حوارات ولقاءات

مدير وحدة تنفيذ السدود: عوضنا المتأثرين (ومستحيل نظلم شخص)

أسهمت عمليات بناء السدود كثيراً في إحداث نهضة تنموية شاملة بالعديد من المناطق التي تم فيها إنشاء هذه السدود بالبلاد، وخير دليل على ذلك ماشهدته مناطق مروي والرصيرص وأعالي عطبرة من مشروعات مصاحبة اسهمت في تغيير حياة المواطنين وجعل المنطقة تنعم بخدمات الكهرباء.

ولأهمية السدود بالسودان جلس المركز السوداني للخدمات الصحفية إلى المهندس خضر قسم السيد وزير الدولة المدير العام لوحدة تنفيذ السدود، والذي تحدث عن السدود المقترح تنفيذها الفترة القادمة وجهود زيادة توليد الطاقة الكهربائية من السدود بجانب مشاريع حصاد المياه وحل مشاكل مياه الشرب في بعض الولايات عبر إنشاء الآبار والسدود الصغيرة والكثير من المواضيع الهامة.

حدثنا عن موقف تنفيذ مشاريع الوحدة و ماهي السدود المقترحة خلال الفترة القادمة؟

كما هو معلوم فإن وحدة تنفيذ السدود قامت بتنفيذ سد مروي وتعلية سد الروصيرص والآن تعمل في مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت والذي شارف النهايات وانشاء الله سيكتمل قبل نهاية هذا العام، أما بالنسبة للسدود الجديدة لدينا (6) سدود تم تصميمها جميعاً بأحدث الأساليب من خلال شركات عالمية مشهورة وبدراسات كاملة، وكذلك كراسة العطاءات لهذه السدود جاهزة، وتبقى أن نبدأ في التنفيذ عقب إكتمال حلقات التعويضات للمواطنين والإتفاق عليها معهم، بجانب المشروعات المصاحبة التي سيتم تشييدها من خلال تنفيذ مشروعات هذه السدود الجديدة.

أين تقع هذه السدود ؟

هذه المشروعات جميعها تقع على النيل الرئيسي، ومتوقع خلال الأعوام القادمة البدء بثلاث سدود منها تشمل”مشروع كجبار والشريك ودال”، وسنبدأ أولاً بسد كجبار ومن ثم الشريك ثم تليه دال.

مع قيام هذه السدود متى نصل للكفاية من انتاج الكهرباء ؟

هذه الست سدود ستنتج (2000) ميقاواط، ومعروف ان السودان يفوق انتاجه الـ(3000) ميقاواط ، وبالتالي فإن هذه السدود الست سيكون لها تأثير وزيادة كبيرة في الطاقة المائية، وكما هو معلوم فإن الطاقة المائية أرخص بكثير من الطاقة الحرارية ، ولو تم تنفيذ هذه السدود ستدعم الشبكة بطاقة مقدرة وبأسعار رخيصة، وهذه الطاقة أيضاً متجددة ونظيفة، ونحن في وحدة تنفيذ السدود نرى أنه لابد من التركيز على إنشاء هذه السدود لقلة تكلفتها التشغيلية مقارنة بالمحطات الحرارية ، ولذلك نحن نعتقد ان الدولة لابد أن تتوجه بكلياتها لتنفيذ مشروعات السدود ومحطات الكهرباء بالسدود.

هل أنتم مستعدون للتحول من التوليد الحراري إلى المائي؟

طبعاً الشبكة القومية للكهرباء مستعدة، ولكن هناك كثير من الحالات إنشاء السدود والتوليد المائي لا يلغي دور التوليد الحراري وذلك لأسباب فنية بحتة ، ففي بعد المرات تكون الشبكة محتاجة لتوليد حراري ومائي معاً، ولكن نقول أن التوجه نحو التوليد المائي بقلل التكلفة بصورة كبيرة جداً وخلال فترات كبيرة نستعيض من التوليد الحراري بالتوليد المائي، وإذا إحتجنا للتوليد الحراري يمكن إدخاله في الوقت التي تطلبه الشبكة ومن ثم إخراجه.

ماذا عن تخزين المياه وزيادة انتاج الكهرباء؟

طبعاً كل سد لديه بحيرة خاصة به ينتج منها الكهرباء ، وكمية الكهرباء المنتجة من كل سد تعتمد بشكل أساسي على التخزين في البحيرة نفسها، ولكن في بعض الأحيان تسهم بعض الخزانات في زيادة انتاج خزانات أخرى، فمثلاً إن تعلية سد الرصيرص زادت من الطاقة المنتجة في خزان مروي وبنسبة كبيرة جداً، فسد مروي صمم لينتج (5500) قيقا واط/ ساعة في السنة، وماينتجه الآن أكثر من (7000) قيقا واط/ ساعة في السنة، وهذه الزيادة جاءت بسبب المياه المخزنة في الرصيرص، وكذلك في ظل وجود سد النهضة مثلاً مستقبلاً فإنه سيدعم انتاج الطاقة في كل السدود بالنيل الأزرق والنيل الرئيسى لوجود كميات مياه كبيرة في بحيرة هذا السد، فكلما زادت كمية المياه في بحيرة السد تزداد الطاقة المنتجة.

أين وصلتم في تعويضات المتأثرين من قيام السدود ؟

حقيقة إن أي سد يتم إنشاؤه سواء في اعالي عطبرة أو الرصيرص أو مروي نجد أن المشروعات المصاحبة له والتي نفذتها الوحدة قد أحدثت تنمية شاملة بهذه المناطق ، ونحن عوضنا المتأثرين من قيام هذه السدود ، بالإضافة لذلك احدثنا تنمية شاملة للمنطقة كلها ويعتبر هذا التعويض جزء بسيط من التنمية الشاملة التي أحدثتها هذه المشروعات بمناطق السدود، فمثلاً منطقة مروي قبل إنشاء السد والآن هناك اختلاف وتغيير كبير وفرق شاسع قد حدث في هذه المنطقة بعد قيام هذا السد، فالسد غير حياة الناس بمروي وهذا لا يحتاج إلى برهان، والتعويضات وصلنا فيها لمراحل كبيرة وحتى التعويض المادي الذي سلم للمتأثرين قارب الـ100%، وحتى الذين لم يستلموا فأموالهم مرصودة وموجودة، وهناك متأثرين لسبب ما يمكن يكونوا غير موجودين ولم يستلموا تعويضاتهم، ونحن مستعدون لتعويضهم إذا وجدوا.

ماذا عن التعديات الأخيرة التي حدثت باعالي عطبرة وستيت؟

المتأثرون من قيام هذا المشروع تم تعويضهم عن الأراضي التي اقيم عليها مشروع السد وتلك الواقعة في حرمه منذ العام 2010، وهذه الأراضي تم إستلامها من أهلها بعد تعويضات مجزية جداً. وبطبيعة السدود لابد أن يكون لديها حرم لتأمينها ، وقد تم الاعتداء علي هذه الأراضي من بعض المواطنين ، والوحدة عندما تريد تعويض أي متأثر يتم بوجود كل الجهات المختصة بالولاية، فالولايات هي المكون الاساسي في مشروعات السدود، ونحن معهم نقوم بتعويض المتاثرين بعد الاتفاق، ونؤكد أن هؤلاء المواطنين استلموا تعويضاتهم ووقعوا على ذلك . ونحن لا نأخذ من شخص شئ إلا وأعطيناه تعويض ، وهدفنا الاساسي من هذه المشروعات بناء مجتمعات حديثة و”مستحيل نظلم شخص”.

دخول التوربينة الثانية لمحطة توليد سدي أعالي عطبرة وستيت ما الإضافة التي ستحدثتا في الشبكة القومية؟

التوربينات تمر بمراحل كثيرة وتجارب وإختبارات قبل مرحلة التشغيل التجاري، والآن هذه التوربينة تم تشغيلها منذ فترة، وفي أغسطس الجاري سنشهد الإحتفال بدخولها التوليد، وهي ستضيف 80 ميقا واط للشبكة، وبهذا السد أربعة توربينات وكل توربينة ستضيف 80 ميقا واط، وقد احتفلنا بدخول التوربينة الأولي في شهر فبراير الماضي والثالثة والرابعة سنحتفل بهما خلال شهري سبتمبر وأكتوبر القادمين.

أهمية مجمع سدي أعالي عطبرة وسيتيت وفوائده المتعددة لسكان المنطقة؟

الوحدة قامت بإنشاء 30 ألف منزل لـ 30 ألف أسرة بأعالي عطبرة وستيت وتم إمداد هذه المنازل بالمياه والكهرباء وإنشاء الطرق والمدارس والمرافق الصحية وكل الخدمات التي يحتجها المواطن بهذه المناطق، والآن هذه الأسر تغير نمط حياتها عن الماضي، وأيضاً وفرت الوحدة لهم وسائل انتاج لإعانتهم مستقبلاً، ونحن هدفنا نقل المواطنين بمناطق السدود إلى وضع مختلف.

مساهمات الوحدة في إنقاذ الآثار في مناطق إنشاء السدود؟

هذه واحدة من الأشياء التي ساهمت فيها وحدة السدود وكانت سباقة فيها وهذه بشهادة مختصي الآثار أنفسهم، ونحن في مروي قمنا بتمليك المختصين كل المعينات المادية واللوجستية التي تساهم في إكتشاف الآثار ودراستها وتحديد مواقعها وإنقاذها وتحويلها من المناطق التي غمرتها المياه، وتم هذا في كل مناطق السدود التي تم إنشاؤها بكل من مروي والروصيرص وأعالى عطبرة، وهذه الأعمال تحتاج إلى ميزانيات ضخمة والوحدة ضخت هذه الميزانيات للمساعدة في هذا الشأن، وهذه ليست منة فنحن جزء من المجتمع السوداني فلذلك مفروض علينا المساعدة بما نستطيع، وقد تم إنشاء متحف بمنطقة مروي و نقلت إليه جميع الآثار التي وجدت بمنطقة السد.

سير العمل في مشروعات حصاد المياه وزيرو عطش؟

مشروع زيرو عطش جاء بمبادرة من السيد رئيس الجمهورية، وهدف هذا المشروع لإيصال مياه الشرب للإنسان أوالحيوان في اقرب نقطة لمعيشتهم، ومن أجل ذلك عملت الوحدة على اصدار اطلس المياه بالسودان، فقد أوفدت الوحدة كوادر لجميع الولايات لتحديد مصادر المياه الموجودة سواء كانت بئر أو حفير أو سد صغير موقعه وكمية المياه ونوعيتها، وعلى وضوء هذا الأطلس تم تحديد الأماكن المحتاجة لتدخلات من طرف الوحدة لحفر بئر أو حفير أو سد صغير يسع ما بين (2 إلى 10) مليون متر مكعب بمجاري المياه للتخزين في فترة الخريف، ونحن الآن حصدنا 100 مليون متر مكعب أو أكثر من المياه، وهذه المائة تتجدد كل عام، وكذلك أنشأنا وحدة لإستدامة مشروعات حصاد المياه، وبرنامجنا الآن نركز فيه على الآبار، ومن خلال هذا الأطلس وجدنا اننا محتاجين لأكثر من (6) آلاف بئر والآن توفرت لنا مصادر للتمويل من وزارة المالية ومن بعض الصناديق العربية في شكل قروض ومنح، وأتوقع بحلول سنة 2020 لن ينتقل أي فرد سوداني من مناطقه للبحث عن مياه الشرب فسيتم توفير المياه له باقرب نقطة لتواجده في مسافة (2) كيلو متر عن التجمعات السكانية، وأنشاء الله بعد الفراغ من مياه الشرب سنتجه لانشاء السدود من أجل الزراعة.

إجمالي مشروعات المياه التي سيتم إنفاذها الفترة المقبلة؟

مشروعات حصاد المياه تسير بصورة جيدة والوحدة تعمل على تنفيذ (2000) بئر بحلول العام 2020م بالإضافة إلى إنشاء عدد من السدود والحفائر، ولكن التركيز على الآبار لأفضلية وإستدامة مياهها وتكلفتها البسيطة وصياناتها الأقل.

دور الوحدة في مساعدة المدن لتوفير مياه الشرب للمواطنين؟

واحدة من مشروعاتنا المصاحبة لأعالي عطبرة وستيت هو مشروع مياه القضارف، وخلال هذا العام ستصلها (75000) متر مكعب من المياه في اليوم لحل مشكلة القضارف نهائياً، وسبب مشكلة القضارف يتلخص في عدم وجود مياه جوفية بالنطقة، فلذلك كان لابد أن يتم توفير المياه من نهر عطبرة، والآن وبعد إنشاء اعالي عطبرة وستيت اصبحت المياه موجودة طوال العام، وأيضاً عملنا على المساعدة في حل مشكلة مياه بورتسودان، والتي تعاني من عدم وجود مصدر للمياه ماعدا الأمطار، وقامت الوحدة من اجل توفير المياه بحصاد (27) مليون متر مكعب من مياه الامطار في منطقة بورتسودان، ولدينا برنامج لحصاد كل مياه الأمطار ببورتسودان وعمل سدود لحجزها بالاضافة لإجراء دراسات مع شركة مغربية وسودانية لامكانية توفير مياه بورتسودان من نهر عطبرة، وسترى هذه الدراسة النور قريبا، وايضاً اجرينا دراسة لمشكلة مياه الأبيض مع شركة سويدية ورفعت مقترحات وحلول لهذه المشكلة، وأيضا مشكلة مياه نيالا، قامت الوحدة بأنشاء سد بليل الذي ساعد في حل المشكلة ، ولدينا سد آخر يسمى رمالية سيتم تنفيذه من اجل حل مشكلة مياه نيالا.

متابعة الوحدة للمشروعات المصاحبة للسدود؟

بالنسبة للمشروعات الزراعية التي قمنا بإنشائها في الشمالية لازلنا نتابعها وقمنا بكهربتها من اجل تقليل التكلفة، وكذلك مشاريع حصاد المياه قمنا بتدريب بعض المواطنين على التشغيل، ونحن كوحدة لا نستطيع أن نقوم بتشغيل هذه المشروعات الكثيرة ونظل موجودين باستمرار لذلك نحن ننشئ المشروع ونقوم بتسليمة للجهة صاحبة المصلحة، لكننا نقوم بزيارتهم للتأكد من التشغيل وهل يسير بصورة صحيحة، وفي بعض الحالات إذا شعرنا أن الأمر يحتاج لصيانة نتدخل، لكن مستقبلاً من المفترض متابعتها عبر الولايات.

smc