رأي ومقالات

اعتذار وزير الداخلية

(1) > أمس في هذه المساحة , تحدثنا عن (الاستقالة) في السودان والاستقالة في (اليابان) ما بين وقوعها في اليابان بسبب (الشفافية) وغيباها في السودان حتى لو قتل (100) مواطن كما قال نائب المجلس التشريعي بولاية الخرطوم معتصم يوسف بابكر، الذي قال في تصريحات صحفية إنه لو قتل (100) مواطن فلن يقدم استقالته.

> اليوم سوف نتحدث عن أدب الاعتذار, كما تحدثنا عن أدب الاستقالة. ونتمثل في أدب الاعتذار في الاعتذار الذي قدمه وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي الذي قدم اعتذارا رسميا بوفد من الحكومة العراقية يمثل وزارة الداخلية في العراق في أعلى هرمها وشرطتها للمواطن السوداني موسى بشير آدم الذي كان قد تعرض للضرب والاستفزاز والاستهزاء من قبل الشرطة الاتحادية في مدينة الموصل، بعد ان تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشهد التعذيب والاستفزاز في مقطع فيديو وجد رواجا كبيرا.
> جميل اعتذار الحكومة العراقية هنا , أنه جاء من وزارة الداخلية العراقية، ولم يأت من وزارة الخارجية والتي كان يمكنها ان تقدم الاعتذار في سياق (دبلوماسي) خالص.
> لكن الحكومة العراقية رأت ان تقدم الاعتذار من وزير داخليتها ليكون لذلك الاعتذار وقعاً أكبر واعترافاً بالذنب والخطأ بصورة واضحة.
> كما أن اعتذار وزارة الداخلية العراقية للسوداني موسى بشير, كان مصحوبا بعقاب تعرض له الذين أساءوا له من الشرطة العراقية.
(2)
> الرسالة الثانية التي تقدمها لنا الحكومة العراقية هي ان الحكومة في العراق لا تجد حرجا في الاعتذار لمواطن سوداني رغم ما يحدث في الأراضي العراقية من ضرب وقتل وفوضى.
> عشرات المواطنين في العراق يموتون بسبب أعمال (إرهابية) , مع ذلك فإن الحكومة العراقية تجد الوقت والشجاعة لتقدم اعتذارها بواسطة وزير داخليتها لمواطن سوداني.
> لا يوجد أعظم من هذا الدرس الذي تقدمه الحكومة العراقية , ليس للحكومة السودانية وحدها, وإنما لكل الحكومات في العالم.
> اعتذار الحكومة العراقية للمواطن السوداني كان مصحوبا بخطوة عملية أخرى وهي منح المواطن السوداني الجنسية العراقية.
> وإن كنا نكبر تلك الخطوة الكريمة من الحكومة العراقية ، إلّا أننا لا بد من الوقوف عند السودانيين وكرم خصالهم وسمو نفوسهم وهم قادرون على الحصول على جنسيات اخرى بمواقفهم النبيلة وسماتهم الكريمة. والمواطن السوداني موسى بشير آدم يحصل على الجنسية العراقية في أصعب الظروف من دولة تعاني من اضطرابات داخلية وتصدعات آمنية كبيرة.
> هذه أول جنسية في العالم يتم الحصول عليها بالموت, فقد كان موسى بشير قريبًا من الموت.
(3)
> في تاريخ الحكومات السودانية، هل وجدت حكومتنا الجرأة الكافية للاعتذار لمواطن أو للمواطنين عامة في الكثير من الضيق والضنك الذي وقع على الكثيرين من أبناء هذا الشعب.
> هل هناك حادثة ممثالة لاعتذار (وزير) لمواطن أو هيئة وقع عليها ظلم أو تجنٍ من سيادته.
> هدمت عمارات ومات الكثيرون من أبناء هذا الشعب …هل اعتذر أحد؟.
> لا أريد ان أقف في حالات كثيرة، مرت على رقاب هذا الشعب، تستوجب الاعتذار الرسمي من قبل الحكومة.
> آخر تلك الأحداث ما تعرض له طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا إن لم يكن للطلاب أنفسهم فليكن للطريقة التي تمت بها معالجة الأزمة.
> ويستوجب وصول الدولار لذلك المعدل (الجنيهي) المرتفع اعتذار آخر من وزير المالية.
> كما ننتظر اعتذار وزير الصحة.
> ووزير الإعلام.
> ومدير التلفزيون.
> لماذا لا تخصصوا يوماً من كل أسبوع لاعتذارات السادة الوزراء.
> أما وزير الاستثمار فلا نطلب منه اعتذاراً في ذلك اليوم ، لأنه لوحده يحتاج عاماً أو بضع عام للاعتذار.

محمد عبدالماجد
الانتباهة