوطني إلا نصف قوتها فماذا هي فاعلة في الأيام القادمة.
إذا كانت خطوة إقالة وزير المالية “بدر الدين محمود” من منصبه قد وجدت الارتياح خاصة في أوساط الحكوميين من ولاة ووزراء ومديري هيئات، فإن التوجس من القادم الجديد الفريق “الركابي” بسبب الغموض الذي يحيط بالرجل وبعده عن عامة الناس، ولا يعرف للوزير “الركابي” الذي يعتبر من (الكوادر) العسكرية الصامتة نشاط سياسي في المؤتمر الوطني ولا يقترب من الناس. ومنشأ التخوف أن ينتهج وزير المالية الجديد سياسة الأبواب المغلقة.. والبعد عن قضايا المواطنين وإذا كان “بدر الدين محمود” قد فشل في مهمته بسبب تعاليه وجلوسه في برج عالٍ من الزجاج لا يسمع إلا ما تقوله القيادة ولا يهتم بما يبديه حتى البرلمان من ملاحظات على أداء الوزارة التي يحملها على كتفيه وزير الدولة “عبد الرحمن ضرار” والوكيل “مصطفى حولي” الذي كان مرشحاً حتى اللحظات الأخيرة.. و”الركابي” لا يعرف عنه انفتاح على العالم الخارجي وقدرة على الحوار مع الغرب، ولكنه رجل مكان ثقة الجنرال “بكري حسن صالح” ويعتبر من الاقتصاديين القلائل الذين لم تثر حولهم شبهات فساد رغم جلوسه على خزانة بها أكبر كتلة مالية في البلاد، ألا وهي الشؤون المالية للقوات المسلحة. وغير بعيد عن المالية، فإن تعيين الفريق د.”حامد منان” في منصب وزير الداخلية فيه رد اعتبار للشرطة وتقدير لدورها.. وحقها في إدارة وزارة الداخلية التي ظلت لمدة (27) سنة يتم تعيين السياسيين والعسكريين من الأمن والجيش لها.. ولا يجد ضباط الشرطة حظهم من قيادة وزارة الداخلية وضباط الشرطة أقرب للجماهير من بقية المؤسسات العسكرية.. ود.”حامد منان” يعتبر تعيينه من جهة أخرى فيه إنصاف ورد حقوق لأهل كردفان الذين ظلموا في التشكيلات الوزارية الأخيرة.. وتعود جذور “حامد منان” لقبيلة المسيرية أولاد عمران الذين يقع على عاتقهم حماية الحدود مع دولة الجنوب.. ود.”منان” أقرب للشرطة التزاماً وسلوكاً من انتمائه السياسي للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وقد فقدت كردفان اثنين من وزراء الدولة د.عبيد الله محمد عبيد الله” ود.”حسين حمدي” ولكن تعيين “حامد منان” يمثل قراراً كبيراً في المشاركة التنفيذية، وإذا كان وزير الدولة بالخارجية “كمال إسماعيل” و”عبيد الله محمد عبيد الله” قد خرجا بتوصية من الوزير بروفسور “إبراهيم غندور”، فإن تعيين “حامد ممتاز” بوجهه السياسي وأدائه الرفيع في أمانة الحزب السياسية بمثابة رد الجميل لشاب غادر شيخه “الترابي” في رابعة النهار وانضم للوطني وقاد الحوار بحنكة واقتدار، وبالقرب منه جاء تعيين وزير الدولة “عطا المنان بخيت” الذي هو من (تكنوقراط) الدبلوماسية، ولكن المفاجأة الكبيرة كانت في تعيين د.”هاشم علي سالم” الذي تدثر بثياب الاستقلالية طوال السنوات الماضية وهو يقود الحوار الوطني، فكيف لا يحافظ على هذه الاستقلالية الشكلية ويذهب وزيراً للمعادن خلفاً للوزير “الكاروري” الذي جاء من أسرته وزير الدولة وابن القيادي “عبد الجليل النذير الكاروري”، وهي إشارة مهمة في سباق المعادلات داخل المؤتمر الوطني.
وقد سكت التعديل الوزاري عن منصب مساعد رئيس الجمهورية لشؤون دولة الصين الذي كان يشغله د.”عوض أحمد الجاز”، فهل غادر “الجاز” للمرة الثالثة الجهاز التنفيذي وما هي علاقة ذلك بالتوتر الصامت في علاقات الخرطوم ببكين من جهة وتنامي العلاقات مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة، وقد فقدت الحكومة كفاءة نادرة ووزيراً أثبت قدرات وإمكانيات هو المهندس “محمد زايد عوض” وربما لذات أسباب مغادرة د.”عوض الجاز” القصر هي التي أبعدت “زايد” من وزارة النفط والبترول، وربما للمعادلات الجهوية دور بعد دخول “بشارة أرو جمعة” كوزير للثروة الحيوانية واحتفاظ “الطيب حسن بدوي” بوزارة الثقافة وثلاثتهم من قبيلة النوبة في جنوب كردفان.
وأخيراً جاء تعيين الأستاذة “آسيا عبد الله” وزيرة للتربية خلفاً لـ”سعاد عبد الرازق” و”آسيا” هي زوجة القيادي في حركة العدل والمساواة المقيم في الدوحة د.”هارون عبد الحميد” ورشحها حزب التحرير والعدالة بقيادة د.”السيسي” لهذا المنصب الرفيع، بينما ذهب د.”السيسي” إلى “لندن” غاضباً على فشله في الوصول لمنصب نائب الرئيس الذي جدد “البشير” ثقته في “حسبو محمد عبد الرحمن” وهو تجديد ثقة له ما بعده وقد (تخامشت) أيادٍ كثيرة الموقع، ولكن الرئيس أنصف صاحب العطاء والكاريزما والحيوية السياسية.. والرئيس بخبرة الـ(27) سنة يعلم الفرق بين التبر والتراب.
و”مهدي أمين التوم” يمثل نموذجاً للنخب الأكاديمية التي ألقت عصا النضال واستسلمت جهراً وفي رابعة النهار ودعت لوضع بلادها تحت الوصاية الدولية المباشرة بعد أن استحال لمثلهم تغيير الواقع الشاخص، وبروفيسور”مهدي أمين التوم” مثقف وأكاديمي وثيق الارتباط بدوائر المعارضة الناشطة في محاربة الإنقاذ منذ ما يقارب الثلاثين عاماً.. وهو يكتب من حين لآخر في الوسائط الإعلامية والصحف السيارة معبراً عن تيار المعارضة والنخب التي تتطلع للتغيير برؤيتها الرومانسية الحالمة.. وقد عبر بروفيسور “مهدي أمين التوم” الأسبوع الماضي عن حالة الإحباط واليأس المزري التي تعيشها بعض النخب جراء استطالة انتظار بزوغ شمس يرون فيها الخلاص من نظام سياسي اختار الحوار، ولكنهم اختاروا القفز من سفينة الحوار ليابس النضال.. وفي مأساة بروفيسور “مهدي أمين التوم” التي يعيشها جراء تبدد حلمه دعا لضرورة وضع البلاد تحت الوصاية الدولية لإنقاذها من الإنقاذ، وقد تغزل الرجل في محاسن الوصايا الدولية.. ووجد من ينفخ في شراع الدعوة البائسة التي أطلقها دون أن يطرف له جفن أو حتى يشعر بالحياء من مثل هذه الدعوة التي تعتبر من خوارم المروءة السياسية ومن خيبات النخب التي حينما تعجز عن الفعل الإيجابي وتفشل في إقناع الشعب برؤيتها تهاجر لأرض الله الواسعة.. هروباً من الواقع، ولكن لم يسبق أن هاجر شخص من قلوب الناس وأفئدتهم مثل “مهدي التوم” الذي يعتبر من الأكاديميين الحاذقين لمهنتهم، ولكن اختار السقوط حينما اعتبر الأجنبي أكثر رحمة بالسودانيين من الوطني.. وقد أغمض الرجل عينيه عن فشل التدخلات الدولية أي كان اسمها سواء تدخلات عسكرية كما هو الحال في العراق التي غرقت في الدم بعد سقوط نظام “صدام حسين” أكثر من غرقها أثناء حكم الرجل لبلاد الرافدين بالحديد والنار.. وانظر إلى دولة أفغانستان التي سقطت من خارطة الدول بعد احتلالها من قبل الولايات المتحدة.. كان ذلك ما يتصل بالتدخل العسكري.. وقد يذهب البعض لتغليف الدعوة الجهيرة لوضع البلاد تحت الوصاية، ويقول حياءً إنها دعوة للوصاية الإنسانية.. وهي تجربة أشد بؤساً من التدخل العسكري.. وقد فشلت كل برامج الأغذية العالمية بمختلف مسمياتها بما في ذلك برنامج شريان الحياة.. الذي يحمله كثير من المهتمين بالشأن السوداني أسباب انفصال الجنوب عن الشمال، وللأمم المتحدة تجربة تدخل ناعم في دارفور تحت البند السابع بغرض السلام من خلال قوات اليونميد التي فشلت في أداء مهمتها وشكلت عبئاً ثقيلاً على السودان.. وقد اعترفت المتحدثة السابقة للأمم المتحدة بدارفور الدكتور “عائشة البصري” بفشل الأمم المتحدة في دارفور واتهمت قوات اليوناميد بأنها متورطة في كتابة تقارير تجافي حقائق الواقع.. وبعد انفصال الجنوب ذهب آلاف من الجنود الأمميين إلى جوبا وتوريت وواو.. وذلك لمراقبة الأوضاع الهشة في تلك الدولة، فماذا حدث لقد تفاقمت الصراعات العرقية والقبلية ومات الناس بالآلاف في جوبا وملكال ولم تحرك القوات الأممية ساكناً.. فهل يريد البروفيسور “مهدي أمين التوم” أن تصبح الخرطوم مستعمرة من قبل الأجانب فقط من أجل عدم رؤية النظام الذي يبغضه لأسبابه الذاتية؟؟ وكيف لإنسان يدعي الانتماء لمقرن النيلين أن يهاجر بمثل هذا الفسوق السياسي ويحرض المجتمع الدولي على بلاده.. بل يطلق دعوة جهيرة بضرورة أن يتم وضع البلاد تحت الوصاية الدولية، أي إعادة استعمارها مثل هذه الدعوات المخذية إذا صدرت من حركة مسلحة أرهقها القتال وحاقت بها الخسائر في ميدان الحرب لكان ذلك مبرراً، ولكن كيف تصدر مثل هذه الدعوة من مثقف وأكاديمي.. ولا يجد حتى الردع المعنوي لأن بلادنا متساهلة مع العاقين من أبنائها وهي التي ظلت تمسح بطرف ثوبها من يتبول على رأسها وتكافئ من يطعنها في جنباتها بالمواقع والوزارات تحت شعارات التراضي والوفاق والاتفاق السياسي.. ولم تجرب هذه البلاد سلاح الحرمان من تولي المنصب العام لمن يستنصر بالأجنبي ضد الوطني ومن يدعو لتجزئة البلاد أو تمزيقها فكل شيء مقدس عند الآخرين في السودان لا قداسة له.. فلا عجب أن تصدر مثل هذه الدعوات من بعض الحائرين في الطرقات السياسية باسم النضال.. وقد تكاثر البيع والتخاذل والتخابر.. واختلط حابل النضال الشريف والمعارضة النزيهة بنابل الارتزاق والعمالة.. وحينما شعر “الشريف زين العابدين الهندي” في بواكير سنوات التجمع الوطني الديمقراطي بأن المعارضة التي تقيم في “القاهرة” و”كمبالا” وتقتات على فتات ما تجود به مخابرات الدول التي تستضيف المعارضات.. قرر العودة جهراً وعلناً وهو الذي قال في عزة وشموخ
فلذاتك مبعثرة في البلاد مأجورة
تبني على الرمال أحلامها ثم قصوراً
خلوك سابية في أيدي الطغاة مأسورة
شأن ما يسلموك الحلبي روب في كورة
لو قرأ “الشريف زين العابدين الهندي” ما خطه يراع “مهدي أمين التوم” ودعوته لوضع البلاد تحت الوصاية الدولية لزمجر غضباً ولو قرأ أحدهم حديث النسق السياسي لـ”مهدي التوم” على قبر “الشريف زين العابدين” في ضاحية حلة كوكو حيث يرقد في جنينة “الشريف زين” لغضب القبر مثلما غضب قبر “خالد بن الوليد” في بلدة حمص السورية، حينما زاره أحد الطغاة العرب وساء ذلك الشاعر الراحل “نزار قباني” وقال أبياته الشهيرة:
وقبر خالد في أطراف حمص نلامسه
فيرجف القبر من زواره غضبا
رب حي رخام القبر مسكنه
ورب ميت على أقدامه انتصبا
والدعوة التي أطلقها الأكاديمي والباحث “مهدي التوم” لا ينبغي أن تترك هكذا دون ردع معنوي حتى لا يستسهل المحبطون من ثلته مسألة الدعوة لوضع البلاد تحت الوصاية الدولية، ويرددون مثل هذه الترهات التي تكشف عن عجز هؤلاء النخب وخيبتهم وفشلهم وحيرتهم إزاء الواقع الراهن في بلادنا.
{ الدعم السريع والفجر القادم
في كل يوم يثبت الرئيس “عمر البشير” أن وجوده في الحكم لمرحلة قادمة ضرورة تفرضها متغيرات السياسة الإقليمية والدولية وأن نظرة “البشير” الثاقبة والفاحصة للمستقبل هي الأعمق والأكثر واقعية من بقية مكونات حكومته.. و”البشير” حينما وقف مسانداً وداعماً لقيام قوات الدعم السريع كان أعضاء من فريقه السياسي والعسكري متردداً من قبول الفكرة ومشككاً في جدواها.. وأثير غبار كثيف حول بدايات تجربة الدعم السريع التقت فيه المعارضة مع بعض مكونات الحكومة من غير (ميعاد) أو تنسيق وكلاهما مشكك ومتربص بقوات الدعم السريع التي (حماها) الرئيس من شر الداخل وعداء الخارج.. ووضع ثقته كرجل دولة وعسكري مقاتل تذوق مرارة (الدواس) في قيادة قوات الدعم السريع ممثلة في شاب نحيل الجسد.. طويل القامة ولكنه يحظى بثقة أهله وعشيرته من قبيلة (الرزيقات) التي شكلت البدايات قاعدة الدعم السريع الأولى ولكل بناء قاعدة ولكل جسد رأس وشكل المقاتلين من أبناء (الرزيقات) القاعدة الأولية لقوات الدعم السريع قبل أن تصبح قوات قومية تستوعب في جوفها المقاتلين من كل مكونات هذا الشعب.. وقد وضع الرئيس “البشير” خيرة ضباط القوات المسلحة وضباط جهاز الأمن الوطني في مرحلة سابقة لبناء هذه القوة التي تتبع للقوات المسلحة بعد إجازة قانونها الأخير في البرلمان.. ولأن أصل معيار الانتماء إلى القوات النظامية هو الشجاعة والإقدام على التضحية.. كان حرياً بأن يتولى الفريق “محمد حمدان دقلو” الشهير (بحميدتي) قيادة هذه القوات والتي تقع تحت الإشراف المباشر للقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير “عمر البشير”، وجاء تعيين الفريق أول “عوض بن عوف” في منصب وزير الدفاع متسقاً مع هذه المرحلة لما عرف عن “ابن عوف” من شجاعة في اتخاذ القرار وجراءة في القتال.. وعلاقات ممتدة مع أهل السودان الذين يثقون في ضباط القوات المسلحة و”ابن عوف” ضابط برؤية ثاقبة وعقل سياسي وانضباط عسكري.. يثق فيه الرئيس مثل ثقته في “بكري” و”عبد الرحيم محمد حسين” والفريق “ابن عوف” الذي أشرف من قبل على قوات حرس الحدود يعرف من هو القائد (حميدتي) ودوره في تحجيم التمرد وشجاعته في ساحات الوغى.. لذلك مضت قوات الدعم السريع في تأسيس نفسها من جهة والقتال دفاعاً عن السودان وقيادته من جهة أخرى.. وقد أشفق المشفقون على (حميدتي) وهو يقاتل في جبال النوبة والنيل الأزرق.. ودارفور وحتى في جبهة التصدي للتمرد الشيعي في اليمن ويسد ثغرات كان يتسلل منها تجار المخدرات وتجار البشر غرباً وشمالاً، وفي ذات الوقت كان مطلوباً من (حميدتي) حشد المقاتلين الجدد للتدريب العسكري وإقناع السودانيين بأن دفاعهم عن وطنهم يبدأ بالانضمام لقوات الدعم السريع حتى أعلن أمس الأول عن تخريج عدد أحدَ عشر ألف من قوات الدعم السريع في كل ولايات السودان ولو لم يحظَ القائد (حميدتي) بثقة المواطنين السودانيين لما أقبل على معسكرات التدريب (11) ألف من الشباب!! ولو لم يقتنع الناس بأن الدعم السريع قوات قومية تتصدى للمتربص الداخلي والطالع الخارجي لما تدافع كل هذا العدد نحو معسكرات التدريب التي يشرف عليها ضباط وضباط صف لهم خبرات عريضة في التأهيل.. لينضم اليوم في الساحة الخضراء بالخرطوم هذا العدد الكبير من منسوبي قوات الدعم السريع من أجل سد الثغرات وحماية الحدود والدفاع عن السودان وقوات الدعم السريع تحتضن في جوفها الواسع وثوبها الذي يتسع لكل أطياف المجتمع تحتضن متمردين سابقين كانوا حتى أمس القريب يحملون السلاح ضد وطنهم وضمت شباباً من خريجي الجامعات والمدارس الثانوية وما عادت هذه القوات تمثل قبيلة بعينها ولا عنصراً محدداً.. هي قوات قومية تتبع للجيش الذي يخضعها لخططه العملياتية.. وتقديراته الخاصة ولذلك تمثل قوات الدعم السريع ثمرة للهجانة أم الريش ولشندي الشمالية والقضارف والغربية الفاشر والمظلات شمبات.. والدروع في الشجرة ومدفعية عطبرة وبحرية بور تسودان.. ومشاة جبيت.. والدعم السريع هي القوات المسلحة بكل تاريخها وإرثها وقوميتها وفي يوم عرسها اليوم تجد التقدير والسند من كل أطياف المجتمع، لأن القوات التي تدفع بها قوات الدعم السريع ستحمي حصاد الذرة في القضارف ولتأمين كادقلي وحماية كاودا.. والدلنج.. ولمطاردة عصابات تجارة البشر في كسلا والبحر الأحمر ولردع التطرف والإرهاب وقتال الشيعة وفق التزامات الدولة وللقضاء على ما تبقى من التمرد في دارفور.. والانتشار في الطرق القومية.. وحماية جبل مرة.. ومن يحمي السودان غير أبنائه البررة في قوات الدعم السريع التي يقودها الفارس “محمد حمدان” (حميدتي).

المجهر السياسي

‫2 تعليقات

  1. والله مال تنتقد البشير الجاب خونة مسكهم وزارات ثم تمدحه لمن عمل الجعم السريع القالوا بيحمو الوطن !!!طيب البيحمي اموال الوطن منو كلها اتسرقت على عينك يا تاجر
    ا