فنانون سودانيون يصوّرون التاريخ السوداني “البديل”
ماذا تعلم عن الجنود السودانيين الذين حاربوا في المكسيك في القرن الثامن عشر؟ وهل تعلم عن الحقبة التي حكمت فيها النساء شمالي السودان؟ وكيف كان سيتحوّل تاريخ هذا البلد الأفريقي لو لم ينجح البريطانيون في اعتقال علي عبداللطيف، وهو أحد الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية السودانية خلال الربع الأول من القرن العشرين؟
وينظر كثيرون إلى التاريخ كمجموعة من “الحقائق” المسلّم بها، وقليلاً ما يدركون أن هذه الحقائق نسبية بغض النظر عن مصدرها، وكيفية تأثيرها على عشرات أو مئات العوامل قبل أن تصل إلينا منقّحة ومنمقة.
وهذا هو الواقع الذي واجهه الرسام الكاريكاتوري السوداني خالد البيه وغيره من الفنانين السودانيين، على حد قوله. وفي حديث مع موقع CNN بالعربية، أشار الفنان السوداني إلى أن الكثيرين من أبناء بلاده لا يعلمون عن تاريخ بلادهم الذي تتخطى فترته الستة آلاف عام، سوى بضعة عناوين عريضة تدخّل البريطانيون في كتابتها، على حد تعبير البيه.
وانطلاقاً من هذا الواقع، تعاون البيه وغيره من شعراء وكتاب وفنانين وموسيقيين ورسامين سودانيين لتأليف كتاب هو بمثابة منصة توظّف كافة أنواع الفنون لإعادة كتابة تاريخ السودان بطريقة جذابة. ويشمل الكتاب التاريخ الفرعوني، والمسيحي، والنوبي، والقبلي، وغيره، في كتاب سيحمل عنوان “Sudan Untold/Retold”.
وخلال الكتاب، يتولّى كلّ فنان سرد فصلٍ أو قصة من التاريخ السوداني بأسلوبه الخاص. ولا يقتصر دور بعض الفنانين المساهمين على هذا، بل يذهبون إلى تخيّل كيف كان ماضي ومستقبل السودان “البديل” في حالة وقوع أحداث معينة، أو عدم وقوعها.
وكان البيه العقل المدبّر وراء الفكرة، وتعاون معه أكثر من عشرين فناناً سودانياً حول العالم لسرد قصص عن التاريخ من وجهة نظرهم. وشملت القصص جوانب لم يسمع عنها كثيرون. ومن أبرز الأسماء التي استجابت لنداء البيه الفنانة دار النعيم راشد، وخالد عبد الرحمن، والكاتب محمد يحيى، إلى جانب الفنان أتونغ أتيم، من جنوب السودان.
وسيصدر الكتاب مطلع العام القادم باللغتين العربية والإنكليزية، وسيكون متاحاً في المكتبات في السودان وفي أوروبا، وعلى موقع “أمازون.” وبما أن الغرض من الكتاب يتمثل ببدء حركة فنية توثيقية لماضي السودان، ستكون كافة الأعمال الفنية المرتبطة بالكتاب من موسيقى، ومقاطع فيديو، وصور، متاحة مجاناً على الموقع المخصص للكتاب.
CNN