لماذا يذنب الصائمون رغم تصفيد الشياطين؟
العنزي: كيد الإنسان أشد خطراً على المسلم من كيد الشيطان
الشطي: تصفيد الشياطين في رمضان ليس على الجملة والعموم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اذا دخل رمضان فتحت ابواب السماء وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين»، ويتساءل البعض اذا كانت الشياطين صفدت في رمضان فكيف يقع الانسان في المعصية في هذا الشهر الكريم؟ فمن المسؤول عن ارتكابه لهذه المعصية؟
في البداية، يوضح لنا د.سعد العنزي المراد من تصفيد الشياطين بأنه منع اذاهم عن المسلمين، وقيل منع البعض منهم وهم المردة، وقال ان الحديث يدل على منع الشياطين من ايذاء المسلمين في هذا الشهر الفضيل، ويبقى ايذاء المسلم لنفسه بسبب عصيانه ونفسه الامارة بالسوء، فلا يصح ان ننسب كل شيء للجن والشياطين، فشياطين الانس ونفوسهم الخبيثة قد تكون اشد عصيانا ومخالفة للشرع، والحديث الصحيح الذي يفيد بتصفيد الشياطين صحيح من حيث الدلالة، ويفيد بأن الشياطين لا قوة ولا حيلة لهم على المسلم في رمضان، وان شياطين الانس اشد خطرا على الانسان من شياطين الجن، لأن شيطان الجن حين استعيذ بالله منه ينصرف عني، اما شيطان الانس فهو ملازم لي الا اذا اجتنبته، وحين نقارن بين كيد الشيطان وكيد الانسان نجد ان كيد الانسان اشد خطرا وتأثيرا على المسلم من كيد الشيطان، فالشيطان اذا ذكر الله واستعاذ المسلم بالله منه فإن الشيطان يتنحى عنه، لذلك سماه الله في سورة الناس بـ (الوسواس الخناس)، اي الذي يختفي ويبتعد حينما يذكر الانسان ربه وهو ضعيف اذا قيس بكيد الانسان، ووصفه القرآن بذلك في قوله تعالى (ان كيد الشيطان كان ضعيفا).
شياطين الإنس
وعن استمرار بعض الصائمين باقتراف الذنوب والمعاصي رغم تصفيد الشياطين، يقول د.بسام الشطي ان ذلك يعود لعدة اسباب: لأن الذين صُفدوا مردة الشياطين وليس كل الشياطين، وهناك اشياء تضل الناس مثل النفس والهوى والكبرياء والوالدين والزوجة والابناء ورفقاء السوء والمال والاعلام والقوانين التي تشجع على الفساد.
ويرى د.الشطي ان الحل هو توحيد الله عز وجل واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وجهاد النفس واستغلال الوقت في الطاعة، ومعرفة الهدف من خلق الله والتمسك بالصحبة الصالحة والعلم الشرعي، وايضا ترطيب اللسان بالذكر والدعاء بأن الله يثبت الانسان على الدين وان يتوب الى الله، فرمضان هو شهر التوبة، ومن لم يتب في رمضان فمتى يتوب ويرجع الى الله؟ وأما تصفيد الشياطين في رمضان ليس على الجملة والعموم لأن من الشياطين من هو مرسل لإغواء العباد في كل وقت، وقد حذرنا منه القرآن الكريم في قوله تعالى (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير)، فالمسلم يجب ان يجاهد الشيطان في كل وقت، سواء في رمضان او غير رمضان.
ولفت د.الشطي الى ان الذنوب والمعاصي التي يقترفها المسلم ليست كلها بفعل الشيطان وحده، فهناك الهوى الذي يتبعه الانسان والذي يجب عليه ان يخالفه، والنفس الامارة بالسوء، وكذا حب الدنيا والتعلق بمتاعها الزائل، فهذه امور غواية توجد في كل وقت وتدفع بعض الناس الى مخالفة الحق، فعلى المسلم ان يجتهد في الطاعة للتغلب على الشيطان، فالله سبحانه وتعالى اخبرنا ان كيد الشيطان ضعيف اذا قيس بكيد الانسان، فعلى المسلم ان يعين نفسه على الطاعة ومجالسة العلماء والتعلق دائما بذكر الله (الا بذكر الله تطمئن القلوب).
صحيفة الأنباء