تحقيقات وتقارير

عميد الأسواق.. رغم موقعه الطرفي في أقصى غرب أم درمان ظل سوق ليبيا قبلة ومركزاً تجارياً حيوياً واكتسب شهرة واسعة

يحتل موقعه القصي في أطراف العاصمة بعيداً عن الأواسط والمنطقة التي تكتنز بالأسواق، موقع القلب يحفز جمهور المستهلكين على التسوق ويداعب جيوب المارة حال مرورهم بالمصادفة دون رغبة في الشراء، وهي فلسفة قديمة تتوخى وجود السوق بالقرب من الناس. مكمن الغرابة يتبدى في كون الكثيرون يرتادون سوق ليبيا رغم موقعه الطرفي المشار إليه في غرب أم درمان، حيث يتوافد عليه تجار القطاعي من الأسواق الأخرى وجمهور المواطنين بكثافة ولا ننسى بالطبع أولئك المقبلين بمحض طوعهم وإرادتهم للدخول في قفص الزوجية الذهبي.

يقع سوق ليبيا بمحلية أمبدة بدءاً من منطقة أبوزيد بالناحية الجنوبية، في بدايات السوق تم إنشاؤه من الرواكيب والشوالات، الأمر الذي عرضه لحرائق كثيرة إلى أن فكر العاملون به في إنشاء مقر ثابت، وانتقل بعضهم إلى المقر الحالي في المربعات، بينما فضل البعض الآخر البقاء في الموقع القديم، المؤكد أن سوق ليبيا صارع طوال وجوده لكي يتبوأ موقعاً متقدماً ويصبح عميد الأسواق السودانية.

الريافة
قال العم حسين الشيخ لـ (اليوم التالي)، وهو من مؤسسي السوق الجديد: كانت بداية السوق في حي العرب أم درمان وكان يسمى بسوق (الريافة)، ومن حي العرب انتقل إلى السوق الشعبي أم درمان، وبعد الشعبي كانت هناك لجنة منسقة بين سوق ليبيا والسوق الشعبي، فطلب الضابط أن يدمجا في سوق واحد، لكن لجنة ليبيا رفضت هذا الطلب وطالبوا بتحديد موقع آخر، فجاء الموقع الحالي وكان عبارة عن شجر كتر وماشية ترعى بجانب الحفائر. وأضاف: شرع التجار في بناء الرواكيب العادية من الشوالات، واللجنة بدأت في التحضير للدكاكين واستخراج بطاقات السوق التي استخرجت باسم سوق مايو الشعبي، وتم التصديق لهم من قبل خالد حسن عباس عضو مجلس ثورة مايو إلى أن بدأت البضاعة تأتي وتدخل في السوق من البلاد المجاورة. وتابع: سمّي بسوق ليبيا لأن أغلب البضائع تأتي من دولة ليبيا في شكل جوالات كبيرة تسمى (بالشكارات)، وبعد ذلك شرعت اللجنة المحلية في تخطيط السوق ليكون سوقاً ثابتاً ومؤسساً.

سوق حيوي
ذاكرة محدثنا لا تغفل تعرض السوق لحريق في العام 1984، وهو الحريق الأول، حيث فقد فيه السوق مبالغ طائلة، وفي العام 1989 تم اختياري، وبدأنا في تأسيس السوق، واستلمنا خرطة للقسم والمحكمة الحالية التي تصدق بها العقيد الكاشف من صناعات السوق الشعبي والمعتمد سليمان محمد سليمان الذي وضع حجر الأساس للقسم بسوق ليبيا، وصار جزءاً من السوق، وبدأت البداية في تشييد السوق في الأول.

نفايات وصرف صحي
من جهته، قال منصور حسن – تاجر قديم بالسوق – لـ (اليوم التالي): بدأ بالجهد الشعبي والمساهمات الكبيرة من رجال الخير والإحسان وساهم في بنائه عدداً كبيراً من الحرفيين الذين بنوا قسم الشرطة ثم تدخلت الدولة لإكمال المراحل الأخيرة من تشييد السوق وصارت التجارة حالياً تتركز على المربعات (4)، (5)، (6)، وتعد من المربعات القديمة، وصار الآن من أكبر الأسواق الحيوية في أفريقيا، وهذا بفضل الموردين الذين يأتون ببضائعهم من دول أفريقيا. ويضيف: هناك مشاكل كثيرة يعاني منها السوق أولها الصرف الصحي الذي به مشاكل كبيرة رغم الإيرادات العالية التي يجنيها السوق، بجانب النفايات التي باتت تهدد بيئة المكان.

أم درمان – أماني خميس
صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. عميد الأسواق هو سوق أمدرمان يا أخت، هل أنت من اهالي العاصمة حتى تحددي عمادة الأسواق وأقدميتها؟
    كان جد والدي صاحب متاجر في سوق امدرمان- العدني في مطلع القرن الماضي، قبل أيام سألت أحد الأقباط شاب ومعه والده في متجرهم في المحطة الوسطى، قلت له من هو أقدم تجار سوق امدرمان؟ فأشار لي إلى والده، ضحكت ومضيت في طريقي.. فلا تزوروا التاريخ لو سمحتم يا ناس خميس وأحد.