حوارات ولقاءات

حكاية رجل (يبيع) النقود و(يشتري) النقود… أقدم بائع فكة في الخرطوم: (حقو ناس المباحث يشغلوني معاهم مرشداً).!


حوار: وسام أبوبكر

(أنا شغال في المهنة دي من زمن العشرة قروش والـ20 قرشاً، ومن زمن بنك السودان المركزي بدينا عمولة) ، بهذه العبارة ابتدر العم كامل الشريف الحسن -أقدم بائع لـ(الفكة) بالخرطوم- حديثه لـ(كوكتيل)، مضيفاً بأن مقر وجوده الدائم في المحطى الوسطى بحري، لكنه يعمل في أوقات كثيرة بالسوق العربي الخرطوم. هو رجل بسيط الملامح يجلس على مقعده الصغير منذ الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الرابعة والنصف عصراً، لا يخلو مكان وجوده من الزبائن، منهم من يبيع ومنهم من يشتري (الفكة)، يتميز بقدرات هائلة في الحساب والرياضيات فهو لا يُخطئ في تخمين القيمة الحقيقية لما تحمله من نقود بيدك، كما يمتلك مهارات كثيرة وخِبرات خاصة قام بتجميعها خلال أكثر من عشرة أعوام هي سنون عمله بتلك المهنة.

هل لديك مساعدون في هذه المهنة؟

بعض الشيء فأحياناً استعين بأبنائي في العطل الرسمية وكمان عندي إخواني هنا في السوق بستعين بيهم لما (اتزنق).

بتبيع الفكة لناس الحافلات العامة ولا لكل الناس؟

أكتر حاجة ناس الحافلات، لكن بصورة عامة أنا ببيع وبشتري من الجميع، ببيع للناس الدايرة فكة وبتديني الورق الكبار وأنا بفك وبشتري من الناس العندها فكة ودايره (تصمها) باختصار الشغلانية أخذ وعطاء يعني (بفك) للكماسرة ولناس الكفتيريات و(بصم) لستات الشاي وناس الورنيش والتبش والتسالي والمواطن العادي والشغل في النهاية بالتراضي ومافي طرف بمشي زعلان.

كم القيمة التى تتقاضاها مقابل ذلك؟

شوفي يابتي زي ما قلت ليك الشغل بالتراضي لا الزبون بمشي زعلان ولا أنا بعصر على نفسي وعندي زبائن ثابتين وقاعد أجاملهم طبعاً والرزق على الله وكمان الحالة مستورة.

حدثنا عن أكثر فئات العملات طلباً؟

في خطوط المواصلات الخمسمائة قرش والجنيه، وفي الكفتيريات والناس البتجي تبيع الفكة بشيلو الاثنين جنيه والخمسة جنيهات.

هل هذه المهنة مربحة؟

الحمد لله… شايل بيها بيتي وأولادي.

هل تقبل شراء التالف من النقود؟

طبعاً، لكن بشرط يكون التلف مقبول، والبنك بشيل 50% من التالف.

ماذا تعلمت من هذه المهنة؟

كتير جداً، أولاً اكتسبت علاقات كبيرة وواسعة مع الناس وكمان بلقى راحة كبيرة لما أساعد زول أو أفك حيرة محتاج، وكمان بقيت حريف في الحساب والرياضيات يعني تمد لي كمية من القروش بعرفها كم قبل أخذها منك وممكن أفك ليك لحدي أكثر من 10 آلاف جنيه عادي.

أين تقوم بحفظ المبالغ الكبيرة من المال؟

أقوم بوضعها عند تٌجار أعرفهم واثق فيهم هنا في السوق لأنو أنا ما بقدر أشيل القروش معاي وأنا راجع البيت.

هل جعلتك المهنة أكثر حذراً؟

بكل تأكيد، يعني أنا بعرف النشال من أشوفو، وأضاف ضاحكاً : (حقو ناس المباحث يشغلوني معاهم مرشداً).-يضحك-.

هنالك بعض المسميات واللغة الخاصة يطلقها الشباب على النقود هل تتعامل بها معهم؟

أجاب سريعاً : لا لا الشباب ديل قاعدين يحترموا (شيبتي)، لكني بعد مرات بشاغل واحد من الكماسرة وممكن أقول ليهو على سبيل المزاح: (قروشك دي أفكها كليبات ولا جريوات)، يعني أقصد فكة ورقية أم معدنية.

*هل سبق أن تمت سرقتك أو التحايل عليك؟

نعم، في إحدى المرات تم منحي 50 جنيهاً مزورة وأنا طبعاً بورد في بنك السودان المركزي وقربت تحصل لي مشكلة، لكن ربنا ستر لأنهم بعرفوني من زمان وأنا زول معتمد عندهم.

 

صحيفة السوداني


‫3 تعليقات

  1. قال صلى الله عليه وسلم: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، يداً بيد، فمن زاد أو استزاد، فقد أربى، الآخذ والمعطي فيه سواء. أخرجه مسلم

  2. الله يجزيك خير اخ صابر ، صدقت انها عين الربا ، عليه أن يترك هذه المهنة المحرمة ويتجه لمهنة شريفة . دي شغلة بتورطك من رب العباد.