عالمية

أثريون يكذبون دار الإفتاء بشأن فرعون موسى: لا يوجد دليل يثبت هويته

سادت حالة من السخط الشديد بين الأثريين، عقب إعلان دار الإفتاء أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى، وسخر البعض من التصريح باقتراح ضم “الإفتاء” لوزارة الآثار وتسميتها “دار الإفتاء الأثرية”.

وشن بعض الأثريين حملة كبيرة من السخرية على دار الإفتاء بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” واتهمها البعض أنها تفتي بدون علم في الشئون الأثرية.

وقال الدكتور محمد رأفت عباس، الباحث في علم المصريات، إن تدخل دار الإفتاء في شئون الآثار مثير للسخرية وذلك بعد ادعائها بأن الفرعون المعاصر لنبي الله موسى (عليه السلام) هو ملك مصر الشهير رمسيس الثاني أو ولده وخليفته الملك “مرنبتاح” أحد أعظم ملوك مصر القديمة.

وأضاف: ادعت دار الإفتاء أن هذا هو أرجح الأقوال عند علماء التاريخ والمفسرين، ولا أعلم عن أي علماء تاريخ يتحدثون وما دخل المفسرين بعلم المصريات ودراسة الآثار المصرية وهو علم له أصوله وقواعده العلمية والبحثية، خاصة أن ما يقال أو يثار في هذا الشأن لا يتوافق إلا مع ما تثيره وسائل الإعلام الصهيونية والدعاية التاريخية المضادة التي يتبناها الحاقدون على تاريخ مصر القديمة وحضارتها العظيمة، والتي جاء ما ذكرته دار الإفتاء المصرية ليؤيدها وليزيد الطين بلة”.

وتابع: إذا كانت دار الافتاء المصرية تهاجم بشكل دائم العديد من المفكرين والكتاب المصريين الذين يتحدثون عن بعض المسائل الفقهية في صميم العقيدة بحجة أنهم يتحدثون دون دراسة أو علم لقواعد الفقه الإسلامي وعلوم القرآن والحديث، فيجب عليها هي الأخرى أن تكف عن العبث بتاريخ وحضارة مصر القديمة وألا تورط نفسها في أكاذيب تاريخية وادعاءات تستهدف تشويه تاريخ مصر القديمة دون علم أو وعي خاصة إذا كان علم المصريات علم مستقل ومتشعب له أصوله وقواعده وعلماؤه وباحثوه وهم بالعشرات في مصر.

واستطرد: نتمنى أن يقتصر دور دار الإفتاء المصرية على محاولة إيجاد حلول للمشكلات المخيفة واللامتناهية التي يعاني منها المصريون اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفقا لقواعد الإسلام الحنيف بشكل جاد، بدلا من التصريحات العبثية وإقحام نفسها فيما لا يعنيها بأي حال من الأحوال”.

ومن جانبه قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، إنه لا يوجد دليل في الآثار يثبت هوية فرعون، حيث لا يوجد دليل واحد على وجوده في مصر، مؤكدًا أن إسرائيل والغرب عجزوا عن تحديد هوية فرعون موسى.

وأضاف حواس، أن هناك لوحة كتبها شاعر يمجد فيها ابن رمسيس الثاني، وأضاف بها كلمة شعب إسرائيل، كما أن فرنسا أخذت مومياء رمسيس الثاني لتثبت أنه فرعون موسى، ولم تستطع إثبات ذلك.

وتابع حواس: “طبقا للقرآن الكريم ممكن تقول إن فرعون مصر هو فرعون واحد فقط، ناس تقول إن رمسيس الثاني حكم 60 سنة، وهو الفرعون المذكور بقصة سيدنا موسى، وليس لدينا إثبات واحد على الناس دي”.

وأوضح “حواس”، أن الأنبياء ليس لهم ذكر في الآثار، قائلا: “لا بد أن نكون حريصين للغاية في هذا الموضوع، وعرفنا عن الهكسوس من خلال تلميذ في الكرنك”.

يذكر أن عصر الرعامسة هو تلك الحقبة التاريخية الشهيرة التي تشمل عصر الأسرتين التاسعة عشرة والعشرون من تاريخ مصر القديمة، في الفترة من 1308 إلى 1087 قبل الميلاد تقريبا، والذي أطلق عليه تلك التسمية نظرا لتولي أحد عشر ملكا يحملون اسم رعمسيس عرش مصر، بداية من رعمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشرة وحتى رعمسيس الحادي عشر آخر ملوك الأسرة العشرين وآخر ملوك عصر الدولة الحديثة.

ويعد عصر الرعامسة هو النصف الثاني من عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية 1570 – 1087 ق.م، الذي يشمل الأسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين، والذي يعد أزهى عصور تاريخ مصر القديمة على الإطلاق، حيث اتسم بالتوسع الخارجي والفتوحات العسكرية الكبرى والتقدم الحضاري الكبير في شتى مجالات الحضارة والعلوم والسياسة والفكر.

وشهد عصر الرعامسة العديد من الأحداث التاريخية المهمة والحاسمة في تاريخ مصر القديمة، كما شهد تواجد العديد من أهم ملوك مصر القديمة على الإطلاق الذين شادوا صرح الحضارة المصرية كالفراعنة العظام سيتي الأول ورعمسيس الثاني ومرنبتاح ورعمسيس الثالث، وفي هذا العصر شيدت الكثير من المباني الأثرية والتاريخية الخالدة التي تعد من العلامات البارزة في تاريخ مصر القديمة والتي لا يزال ينظر إليها العالم أجمع حتى وقتنا الحالي كتراث خالد للحضارة الإنسانية كمعابد الرمسيوم وأبو سمبل ومدينة هابو والعديد من أجزاء معابد الكرنك ومعبد الأقصر.

بوابة فيتو