رأي ومقالات

على الحكومة ألا تغتر بالقرار الأمريكي القاضي برفع الحصار الاقتصادي عن السودان ثم تقلب ظهر المجن لإرادة الشعب

كتب الراحل المقيم مصطفى محمود : ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيقة.. حتى ما نراه رأي العين، ونلمسه لمس اليد، ليس دائما هو الحقيقة.. نحن نرى الشمس بأعيننا تدور حول الأرض، لكن فالحقيقة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس..ونرى القمر في السماء يبدو كأكبر الكواكب حجما، مع أنه أصغر الكواكب حجما..وننظر إلى السماء على أنها فوق، وننظر إلى الأرض على أنها تحت، مع أنه لا يوجد (فوق ولا تحت)، فالسماء تحيط بالأرض من كل جوانبها..!!

::ثم يتعمق محمود في رحلة البحث عن الحقيقة : .. الوصول إلى المريخ أسهل من الوصول إلى حقيقة حياة وردة تتفتح كل يوم عند نافذة غرفتك..والوصول إلى نجم في متاهات الفضاء أسهل من الوصول إلى حقيقة همس في قلب امرأة على بعد شبر منك..بل إن عقولنا تزين لنا حتى عواطفنا، فنظن أن حب المجد يدفعنا والحقيقة أنه الغرور وحب الذات..ونظن أن العدالة هي التي تدفعنا إلى القسوة، في حين أن الذي يدفعنا هو (الحسد والحقد)..من يستطيع أن يقول لقد أدركت الحقيقة؟.. فالحقيقة الوحيدة في الدنيا هي إننا نجهل حتى ما يجري تحت أسماعنا وأبصارنا..!!

:: شكراً لمصطفى محمود..ولو عاش إلى يومنا هذا، لتأمل ما يحدث منذ أسابيع، وربما أضاف في قائمة تلك الأشياء غير الحقيقية ما يلي : فالمسماة بالعدالة في الغرب أيضاً ليست هي ( حقيقة الحدث).. فالحقيقة هناك دائما ما تكون ذات صلة بمصالح الغرب، وليست بالعدالة والحريات وحقوق الانسان وغيرها من الخزعبلات التي يخدعون بها شعوب العالم الثالث و (الأخير طبعاً)..والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء ثم (يتوجس أو يفرح)، أو كما كان حال مشاعر الناس في بلادنا منذ أسابيع ..!!

:: والمعلوم – حسب واقع الظلم في كل أرجاء الكون – أن عدالة الغرب إنتقائية للغاية، بحيث تغض الطرف عن ظلم (أقوياء العالم)، ثم ترصد وتترصد ظلم ضعفاء العالم.. وعليه، فأن القوة وحدها هي التي تصنع (إحترام الآخر) و( خوف الآخر).. قوة الإرادة الداخلية، قوة الإقتصاد، قوة المؤسسات، قوة القوانين، وغيرها ..وما لم تكن قوياً، فلن يحترمك الآخر – غربا كان أو غيره – حتى ولو كان سدة نظام الحاكم ملائكياً يوزع الحريات والحقوق بين الناس بالعدل والإحسان .. هذه هي الحقيقة..!!

:: وعليه، فعلى الحكومة ألا تغتر – بالقرار الأمريكي القاضي برفع الحصار الاقتصادي- ثم تقلب ظهر المجن لإرادة الشعب ( مصدر القوة) .. إرادة الشعب أقوى من أي قرار أمريكي، سلباً كان إيجابياً.. وما لم تتصالح الحكومة مع شعبها، فلن ينفعها التصالح مع الآخر، ولو كان هذا الآخر ( كل دول العالم)، وليس أمريكا فقط.. وما ليس خافياً، فأن الشعب يريد سلاماً شاملاً في ربوع البلاد، ثم إستقراراً سياسياٍ يبسط التداول السلمي للسلطة، ثم حرية لا تنتهك حقوق المواطن..أي كما فاوضت أمريكا حول (رفع العقوبات)، فعلى الحكومة أن تفاوض الحركات المسلحة وقوى المعارضة ثم تتصالح مع الشعب حول تلك (القضايا العالقة)..!!

بقلم
الطاهر ساتي

‫2 تعليقات

  1. أيها الكاتب لك التحية فيما يتعلق بالحقيقة فإن أقوى حقيقة هي معرفة الحق عز وجل ، وصفاته من إرادة وقدرة وسيطرة وحكمة وعلم وخلافه وعلى هذا يمكن أن تنبني كل معرفة وحقيقة تالية والله يدعو إلى الحق ويهدي السبيل.
    وأما فيما يتعلق بقضية رفع الحصار عن بلدنا الحبيب فأقول وبالله التوفيق ، أن صلاح البلاد والعباد تأتي في مقدمته محاربة الفساد والإهتمام المتعاظم بإدارة عجلة الإنتاج وزيادة الصادر. وقبل هذا وذاك الإدارة الرشيدة فنجاحها نجاح لكل العمليات في سبيل التقدم والتطور والنماء.
    ويمكن أن نضرب المثل في إدارات المدارس والجامعات والشركات والمشاريع وخلافه فإذا كانت ناجحة أعطت مردود إيجابي والعكس بالعكس ، فكذا إدارة الدول يجب أن تكون ناجحة ، ولكم في الإدارة الأميركية والدول الأوروبية والآسيوية مثال فيما يتعلق بمصالح شعبها.
    لا للمحسوبية ولا للجهوية.
    والله من وراء القصد

  2. عسكره النظام … رجوع السودان للاقاليم كما كان…الغاء مشروع المريسه…اعاده هيكله الجيش بنسب سكان كل اقليم كي يصبح جيش وطني يدافع عن البلاد والعباد….اعطاء كل القوي السياسيه ٣ سنوات لترتيب برامجهم ثم مسوده للدستور وعمل استفتاء …ثم انتخابات حره يراقبها المجتع الدولى وبالتالى مافي اي حجه للتمرد او انقلابات وبعدها يصع السودان كادوله ..,