قصة نبوءة عمر الشريف لـ محمد رمضان: كيف قرأ المستقبل بهذه الطريقة؟
قبل 29 عامًا، لم يكُن الفنان محمد رمضان، يعلم أنه سيصبح نجمًا مصريًا بنُسخة «أصلية»، لا تُشبه أحدا، ولا حتى نجمه المُفضل، الفنان الراحل أحمد زكي، فبعد أن جاء إلى الدُنيا، أحبّ عالم السينما كثيرًا، وبدأ التمثيل في مسرح المدرسة، ليحصُل 3 مرات مُتتالية على جائزة أحسن موهوب على مستوى الجمهورية.
مُتخطيًا صعوبات ومواصفات النجومية المعروفة على الساحة الفنّية، مُتسلحًا بشعار وحيد يقول «ثقة في الله نجاح»، وفي أوقات أخرى «ثقة في الله رقم 1»، شارك «رمضان» بدور ثانوي في فيلم «حمادة يلعب»، عام 2005، ثم توالت بعد ذلك مشاركاته في عدد من الأعمال الدرامية، بدءًا بمسرحية «قاعدين ليه؟»، ومسلسل «السندريلا» و«أولاد الشوارع».
وفي عام 2007، جاءت الفترة التى دفعَت بـ«رمضان» إلى الأمام، عندما قام بدور «مرسي» في مسلسل «حنان وحنين»، حيثُ أشاد به الفنان العالمي الراحل، عمر الشريف، كما استغل ظهور النجم الجديد، في برنامج «مسلسلاتي» المُذاع على قناة «نايل دراما»، وأشاد به مؤكدًا أن رمضان سيصبح أفضل ممثل في مصر، وأنه سيكون أفضل منه، وأنه هو الممثل الوحيد، الذي اختاره ليكون ولي عهده في التمثيل.
حينها سيطرت الدموع على «رمضان»، قائلاً: «أنا بعد شهادة حضرتك دي مش هامثل تاني، أنا هعتزل التمثيل النهارده، أنا همثل تاني ليه، بعد شهادة حضرتك دي، أنا والله شهادة حضرتك دي عندي أهم من الأوسكار».
توالت أعمال «رمضان» الفنيّة فيما بعد، إلى أن جاء عام 2009، وأدى دورًا بارزًا في فيلم «احكي يا شهرزاد»، حيث إنه أدى داخل العمل دور الشاب «سعيد»، الشاب الفقير الذي يعمل عاملًا داخل محل تمتلكه ثلاث أخوات، وذكر «رمضان» حينها أنه ذاكر دوره بشكل جيد جدًا، وأنه تعرف على ثغرات الشخصية التي يؤديها، من مخرج العمل يسري نصر الله.
كان فيلم «الألماني» أول بطولة مطلقة لـ«رمضان»، وعُرض في موسم صيف 2012، وفتح الطريق أمام الآخرين لاكتشاف موهبته، ليقدم في موسم عيد الأضحى من العام نفسه، فيلم «عبده موتة»، وكأنه يقول بقوة «أنا هُنا، قادم بقوة».
ورغم اتهامه بتقديم الأعمال الهابطة حينها، ظهر «رمضان» ليقول خلال لقاءاته التليفزيونيّة إن الفيلم يتحدث عن واقع البلطجية في مصر، خاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير، وأن الفيلم يعطي نماذج لعدد من البلطجية، وأن الفيلم دعوة للبلطجية ليغيروا من أنفسهم، كما أنه دعوة للحكومة لتنظر إلى عالمهم وتهتم بهم.
لم ييأس «رمضان» واستكمل مسيرتهُ، حتى حصل على جائزة أحسن ممثل لعام 2014 في حفل توزيع جوائز مهرجان القنوات الفضائية في دورته الخامسة، عن دوره في مسلسل «ابن حلال»، الذي حصل على أعلى نسبة مشاهدة على القنوات الفضائية خلال شهر رمضان الماضي 2014.
ومن أمام الشاطئ الآخر، وقفَ «رمضان» في عام 2016، ليقول إنه لم يُخيب نبوءة عمر الشريف، عندما قال إنه سيصبح ممثل مصر الأول، خاصة بعد نجاح مسلسل «الأسطورة» الذى عُرض في رمضان الماضي، وصُنف في خانات الأكثر مشاهدة، حتى إن مشهد المشاجرة الشهير بين رفاعي الدسوقي وعصام النمر في مسلسله «الأسطورة»، هو الأكثر مشاهدة في تاريخ الدراما المصرية على موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب».
حينها، أعلن «رمضان» عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، أن مشهد مشاجرة رفاعي الدسوقي وعصام النمر قد تخطى حاجز الـ14 مليون مشاهدة، ليصبح الأعلى مشاهدة في تاريخ الدراما المصرية على موقع «يوتيوب».
وفي شهر يوليو من العام نفسه، قدّم «رمضان» مسرحية «أهلاً رمضان»، استمرت في العرض لمدة 6 أشهر منذ انطلاق أول العروض مع حلول عيد الفطر، وخلال الشهور الثلاثة الأخيرة اكتفى صناع المسرحية بعرضها يومى الخميس والجمعة فقط من كل أسبوع بسبب انشغال بطل العمل بتصوير أعمال أخرى فى نفس الوقت، وأداء الخدمة العسكرية، ليُصبح إجمالي الإيرادات في النهاية 3 ملايين و500 ألف جنيه.
صحيح أنّ المكاسب المادية في مشوار «رمضان»، شئٌ يحسب لهُ، خلال مشوار فني ليس بالطويل، لكن المكسب المعنوي الأهم، كان في غرفةٍ صغيرة، احتفظ فيها «رمضان» بالأعمال الفنية التى أرسلها لهُ جمهور المُحبين، معتبرا إياها «معرض تشكيلي»، داخل مسرح الهرم، الذى عُرضت به مسرحيتهُ الأخيرة، «أهلاً رمضان».
شارك «رمضان» جمهوره، الصور واللوحات الفنيّة التى أُرسلت له وخصص لها حيزًا كبيرًا في غرفته، قائلاً عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»: «البركة في جمهوري، غرفتي في المسرح تحولت إلى معرض تشكيلي، جمهور عظيم أعطيه عمري وبرضه قليل»، ولم ينسَ بذلك شعاره الدائم والأوحد «#ثقة في الله نجاح».
المصري لايت