البغدادي حيا أو ميتا سيظل ملهما لمزيد من العنف
شككت ديلي تلغراف في حقيقة مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، وقالت إنه حتى لو مات فعلا فإن ما سمتها بدولة الخرافة التي أسسها ستبقى حية ملهمة بمزيد من العنف.
وأشارت كاتبة المقال جولي لينارز إلى ضرورة الحذر في هذه الحال، لأن الجيش الروسي سبق أن أعلن عن قتله البغدادي الشهر الماضي خارج مدينة الرقة السورية، ولم تؤكد الولايات المتحدة موته. وقالت إن الشائعات كانت مبالغا فيها في الماضي حيث أعلن موته عدة مرات من قبل، تماما مثلما يزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيد مقتله في محافظة دير الزور شرق سوريا.
“لولا قيادة البغدادي القوية ما كان للتنظيم أن يكون في وضعه الحالي، بما له من شخصية كاريزمية ورؤية قيادية تجنبت الركود وكان لها القدرة على اغتنام الفرص”
وترى الكاتبة أن وفاة البغدادي ستكون ضربة قاسية لتنظيم الدولة، لأن قتل الزعيم معناه أن أي شخص في الجماعة معرض للخطر مهما علا مقامه، وهذا ليس بفأل جيد على الإطلاق.
ولولا قيادة البغدادي القوية ما كان للتنظيم أن يكون في وضعه الحالي، بما له من شخصية كاريزمية ورؤية قيادية تجنبت الركود، وكان لها القدرة على اغتنام الفرص.
وأضافت الكاتبة أن الاعتقاد السائد داخل الجماعة هو أن موته لا يغير شيئا، لأن تواريه عن الأنظار -بخلاف زعيم القاعدة أسامة بن لادن- يوحي للكثيرين بأن موته سيكون تأثيره قليلا على أداء الجماعة. وفندت هذا الافتراض بناء على الأسباب المذكورة.
ومع ذلك رأت أن القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة هي من أعظم نقاط القوة للجماعة، وهبة طويلة الأمد منحهم إياها البغدادي، سواء كان حيا أو ميتا. ومع الانهيار الفعلي “للخلافة” يتحول التنظيم إلى كيان مختلف يعتمد بشكل أقل على الأراضي وأكثر على الأفكار، لأن قتل الأفكار أصعب بكثير من تحرير المدن من قبضة التنظيم.
وختمت الصحيفة بأنه سيكون من الغباء اعتقاد أن التنظيم لم يعد خطرا على الغرب، بل سيظل لاعبا رئيسيا في “التمرد الإسلامي العالمي” الذي سيواصل توجيه وإلهام الهجمات ضد شعوب الغرب. وبما أن الجماعة تتفكك ببطء إلى خلايا إقليمية مختلفة، فإن دور البغدادي سيتغير من كونه رئيسا صوريا إلى أسطورة، وستحيى خرافة ما يعرف بـ”دولة الخلافة” لعقود قادمة، وكذلك البغدادي. وكما تقول المقولة الشهيرة “مات الملك، يحيا الملك”.
الجزيرة نت