سياسية

أشهر صحفي مدون في السودان لا يستبعد تعرضه للمخاطر والتضييق

تعرض حساب “مونتي كاروو” على “فيس بوك” الذي يديره الصحفي السوداني ناصف عبد الله إلى تعطيل مؤقت فيما يبدو أنها حملة ضد مدون تخصص في كشف الأسرار الحكومية، ولا يستبعد تعرضه للمخاطر والتضييق رغم أنه خارج البلاد.

وباتت صفحة ناصف مصدرا مهما للمعلومات غير المتاحة وتحظى بمتابعة الآلاف، وفي كثير من الأحيان أحرز الصحفي المقيم خارج السودان سبقا على حساب الصحف السودانية.

وفي يونيو الماضي أبرزت صفحة “مونتي كاروو” خبر إقالة الفريق أمن طه عثمان الحسين مدير مكاتب رئيس الجمهورية قبل أن يصبح الخبر متاحا لصحف الخرطوم بأيام.

ويقول ناصف عبد الله لـ “سودان تربيون” إن تعطيل حسابه على “فيس بوك” تم بسبب بلاغات بالإزعاج “إما لأن الصفحة غير حقيقية أو لأن محتوى ما ينشره صاحب الحساب مخالف لسياسة الـ (فيس بوك) من حيث إثارة النعرات الدينية والعنصرية وغيرها”.

وتابع “في كل الأحوال إدارة (فيس بوك) تتحقق أولا من أن الحساب حقيقيا وليس مزيفا، وهذا ما فعلته معي حيث تم إعادة الحساب للعمل بعد حوالي ست ساعات تقريبا”.

وأوضح ناصف أن إدارة “فيس بوك” لا تخبر صاحب الحساب بسبب تعطيله، مشيرا إلى أنها المرة الأولى منذ اشتراكه في “فيس بوك” عام 2008 التي يتعرض فيها حسابه للتعطيل.

لكن ناصف ينوه إلى أن إدارة “فيس بوك” سبق وحذفت أخيرا “بوست” نشره على حائطه متعلق بفيديو تعذيب المواطن السوداني بالموصل في العراق.

ويوم الخميس الماضي طمأن مالك حساب “مونتي كاروو” متابعيه على “فيس بوك” بأنه تم تعطيل حسابه مؤقتا بعد حملة بلاغات، حيث أرسلت له إدارة الموقع رسالة للتحقق من صحة الحساب وهو إجراء معتاد للحد من الحسابات الوهمية.

وقبيل تعطيل حساب “مونتي كاروو” نشر ناصف معلومات متعلقة بأحداث داخلية طلاب جامعة أمدرمان الأسلامية التي وقعت يوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل طالبين، وكشف أن الأحداث تعود إلى تورط طالبين ينتميان للتيارات الإسلامية في “وضع مخل بالآداب”.

وطالما عزا صحفيون تميز زميلهم ناصف بالإنفراد بأخبار حصرية إلى علاقته التنظيمية السابقة بالإسلاميين الحاكمين في السودان منذ يونيو 1989، لكن ناصف يقول إن “العلاقة سواء كانت بإسلاميين أو قوميين أو علمانيين لا تصنع صحفيا ناجحا”.

ويضيف “ليس هناك جهات تزود الصحفي بالمعلومات وله أجر المناولة فقط.. هذا ليس صحيحا، ففي كثير من الأحيان تكشف الصحافة خبايا وأسرار كانت تريدها جهات كثيرة أن تظل طي الكتمان وأحيانا أخرى تعثر بالصدفة على طرف خيط يقودك من خلال البحث والتقصي لمعلومات تشكل نواة سبق صحفي”.

ووفرت صفتي المدون والصحفي لناصف منصة من الدقة والمصداقية، فضلا عن معالجة المعلومات التي يتحصل عليها في قوالب محكمة الصياغات الصحفية وتميز منتوجه عمن سواه من المدونين.

ويؤكد ناصف أن الإعلام الجديد وفر للصحفي منصات جديدة عبر وسائط التواصل الاجتماعي تمكنه من تجاوز الرقابة التي كانت مفروضة في الماضي على إنسياب وتدفق المعلومات وسهولة التواصل مع مصادر الأخبار.

ويرى أن الحماية التي يجدها بإقامته خارج البلاد “نسبية”، خاصة وأن العالم الآن يشهد تقاطعات سياسية مع مصالح الدول، يدفع ثمنها الصحفيون بالتضييق عليهم وحجب المعلومات خاصة في الدول التي لديها نسبة أعلى من انتهاكات الحريات الصحفية.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن مدونين سودانيين بالسعودية تعرضوا لمضايقات شملت التوقيف والترحيل إلى السودان، بطلب من حكومة الخرطوم.

ومن أحدث التعليقات التي بثها ناصف على حائطه في “فيس بوك” كانت بشأن ما ذكره الخبير المستقل لحقوق الانسان للسودان ارستيد نونسي في تقريره الذي سيقدمه لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان في سبتمبر الحالي حول أن الحكومة في تقريرها أكدت تجريد 76 ضابطا يتبعون لجهاز الأمن من حصاناتهم واتخاذ إجراءات الإدعاء بحقهم وإحالتهم للمحاكمة على أفعال إجرامية متنوعة خلال العام 2016.

ويعلق ناصف قائلا “هل سمعتم بأي ضابط تم رفع الحصانة عنه ؟ هل يعقل أن هناك 76 ضابطا يحاكمون ونحن لا ندري ؟”.

وعمد ناصف أخيرا أيضا إلى بث تسجيل صوتي على أجزاء للزعيم القبلي في دارفور موسى هلال، حوى رفضا لحملة جمع السلاح، وانتقادات بألفاظ قاسية للحكومة في الخرطوم وقياداتها الرفيعة.

ويقول ناصف إنه يمكن أن يتعرض لمخاطر متعلقة بطبيعة العمل الصحفي أكثر منه استهداف، بوصف أن الصحافة مهنة توصف دائما بأنها “مهنة البحث عن المتاعب”.

ويشير إلى تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين للعام 2016 الذي أحصى 93 صحفيا قتلوا نتيجة استهداف مقصود أو تفجيرات أو تبادل لإطلاق النار، كما لقي 29 صحفيا حتفهم نتيجة حوادث أو كوارث طبيعية، ليبلغ إجمالي عدد الوفيات 122 صحفيا.

سودان تربيون