الضعين …الحديبة أم الديار..حكاية السلام وجمع السلاح والتنمية والاستقرار
في مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور هنالك ألف قصة وحكاية مابين الحرب والسلام، والبحث عن التنمية والأستقرار، تبدو الأحلام ممكنة …والتعايش أمنية في النفوس، وحديث بين الناس بعد أن أحرق العنف القبلي الأخضر واليابس …أرضاً سلاح شعار يتم تنفيذه الآن، والمدينة تبدو مطمئنة ولو إلى حين، بعد أن أرهقتها لعلعة الذخيرة ودوي الدوشكات…والأمل في التنمية التي ستقطع الطريق أمام الاشتباكات والصراعات والخلافات القبلية .. وكما قال وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف (ليس من رأى كمن سمع) كنا جميعاً قد شاهدنا التغيير الذي حدث في ولاية شرق دارفور وحاضرتها مدينة الضعين، من خلال القافلة الإعلامية الثقافية التي زارت الولاية في إطار التواصل الإعلامي القومي لكل الولايات، للوقوف مع نبض المواطنين والاستماع إلى قضاياهم وربطهم إعلامياً بالمركز وتبادل الحراك الثقافي المعرفي، الضعين كانت أولى محطات برنامج وزارة الإعلام الاتحادية، فكانت الصورة والمشهد أوضح ما يكون من السمع، الضعين :عيسى جديد الضعين أم الديار ..أرضاً سلاح وفي نهار خريفي الملامح حطت الطائرة على مطار الضعين بعد رحلة طويلة استغرقت ساعتين من الوقت، لتوضح بعد المسافات بين المدن السودانية المختلفة على إمتداد الوطن الكبير والخرطوم المركز والعاصمة الضعين، المدينة المقطوعة عن وسائل النقل كما وصفها الوالي أنس عمر، مشيراً إلى صعوبة المواصلات منها وإليها للمدن والولايات المجاورة، بسبب عدم وصول طريق الإنقاذ الغربي إليها، وكذلك توقف الطيران لفترة طويلة، وإن عادت هذه الأيام ليكون رحلتين خلال الأسبوع، الشاهد أن مدينة الضعين مركز تجاري كبير بولاية شرق دارفور، حيث فيه أكبر سوق للماشية، وكذلك ملتقى طرق مابين ولايات كردفان ودارفور، غير أن المشاكل القبيلة التي نشأت بين أكبر قبيلتين بالمنطقة، جعلت من الأوضاع غير مستقرة تماماً، وظل التفلت وعدم الأمن سمة بارزة كلما جاء ذكر الضعين، لكن بعد جولات كبيرة وحوارات ونقاشات متعددة تمكن الوالي أنس عمر من أن يوفق في وضع حد للصراع القبلي القائم هنالك، باتخاذه قرارات حاسمة بالقبض على كل من يثير النزعات القبلية، ويؤجج نيران الحروب وتزامن ذلك مع خطة الولاية لجمع السلاح من المواطنين، والذي صادف الحملة الوطنية لجمع السلاح في كل السودان، والتي أطلقها رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير، ويترأس لجنتها العليا النائب الأول حسبو عبد الرحمن، والتي أتت أؤكلها بتجاوب كبير من المواطنين بتسليم كل الأسلحة، الوالي أنس قال إن مواطني الولاية في كل محلياتها تدافعوا لتسليم أي قطعة سلاح لديهم، سواء أكانت من الآلات الثقيلة (مدافع هاون ودوشكات) أو اسلحة خفيفة (كلاشنكوف) مشيراً إلى أن الجميع الآن يريد السلام المجتمعي والاستقرار والتنمية، فخيرات الولاية كثيرة متمثلة في الثروة الحيوانية الصخمة والزراعة والبترول والتجارة، وقال إن الأولوية الآن في الخدمات هي للتعليم، والاهتمام بدخول الأطفال إلى المدرسة، لأن المجتمع بحاجة إلى الوعي والمعرفة لنبذ العنف القبلي والعمل على العلم، بجانب الاهتمام بالبنيات التحتية للولاية، والبدء في مشروع مطار الضعين الدولي والبدء في سفلتة الطرق لربط الضعين بنيالا والفولة والنهود ليس من رأى كمن سمع وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف بدا أكثر سعادة من نجاح أهداف القافلة الإعلامية الثقافية التي ظهرت نتائجها فور وصولنا إلى الولاية، وانطلاقة فعاليات البرنامج المختلفة التي شملت عروض فنية ثقافية لفرقة تيراب الكوميديا التي قدمتها في بعض المدارس، وفي الليلة الاحتفالية بالمركز الثقافي بالضعين وبمشاركة الفنانة شادن محمد حسين، وهي الليلة التي شهدت حضوراً فوق المتوقع مما حقق أحد أهداف الرحلة، وهو التجاوب الجماهيري مع الحدث، لذلك عبر الوزير ياسر يوسف، بأن أكثر جملة بمكنها تلخيص فيما حدث هي ( ليس من رأى كمن سمع) مشيرا إلى أن الذي يسمع عن الوضع غير الآمن بالضعين يراه الآن عكس ذلك تماماً، وزاد: إن الحياة عادت تدريجياً للمدينة والولاية، موضحاً أن المشاهد الطبيعية المستقرة في الأسواق بدأت تدب في أوصالها روح العمل والحركة التجارية والنشاط الاجتماعي الواضح، وعدم سماع صوت الرصاص والهدوء الذي انتظم المدينة هو بسبب مقدرة الوالي أنس عمر على الخروج بالولاية إلى محطة الأمن والاستقرار والتنمية والحراك المجتمعي، وزاد: إن القافلة الإعلامية جاءت أيضاً استناداً على برنامج نزع السلاح تنفيذ للتوجهات للقيادة السياسية، وتفعيلاً لبرنامج التعايش السلمي ونشر ثقافة السلام وقبول الآخر، ومد جسور الثقافة والفنون السودانية في كل الولايات التي سوف تنظمها القافلة الإعلامية الثقافية. أحوال الناس في الضعين يقول مصطفى محمد أول: الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل بولاية شرق دارفور لـ(آخر لحظة) نحن أسعد الناس بقرار جمع السلاح كمواطنين أولا وكأصحاب عمل ثانية، مشيراً إلى معاناتهم من المتفلتين الذين يقطعون الطريق وينهبون البضائع باستمرار، لامتلاكهم الأسلحة والسيارات رباعية الدفع السريعة الحركة، موضحاً أن ذلك تسبب في عدم استقرار نقل البصائع، بالتالي ارتفاع تكلفتها وارتفاع أسعارها، مما شكل عبئاً على المواطنين بشكل مباشر، لكنه استدرك بأن الوصع الآن أختلف تماماً، والطرق أصبحت آمنة بفضل قرارات الولاية، ووجود القوات الشرطية والأمنية، وبدء عملية نزع السلاح، ووصف الولاية بأنها منطقة حدودية، وأول نافذة لولايات دارفور مع الولايات المجاورة، ونقطة تجارية كبيرة للمواشي والمحاصيل، موضحا أن الآن هو وقت العمل والبناء والتنمية، وقال حلمنا الآن توصيل كل الطرق البرية إلى الضعين، لتنتهي عزلة الولاية عن الولايات الاخرى، وتنتهي متاعب المواطنين في السفر من والي الضعين، وكذلك تنساب حركة التجارة ليستفيد الجميع، المواطنون في السوق أبدوا فرحتهم بعودة الأمن للولاية، لكنهم اشتكوا من عدم استكمال الطرق، وأن ذلك سبب في ارتفاع أسعار السلع المهمة، وقالوا حان الوقت لاستكمال الطرق إلى الضعين.محلية أبو كاركنا ..(بشيرنا قدام وأنسنا تمام)القافلة الإعلامية الثقافية واصلت تجوالها في الولاية، ووصلت محلية أبو كارنكا أحد محليات ولاية شرق دارفور، وهي حاضرة قبيلة المعاليا، حيث استقبلت القافلة بحفاوة بالغة، خرجت كل المدينة لحضور الاحتفال بميدان المحلية، وتم تسليم الأسلحة بمركز شرطة المحلية، بحضور والي ولاية شرق دارفور أنس عمر ووزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف، ومعتمد محلية أبو كارنكا عثمان قسم حسن، الذي أكد على أن المرحلة القادمة للسلام والتنمية والبناء والتعمير، وليست للحرب والاقتتال القبلي، مشيراً إلى أن السلاح هو العدو الأول للاستقرار، والآن تم تنفيذ قرار الجمع ووصل العدد إلى أكثر من (500) قطعة سلاح، ومازال الحصر والتسليم مستمر بكل مراكز الشرطة وفق خطة محكمة وتجاوب كبير من المواطنين..من جانبهم أفادت قيادات المنطقة (لآخر لحظة) بأنهم موافقين تماماً على قرار جمع السلاح، وقال الأستاذ التربوي عبدالله عوض الكريم إن هذه الخطوة صحيحة، وإن تأخرت، ولا نملك إلا أن نقول (بشيرنا قدام وأنسنا تمام) وختم حديثه بالإشارة إلى أن الأمل في التعليم ونشره وليس في انتشار السلاح …!!
اخر لحظة