تحقيقات وتقارير

السودان.. ازدهار الدراما التركية بعد عقود من سطوة المسلسلات المصرية

بعد عقود طويلة من سطوة الدراما المصرية، وإلى حد ما السورية، أخذت المسلسلات التركية خلال السنوات الماضية حيزا كبيرا من ساعات المشاهد السوداني.

وبينما تزداد شعبية الدراما التركية يوما تلو آخر، يبدو عاديا أن تجد اثنين من الأصدقاء يرتبان موعد لقائهما أو قضاء مهمة مشتركة وفقا لتوقيت عرض أحد المسلسلات التي يتابعانها.

وتحظى المسلسلات التركية بمستويات مشاهدة عالية من الرجال والنساء من مختلف الأعمار، وإن كان يتفاوت بطبيعة الحال، تفضيلهم وأسبابه، من عمل لآخر.

وهذه الأيام، تتابع الشابة آمنة أحمد مسلسلي “ما وراء الشمس” و”زواج مصلحة”، اللذين يعرضان على فضائيتي “mbc1 – mbc4″، وأكثر ما يجذبها “تفاصيل الحياة في تركيا، من مناظر طبيعية وديكور، بجانب أزياء الممثلين”.

أما ما يشد نسرين مصطفى الطالبة الجامعية إلى الدراما التركية، “الرومانسية التي تعكسها القصص وأبطالها”، طبقا لما قالته للأناضول.

وبالنسبة إلى المخرج والمسرحي والناقد السوداني السر السيد، فإن هناك عدة عوامل ساعدت على انتشار المسلسلات التركية في السودان والمنطقة العربية كلها.

وأول هذه العوامل كما يقول السيد للأناضول، “غياب المصداقية في الأعمال المصرية، بحيث لا تعكس الوقائع بشكلها الحقيقي، وهذا أسهم أولا في انتشار الدراما السورية التي امتازت بعمقها، على حساب المصرية”.

إلا أن الحرب السورية التي اندلعت في 2011، يستدرك الناقد السوداني، أدت إلى تمدد الدراما التركية في هذه المساحة “الخالية”، لا سيما أنها تدبلج باللهجة الشامية “المفهومة للسودانيين”.

أما العامل الثاني لتمدد الأعمال التركية كما يعتقد السيد، “الجرأة وبراح الحرية المتاح في كل تفاصيلها الاجتماعية”.

وتأييدا لما ذهب إليه الرجل، قالت الشابة آية حسين ذات العشرين عاما للأناضول، إن ما يجذبها إلى المسلسلات التركية “الوفاء للمحبوب”.

وتعتقد الصحفية السودانية منى مبارك، أن النساء أكثر حضورا للمسلسلات التركية، بحكم أن لديهن “وقتا أكثر”، مقارنة بالرجال، علاوة على أن طبيعة قصصها “أقرب للنساء، مثل الأزياء المبهرة للممثلات”.

ومن زاوية أخرى يتفق السر مع مبارك في شغف النساء بالأعمال التركية، لأنها “تعكس صورة الرجل المفقودة في المجتمع السوداني والعربي بشكل عام، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا، حيث تقدمه بصورة الشخص الودود، غير المتسلط”.

وفي تعليقها للأناضول، أشارت الصحفية السودانية إلى أن واحدا من أهداف الدراما التركية تنشيط السياحة، وقد نجحت بالفعل في ذلك، “فأنا عن نفسي، صار حلمي زيارة تركيا”.

ومن هذا البعد أيضا، يرى الناقد السوداني أن من أسباب شعبية الدراما التركية، اهتمامها بـ “الفضاء المكاني”، خاصة الأماكن السياحية التي تدور فيها وقائع المسلسل المعني.

وعلاوة على ذلك، تمتاز الأعمال التركية كما صرح السيد بأنها “متنوعة داخليا، وتعتمد على الحكي المتنوع باعتماد طرق عدة لمتابعة المسلسل من أي مكان تشاهده فيه، ومن أي حلقة، وليس بالضرورة من البداية”.

لكن “المحير” للكاتب والمحرر الثقافي حاتم إبراهيم كناني، “الدقة التي يتابع بها الجمهور السوداني حلقات المسلسلات، رغم الضغوط المعيشية وساعات العمل الطويلة، وكثرة الالتزامات الاجتماعية، في وسط معروف عنه الترابط”.

إلا أنه عاد للقول إن “تشابه عاداتنا مع العادات الاجتماعية في المناطق الريفية المعروضة في المسلسلات التركية، مثل دور الجد والجدة، ساهم في انتشارها”.

وفي إفادته للأناضول، يربط كناني بين هذا التشابه وتبعية السودان للدولة العثمانية ما بين 1821 ـ 1885، وما تبع ذلك من تأثير غير مباشر.

وقبل عامين، عرض التلفزيون الرسمي مسلسل “محور العدالة” خلال شهر رمضان، خلافا للمعتاد من الدراما المصرية والسورية، وأرجع مدير البرامج عبد القادر يوسف الخطوة إلى أن “الدراما التركية فيها ما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا السمحة”.

وحينها، قال يوسف إن “المرأة في المسلسل التركي فاعلة، على العكس السائد في الدراما العربية، حيث تكون المرأة دائما ضحية، وأدوارها دائما ربة منزل أو سكرتيرة خائنة”.

وخلال الأعوام القليلة الماضية، كانت مسلسلات “سنوات الضياع”، و”حريم السلطان” و”نور”، من أكثر الأعمال شعبية في السودان.

الأناضول

‫3 تعليقات

  1. ما اغفله المتداخلين السم الذي فى الدسم والذى وبحسب إفادة عارفين بالمجتمع التركى
    فى المسلسل المعروض اى كان نجد :-
    1/ عباقات غريبة تظهر فى أسماء المسلسلات حتى
    العشق الممنوع
    العشق الحرام
    العشق الأسود
    وغيرها
    2/ الحمل دون استنكار خارج العلاقة الزوجية حتى أن المشاهد يتعاطف مع هذا السفاح
    3/ مباركة الجد والجدة والأسرة للعلاقات
    4/ المسكرات فى طاولة العشاء دون استنكار
    5/ سهولة القتل دون واقع
    سألت مقيم فى تركيا لسنوات
    هل هذه تركيا؟
    قال لا هى دراما للبيع فقط
    هى محاولة تركية (نجحت) فى تغير التركى فى الذهنية السودانية التاريخية
    التركى مستعمر قاسى فى جباية الضرائب
    صلف متكبر
    هو الآن
    مهند الرومانسي ونور الحلوة وسياحة ومناظر خلابة
    ناقد

  2. التي ( ظُلِمَتْ ) هي الدراما السوريِّة ..
    إحتلت ( بكل ) جدارة مكان الدراما المصريِّة وأصبح ( لها ) مكان وزمان للمتابع السوداني والعربي …
    لكن ( أتت ) عليها الحرب هناك ( و ) أكلتها كما أكلت ( كل ) الجمال السوري ..
    الدراما التركية ( رغم ) خبثها وعدم ( مجاراتها ) لواقعنا ونقلها الحرام بين الرجل والمرأة ( و ) كأنه العلاقة الطبيعية طالما هنالك حب ورباط بين الإثنين .. ورغم أنها ( تُقنن ) التبرُّج والسفه في اللبس واللفظ .. ورغم ( و ) رغم ذلك كله فإنها وجدت طريقها للتغلغل ( بل ) للتوغل ( بل ) للتغوُّل داخل المجتمع عندما وجدت ( الفراغ ) المتروك من الدراما المصريِّة ( و ) بعدها السورية ( و ) الفراغ الأكبر في المجتمع ( الذي ) أصبح يقبل أي شيء ( و ) لو كان بالسوء الذي عليه الدراما التركية ..