رأي ومقالات

طارق شريف يكتب… قصة شيخ الإسلام في أمريكا

في العام 2010 سافر فريق من قناة النيل الأزرق يضم مدير البرامج آنذاك الأستاذ الشفيع عبد العزيز والمخرج لؤي بابكر صديق والمنتج والمخرج الطيب صديق، سافروا إلى الولايات المتحدة الأميركية لإنتاج فيلم وثائقي عن الشيخ ساتي ماجد، الرجل الذي يروي قصة التسامح الديني هناك.
الفكرة كان قد تقدم بها البرامجي المبدع الشفيع عبد العزيز للسفارة الأمريكية التي كانت قد طلبت من القناة تقديم فكرة برامجية للمنافسة بها من مع أفكار أخرى من عدة دول، وبعد منافسة حامية فازت الفكرة التي تقدم بها الشفيع عبد العزيز، وكيف لا تفوز فكرته وهو المبدع المسكون بالإبداع.. وما زلت أذكر عملي معه في فيلم وثائقي عن الزراعة في السودان قبل عدة سنوات بتمويل من منظمة (فاو)، كان من إنتاجي وتولى هو كتابة السيناريو وأخرجه الأستاذ خالد بابكر وأشرف عليه الأستاذ حسن فضل المولى، واندهش مدير (فاو) بالخرطوم (هولندي الجنسية) لحظة مشاهدة الفيلم الذي كان بعنوان (السودان أرض الفرص) وصفق بحرارة لجودة العمل.
مساء (السبت) الماضي كانت قاعة الصداقة تضيق على سعتها بجمهور عريض جاء لمشاهدة فيلم (ساتي ماجد شيخ الإسلام في أمريكا).. كانت أسرة ساتي ماجد حاضرة، وجاء الناس من كل حدب وصوب ليقفوا على الأصالة السودانية التي تجسدت في شيخ الإسلام في أمريكا. كان ساتي يجسد الإسلام بمعناه السامي، يدفن الموتى من المسلمين ويبني المساجد ويساهم في أعمال الخير، ويعبر عن التسامح الديني بود نبيل.
الفيلم نقل لنا صورة تنبض بالحيوية، وتميز بمستوى بحثي رفيع ونقل منهجي للأحداث.. الجنرال حسن فضل المولى هو مبدع يقف خلف هذا العمل وهو إداري محنك استطاع أن يعبر بالنيل الأزرق إلى مرافئ التواصل الخارجي.. وكان السيد وجدي ميرغني حاضراً في الاحتفال، وألقى كلمة ضافية، وهو مستثمر يستحق أن ترفع له القبعات لأنع ولج الاستثمار في مجال الإعلام المجال الذي تنخفض، بل تنعدم أرباحه المالية، ولكن ترتفع أرباحه الوطنية.
الفريق طيار الفاتح عروة شكل حضوراً أنيقاً، وألقى كلمة مزج فيها ما بين السياسة والإعلام وتحدث بلغة إنجليزية بهرت الخواجات، ورغم إعجابي بكلمة الفاتح عروة إلا أن قسم الاتصال المؤسسي في (زين) لم يوفق وهو يحول العمل وكأنه من إنتاج (زين)، والحقيقة أن العمل بتمويل كامل من السفارة الأمريكية و(زين) رعت حفل التدشين.. وحقيقة طريقة الرعاية في (زين) وهذا الصخب الذي تقدم به يحتاج إلى خطوات تنظيم.
من الملاحظات أن الفيلم الذي أنتجته النيل الأزرق فنياً، كل الفريق الذي أنتجه من خارج القناة الآن الشفيع عبد العزيز ولؤي بابكر صديق والطيب صديق، وهذا أكبر دليل على صدق نقدنا للقناة في مغادرة المبدعين لها، وهو أمر يستدعي الوقوف عنده.
عموماً.. أكد فيلم ساتي ماجد على قدرة المبدعين السودانيين على المنافسة خارج الحدود، وأكد أن أهل السودان هم أهل تسامح ديني، وأهل إنسانية، وأهل إحسان.. وساتي ماجد نموذجاً.

الأحداث.