محتالون في ضيافة الخرطوم!
-1- أجد مُتعةً ذهنيةً وفائدةً مهنيةً كُبرى عندما ألتقي أو أُحادث الصديق العزيز خالد عبد العزيز، مدير مكتب وكالة الأنباء العالمية رويترز.
قبل شهورٍ طلبتُ من خالد تقديم محاضرة لمُحرِّري (السوداني)، عن كيفية التحقُّق من صحة المعلومات الواردة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تحدَّث صديقنا للمحررين حديثاً مُمتعاً ومفيداً، أضاف إليهم من تجربته العملية في أكبر وكالة أنباء عالمية، معرفة جديدة وطُرُقاً مبتكرة للتحقُّق من صحة المعلومات.
بالأمس، أثناء حديثي مع خالد، جاء ذكْرُ خبر تهديد وزارة المعادن لشركة سبيرين الروسية بإنهاء عملها في السودان، لعدم التزامها بنصوص العقد.
هل تذكرون تلك الشركة وتصريحات مديرها فلاديمير جاكوف التي امتلأت بها صفحات الصحف، قبل أكثر من عامين؟!
فلاديمير جاكوف.. اسم غير قابل للنسيان.
-2-
في ذلك الوقت، أُثير جدلٌ كثيفٌ حول الشركة الروسية التي وقَّعت عقداً مع الحكومة السودانية، وأعلنت وقتها عن اكتشاف كميات من الذهب قُدِّرت بنحو 297 مليار دولار. وقال البعض إنها شركة «وهمية»، وشكك آخرون في حجم الكمية المُكتشفة، وتحدَّت الوزارة الجميع.
وقت ذاك تساءل الأستاذ الصحفي الكبير السر سيد أحمد، المُتخصِّص في اقتصاديات النفط عن عدم اهتمام وكالات الأنباء العالمية بالخبر، رغم أهميته المتجاوزة لحدود المعتاد ونطاق الوطن.
-3-
حدَّثني صديقي خالد أمس، أنهم أرسلوا الخبر عقب التوقيع الذي تم بين وزارة المعادن السودانية والشركة الروسية قبل عامين، ولكن إدارة التحرير المركزية في الوكالة استقصت عن الشركة في روسيا، ولم تجد لها أثراً، ولم تجد لها سجلاً في بورصات الذهب العالمية، لذلك أُهمل الخبر!
قبل نشر خبر التهديد في اليومين السابقين، كنتُ أظن أن هذه الشركة قد أُلغيت العقود معها، عقب فشلها في تنفيذ ما وعدت به وهي الآن خارج الحدود السودانية.
المفاجئ بالنسبة لي، أن الشركة لا تزال موجودة داخل الحدود السودانية، ولا تزال وزارة المعادن تأمل في أن يفي فلاديمير جاكوف بما وعد!
جاكوف لا يزال يلعب بذيله.
المعلومات ذات الأرجل الكاذبة، لا تمضي بعيداً!
-4-
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرَّض فيها مُؤسَّساتنا للغش والخداع عبر قصص ساذجة وشخصيات وهمية، كان بأقل جهد في الإمكان كشفها وفضحها قبل أن تخرج أخبارُها إلى العلن.
لم تكن قصة فانيلة ميسي هي الأولى، وأخشى ألا تكون قصة الشهادات المضروبة لوزير العدل الذي انتهى تعليقه قبل أيام هي الأخيرة!
السؤال الذي ينتظر إجابة أهل الاختصاص في الإدارة وعلم الاجتماع وعون خبراء علم النفس:
لماذا ظللنا كمؤسسات نمنح ثقتنا للأجانب دون تدقيق ووضع محاذير؟ هل المشكلة في عدم وجود المؤسسية أم في الذهنية التي تختلط فيها سلوكيات وطبائع الأفراد السالبة بالنظم والقوانين؟!
-5-
في أرشيف الذاكرة هذه الأسماء والأحداث:
صقر قريش يهبط على السودان ويلتقط غنائمه ويهرب دون رجعة، وآخر يُدعى الربضي فعل ذات الشيء وخرج بنفس الباب.
وملكة حسناء مزيفة ترتدي “الجرجار”، جاءت إلى الخرطوم قالت إنها من سلالة ملوك النوبة, من الفرع المُقيم بدولة ترينيداد وأتت إلى السودان للذهاب إلى منطقة النوبة للمعاونة في تأسيس البنى التحتية!
ومجموعة تدَّعي الانتماء لأحد الصحابة الأجلاء تأتي إلى السودان لتبحث عن أحفادها من بين الوجوه السمراء!
وموظف هندي في مؤسسة اقتصادية كبيرة يهرب بالملايين عبر النصب الإلكتروني، ويخرج عبر قاعة كبار الزوار بمطار الخرطوم!
وحفيد مُزيَّف لغردون يزور الخرطوم، ويعد بالمساهمة في تحسين صورة السودان في بريطانيا!
وعضو مزيف بالكونغرس الأمريكي تُفتح له كل الأبواب!
-أخيراً-
ربما تكون الإجابة:
حينما يفقد الإنسان في وطنٍ ما، الثقةَ في نفسه وتاريخه، يُصبح ضحية مُناسبِة للقناصين والنصابين والمحتالين، ويظل يُلدغ من ذات الجُحر عدَّة مرات دون أن يكتسب حصانة من الخداع!
ما ينطبق على الأفراد ينطبق على المؤسسات.
أس البلاء منح الثقة بفائض حُسْنِ ظنٍّ، والتكاسل في الفحص والتدقيق .
ضياء الدين بلال
سؤال برئ للاستاذ ضياء
هل المحتال ده جا بلدنا ساكت ونزل مطار الخرطوم لوحده ونصب علينا ومشى
ولا جابوهو ناس مننا وبيننا محتالين وحرامية تغلغلوا في كل مفاصل الدولة
يا سيدي وراء كل محتال اجنبي عشرات المحتالين من بني جلدتنا
والله غالب
أخي الحلفاوي كلامك عين الحقيقة ، لماذا لا يتم التنسيق مع سفاراتنا في الخارج للتأكد من كل قادم للبلاد ولإثبات شرعية المؤسسات و الشركات التي تطلب الاستثمار في السودان ولماذ لا تتم مراقبة الأجانب و تحركاتهم و علاقاتهم داخل البلاد
من يوقع هذه العقود أو يحتضن هؤلاء النصابين هو يعلم من هم لكن أكبر همه أن يضمن حقة وطز في السودان
kugffdddsaa
كما تدين تدان … حكومة الأنقاذ درجة على نهب الشعب السوداني فسلط الله عليهم من ينهبهم بي ارادتهم
وزير المعادن هو اللص الكاذب
و كان الاتفاق معه ان يتم اعدامه شنقا اذا كان من الكاذبين
و انتهت مهلة الستة اشهر ولم نرى وزيرا يعدم
تقول في مقالك استاذ ضياء((ويظل يُلدغ من ذات الجُحر عدَّة مرات دون أن يكتسب حصانة من الخداع!))…. وفي الحديث النبوي الشريف اجابة شافية و وافية لتساؤلات الجميع.يقول صلى الله عليه وسلم :”لا يُلدغ مؤمن من جُحرٍ مرتين” وهؤلاء استمرأوا اللدغ مراراً وتكراراً حتى صاروا لا يحسون بأنياب اللادغات من شدة ولَههُم بما سيكسبون بعد انسياب سموم التخدير في اوصالهم. ولكن السؤال هو:بعد كل هذه اللدغات ألا يصحى منهم صاحٍٍ فينتبه ويُنبه الآخرين من الغفلة أم كما تقول الآية: ” ام على قلوبٍ اقفالها” واعتذر لو أوردتُ الاية وفيها خطأ.والمصيبة يفرحون ويُفرِحون ويُوقعون وهم هائمون مُتوهمين وواهِمين وتلك هي مصيبة كُبرى. وما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا اليه راجعون.