رأي ومقالات

حفْتر يحْفر للسُّودان

لقد تأذَّى السودان من جهة ليبيا القذافي، أذيً لم يحدث له مثله من دولة مجاورة، وقد امتد أذى القذافي لثلاثةِ عهود، عهد النِّميري، والدِّيمقراطيَّة الثانية والإنقاذ، وما أفاد السودان إلا (هبالة) القذافي ووهمته الكبيرة، وانفراده بالحكم، لذلك كان عداؤه عشوائياً وغير مؤسس، فكان في ساعةٍ واحدة يدعم كلَّ فُرقَاء السودان: الحكومة، والمعارضة المسلحة والمعارضة المدنية، لذلك كان للسودان ممثلاً في الإنقاذ، القِدْحُ المُعَلَّى في القضاء على القذافي و(خوزقته)، وطبعاً الاعتراف سيِّد الأدلة في الحتَّة دي.
اذا نجح المُخطط الحفْتري في السيطرة على ليبيا، فإن السودان سوف يحِنُّ لأيام القذافي، لأن المُخطط الحفْتري سوف يأخذ من القذافي اندفاعه، ومن دولة الإمارات العربية الدَّعم غير المحدود، ومن مصر التَّخطيط المدْروس، ومن دولٍ أوروبية المعلومات الاستخبارية. ودليلنا على ذلك أن خليفة حفْتر بعد أن اسْتقوَى بالانتصارات العسكرية والسَّيطرة على هلال النفط الليبي، ثم الاتفاق مع السّراج برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اتجه للسودان مباشرةً، فأغلق قنصليته في الكفرة( نيرانها ذي جنهم)، وطرد دبلوماسيه، وكال له الاتهامات بدعم الإرهاب، وبهذا يكون خليفة حفْتر قد قدَّم عداءه للسودان، حتى على الذين يحاربونه في ليبيا، ويحولون بينه وبين السيطرة على معظم أراضيها.
من المؤكد أن معركة حفْتر داخل ليبيا، ستكون طويلة وشاقَّة، فمجموعة الفجر الجديد تعتبر نفسها صاحبة الشرعيَّة الدَّستورية، وهي التي تسيطر على العاصمة، كما أن هناك قبائل ليبية قوية تقف ضده ألف أحمر، والبعض يعتبره امتداداً للقذافي، وها هو حفْتر يهاجم السّراج الذي وقَّع معه إتفاقية باريس، قبل أن يجف الحبر الذي كُتبتْ به، ومن دول الجوار نجد الجزائر التي تُعادي حفْتر عداءً بيِّناً، وتدعم كل خصومه بما في ذلك جماعة عبد الكريم بلحاج، وكذلك تونس ثم السودان. ولكن من المفارقات أن تشاد تقف مع حفْتر، وهي التي عاش فيها سنوات من عمره، أسيراً بعد الهزيمة التي الحقتها تشاد بالقذافي، في أكبر محرقة تشهدها المنطقة في الربع الأخير من القرن الماضي، وهنا لا بد من أن نستصحب زيارة إدريس دبّي للإمارات في شهر يوليو المنصرم، والحفاوة التي قُوبِلَ بها من السلطات الإماراتية على طريقة( الكلام ليك…).
من الواضح أن السودان يستلزمه تحرّك دبلوماسي سريع، لاحتواء الخطر الحفْتري القادم، ولا شك أن الجهات المسؤولة، لديها من المعلومات والقدرات التنفيذيَّة، الكثير المُثير، ولكن في تقديرنا أن توعية الرأى العام واشراكه، سوف يعودان بالفائدة على البلاد والعباد، عليه، لا بد من مناشدة السعودية لكي تلعب دوراً وسيطاً بين الإمارت وحفْتر، وتذكِّرها بأن الجندي السوداني يقاتل إلى جانب الجندي الإماراتي والسعودي في اليمن، فلا يُعْقَل أن يقتل ذات الجندي السوداني– لا سمح الله- بسلاحٍ مشترى بالمال الإماراتي، ثم لا بد من الاسراع نحو تشاد والتفاهم معها، فتشاد مثل السودان لُدِغَتْ من الجحر الليبي كثيراً. أحبابنا أهل الهوى في شمال الوادي، والذين راهنوا على حفْتر رهاناً كبيراً، لا بد من سؤالهم: ما هي الغاية من استثمارهم في هذا الحفْتر؟ هل النفط الليبي أم لأمرٍ يتعلق بالسودان؟.
داخل ليبيا لا بد للسودان من أن يعمل على استعادة السلام في ليبيا، فحتى هذه اللحظة لم يوضِّح السودان موقفه من إتفاق الصخيرات، ولا من إتفاق باريس الذي وقعَّه فائز السّراج وحفْتر، ويمكن للسودان أن يتفاهم مع جميع الفُرقَاء الليبين، حتى حفْتر ذات نفسه لن يكون عصيَّاً على التفاهم، اذا عرفت الناس كيف تلعب بوليتيكا، وفي النهاية، ما فيش حدْ فينا بيعرف اسم حفتر اكتر من الحكومة.

عبداللطيف البوني
الاحداث

‫9 تعليقات

  1. اللهم سلط على هذا المجرم واعوانه من المصريين وحركات تمرد دارفور وكل الدول التي تمده بالسلاح الكوارث التي تحصدهم جميعا اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولاتغادر منهم احدا وسلط عليهم ياربي جام غضبك يامن لايرد باسه عن القوم الظالمين واحفظ بلادنا واهلها من كل مكروه امييييييييييين

  2. شُكراً وتقديراً لك اخي عبد اللطيف البوني لأنَّـك سميت الأطراف باسمائها
    بوضوح يجعل مَن يعترض عليه أن يقدم الدليل …

  3. السؤال هنا لماذا تعادي الامارات السودان و بل الخصومة فاجرة و تعرض كل المسئولين في السودان و على كافة المستويات للاذلال بابو ظبي . ؟ و الجواب معلوم بالطبع .

  4. ان امعنا النظر جيدا للدول التي تحيط بنا و تشكل خطرا حقيقيا على السودان سنجد انها في قبضة دول اجنبية تسير هؤلاء الجيران “الغاءبون” و تضع لهم الخطط لادارة شؤونهم ومنها ما يتعلق بالسودان.اليمن تحت السيطرة الايرانية و جيشنا يحارب ايران نيابة عن الجندي السعودي. السعودية تربط مصالحها مع الولايات المتحدة و لن تتردد في دفع السودان من اعلى الهاوية غير ابهة لكل ماقدمه لها من جنود و برسيم. مصر كافة تحت سيطرة تل ابيب و نحن الان لربما في مواجهة مرهقة مع الموساد في صراعنا المستمر مع القاهرة. تشاد في قبضة فرنسا و ان اغضبناها فنحن بالتاكيد سنغضب فرنسا. اما دولة جنوب السودان فحالها غني التزكير. لك الله ياوطني.

  5. السودان بحدودة مع كل هذا العدد من الدول أثبت علي مر التاريخ مقدرته علي تغيير الانظمة في دول الجوار فإسقاط منقستو هايلمريام وحرب تحرير ايريتريا واسقاط حسين هبري وطال اذي السودان يوغندا واورد القذافي مورد التهلكة سلمت من أذي السودان مصر لروابط يؤمن بها السودان مع مصر زال إيمان ااسودان بهذه الروابط بعد أن تكشف الوجه الحقيقي للنظام المصري ..لكن المعادلة مع حفتر غير متوازنة فهو عدو لنا ونحن اصدقاء لمن يدعمونه مثل الامارات اما معارضية فلهم حدود معنا في جنوب ليبيا وهذا وحده كاف لإسقاط حفتر فبمثل ما منح حركة مناوي الارض والدعم نستطيع أن نهب معارضية ما يلزم لاسقاطه ..لكن سياسات حكومة السودان ممثلة في والي شرق دارفور الحالي ستخرج قبائل مهمة في معادلة الاستقرار في كل دارفور من الولاء للنظام عدا اولئك الذين استقطبهم من ابناء هذه القبائل وعندما يصل الامر لمرحلة محددة سيتوحد الجميع و حينها فقط سيعلم القائمون علي الامر أنهم قد كشفوا ظهر السودان واحدثوا خرقا في وحدته يستعصي علي الراتق وعندها فقط ستكون دارفور مرتعا لحفتر ومخابرات السيسي المتواجدة في العوينات وجيوش التمرد ..

  6. يا ريت لو كل الكتاب الصحفيين يكتبون زيك . او يتعلمون زيك بما فيهم بعض رؤساء تحرير صحف سودانية . تحياتي لم يا دكتور .

  7. الحذر..

    اتفاق مصري – تشادي لتعزيز التعاون العسكري والأمني
    اتفقت مصر وتشاد أمس على تعزيز التعاون العسكري والأمني وتنسيق جهود مكافحة الإرهاب، ووقع البلدان «بروتوكول تعاون مشترك».
    وجاءت هذه الاتفاقات في إطار زيارة أجراها وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى جاد الله الى القاهرة أمس التقى خلالها مسؤولين مصريين على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بحث مع جاد الله عدداً من الملفات الإفريقية ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً تطورات الأوضاع في ليبيا فضلاً عن تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
    وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، أن الوزير التشادي سلم الرئيس المصري رسالة من الرئيس التشادي تؤكد «حرص تشاد على العمل من أجل توطيد العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات»، واشاد جاد الله بدور مصر على الساحتين العربية والإفريقية، مشيراً إلى حرص تشاد على «تكثيف التعاون العسكري والتنسيق مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين وإحكام السيطرة على الحدود والاستفادة من الخبرة المصرية في هذه المجالات، بخاصة في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها الدولتان أخذاً في الاعتبار ما تشهده ليبيا ومنطقة الساحل من عدم استقرار ومحاولات التنظيمات الإرهابية استغلال الوضع الراهن للتمدد والانتشار».
    وأكد السيسي خلال اللقاء الذي حضره وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، على «العلاقات القوية والراسخة بين مصر وتشاد، وأهمية العمل على مواصلة تطويرها في مختلف المجالات». وأوضح حرص مصر على «تعزيز التعاون العسكري والأمني مع تشاد، فضلاً عن تطوير التعاون الإقليمي بين دول تجمع الساحل والصحراء من أجل التغلب على التحديات التي تواجه تلك المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب». وأشار إلى ضرورة تدشين مشاريع في مجال البنية التحتية والمواصلات بين الدول الإفريقية بما يساهم في دفع عملية التنمية بالقارة وتحقيق التكامل المنشود بين دولها، مؤكداً أن «سياسة مصر تقوم على التعاون من أجل البناء والتنمية ولا تقوم على التآمر أو التدخل في شؤون الدول الأخرى».
    وكان وزير الدفاع المصري عقد لقاء مع نظيره التشادي والوفد المرافق له. وأوضح بيان عسكري أن اللقاء تناول «تطورات الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية في ظل الظروف والتحديات الحالية التي تمر بها المنطقة، كذلك التفاهم حول زيادة أوجه التعاون العسكري والأمني بين البلدين في العديد من المجالات»، وأشار البيان إلى أن الجانبين وقعا على بروتوكول تعاون مشترك .
    وعبر قائد الجيش المصري عن اعتزازه بالعلاقات التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين، وعن تطلعه بأن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التكامل والتعاون المشترك بينها.
    وأكد جاد الله حرص بلاده على عمق العلاقات العسكرية مع مصر باعتبارها محور الاستقرار داخل القارة الإفريقية.

    قوات سودانية جديدة تنضم للتحالف العربي في اليمن اليمن
    أكمل الجيش السوداني استعداداته لإرسال دفعة جديدة من قوات الدعم السريع التابعة لوزارة الدفاع إلى اليمن لتنضم لقوات أخرى تقاتل على الأرض ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية.
    وشهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور غربي البلاد طابور سير طويل لهذه القوات.
    وأكد قائد ثاني قوات الدعم السريع اللواء عصام فضيل خلال مخاطبته الطابور، جاهزية قواته لسد أي ثغرة من ثغرات الوطن.
    من جهته، قال قائد الفرقة السادسة عشر للجيش في جنوب دارفور اللواء محمد علي إبراهيم: إن قوات الدعم السريع تمثل ركيزة أساسية لتعزيز السلام والاستقرار، مطالباً الجنود المتجهين إلى اليمن بتقديم النموذج في التفاني والثبات والانضباط على درب من سبقوهم هناك.
    وتشارك القوات السودانية ضمن قوات التحالف العربي منذ إعلان التحالف في مارس 2015.

  8. الغزو في طريقو الى الامجاد الرؤوس الحاكمه شاخت وعجزت والان تزبدت!وشعب ارهق وفقد رغبته في الحياه!بقت مافارقه غزو…قتل…كل اصبح صابون!عالم منتظره النهايه اي كانت.اين الكيزان؟؟؟زاغو ام لبدو ام على علم تام بالنهايه قبل اكتوبر ربما لكن الوضع بهذا المستوى لن يمر بعد هذه السنه

  9. لو ما نحنا كان الاشتر ده جاء هو ذاتو
    نحن اللي طردنا ليهو القذافي عشان يجي يهاجمنا ده رد الجميل
    ذي ما قال نميري زمان صول من عندنا بيحكم ليبيا و هو يستقوي علينا بالحلفاء نقل له ما دائمة كانت دامت الي سبقك
    و نحن نحترم الشعب الليبي الحر الذي ساعدناه في استرداد حريته