حوارات ولقاءات

طالب بدعم الحكومة .. جلود: الدراما السودانية قادرة على إختراق الحدود

يظل الفنان عبد السلام جلود واحداً من نجوم الدراما السودانية، الذين قدموا الكثير من الأعمال التي رسخت في أذهان الجمهور، ومن المهمومين بقضايا المسرح، هو نجم كل المواسم من خلاله حضوره اللافت في الأعمال الدرامية التلفزيونية والإذاعية وخشبة المسرح، وحتى الفرق الكوميدية، جلود إلتقيناه في هذا الحوار الذي أجاب على أسئلته بكل الصراحة والوضوح:

* كيف يرى جلود واقع الدراما السودانية؟- واقع الدراما السودانية واقع مرير جداً، فنحن لدينا الكُتَّاب والممثلون والمخرجون، ولكن هناك مشكلة كبيرة في اختيارنا للنصوص واختيارنا أيضاً للممثلين، فهناك مجاملات تتم على حساب النص، وهذه المجاملات الكثيرة جعلت من واقع الدراما واقعاً متأرجحاً، ولكني أعتقد في حالة توفير الممثل الجيد، والنص الجيد، والمخرج الجيد، يصبح في مقدورنا تقديم دراما ممتازة جداً، قادرين على التنافس بها على مستوى العالم.* لماذا لم تستطع الدراما السودانية أن تبارح محطة المحلية ؟- الدراما التي تقدم في الفضائيات سواء أكانت دراما تركية أو هندية أو عربية أو غيرها الدولة المعنية تهتم بالدراما لأنها تعكس ثقافات البلدان، فإن اهتمت الحكومة السودانية بالدراما، لأنها الحل الأمثل لكل المشاكل لمشينا خطوات بعيدة جداً، وتقدمنا نحو التطوير، فنحن لدينا بلد غني باللهجات والقبائل وسحنات مختلفة، ولدينا مواد كثيرة يمكن أن نناقشها من خلال الدراما، وهذا يحتاج الى دعم، والآن الحكومة لا تدعم الدراما بشكل جيد والحرب القادمة ليست حرباً للبندقية أو السلاح، بل هي حرب ثقافات ولابد للحكومة أن تعي بدور الدراما الكبير في إرساء السلام، والقيم الجيدة، ورتق النسيج الإجتماعي، فالدراما تحتاج الى دعم ونحن كأفراد ليس في مقدورنا عمل شيء، سوى الاسكتشات الصغيرة والمنلوجات، ولكننا في حاجة الى دعم الحكومة، وتخصيص ميزانية للدراما حتى نستطيع إخراج أعمال ننافس بها عالمياً.

* لماذا توقفت حركة المسرح القومي بعد رحيل الفاضل سعيد؟- بعد موت الفاضل سعيد بفترة بعض المسرحيات لم تنجح، ولكن هناك عروض مميزة نجحت كمسرحية (نسوان برة الشبكة) للمخرج عماد الدين ابراهيم، وجدت هذه المسرحية إقبالاً جماهيرياً كبيراً، والآن نحن قمنا بعرض (تالتن ومخالطن)، بصحبة مجموعة رائعة من الدراميين لم تترك تالتن ومخالطن مجالاً للنقد، حتى أطلق عليها بعض النقاد اسم مسرحية (عودة الجمهور)، وأيضاً مسرحية (كتمت) وجدت حضوراً، والآن بقاعة الصداقة مسرحية (ملف سري) للأستاذ محمد نعيم سعد، وبهذا يرى الجميع أن هناك نهضة مسرحية والحمدلله.

* أين يجد جلود نفسه.. مع الجماعات الكوميدية أم الفرق المسرحية؟- إنني دارس للدراما وأهتم كثيراً بالمسرح والعمل الدرامي بشكل عام، سواء أكان إذاعياً أو تلفزيونياً أو مسرحياً، ولكن أن جاءتني عروض كوميدية لا أرفضها، فهو نوع من أنواع الفنون، ولكني أجد نفسي في المسرح تحديداً، وإن وجدت عرضاً مسرحياً ناجحاً يومياً أفضله على الباقي.

* متى نرى عملاً درامياً سودانياً تتبارى في بثه الفضائيات العربية؟- إن وجدنا دعماً حكومياً جيداً سننافس في سوق الفضائيات العربية والأفريقية.

*كيف ترى عرض (تالتن ومخالطن) في قطر؟- جاءتنا دعوة من وزارة الثقافة والرياضة القطرية دعوة باسمي فلبيناها، وقمنا بعمل ثلاثة عروض وكانت ناجحة جداً جداً، حضور جماهيري مميز جداً لم ينحصر على السودانيين فقط، بل كان حضوراً لمختلف الجنسيات من القطريين والعمانين والهنود، فقد كانت عروضنا بمهرجان كبير جداً اسمه (مهرجان الجاليات)، قدمت فيه كل من الهند وسلطنة عمان، والسودان عروضاً مسرحية، وأما فيما يتعلق بهذه الدعوة، فقد تم ترشيحنا لها، وذلك لأن تالتن ومخالطن كانت ذات حضور جماهيري كبير وأنيق، ومثلنا بها السودان خير تمثيل.

* المسرح يفتقد للنص الذي يناقش قضايا المجتمع؟- النصوص موجودة،(تالتن ومخالطن) كانت تناقش إحدى قضايا المجتمع، وهي قضية مشاكل الأزواج و(الضرات)، وهي إحدى القضايا المهمة التي تناقشها المسرحية، ومسرحية (كتمت) كانت تناقش قضية العطالة بين الشباب الخريجين، والآن مسرحية (ملف سري) تناقش قضية دار المسنين والعجزة الفاقدين للرعاية.

* رفع العقوبات الأمريكية عن السودان ..هل سيضيف للحركة الدرامية؟- رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان سيساهم في دفع الحركة المسرحية، بداية بنقص أجور المسارح والقاعات، فاليوم إيجار قاعة الصداقة لا يقل عن مبلغ (12) ألف جنيه، وإن سار موضوع رفع العقوبات بشكل جيد سوف تقل هذه الأجور، ويصبح في مقدور الجميع إنتاج وتقديم العديد من الأعمال الدرامية، فبمجرد أن يعم الأمن والرخاء والعيشة الهنية في الدولة، سينعكس هذا على المواطن، وبهذا سيحرك من حركة الدراما في السودان وسيعود جمهور المسرح القديم لحضور مثل هذه العروض والمسرحيات الرائعة.

* أخيراً ماذا يقول جلود؟- نتمنى أن تهتم الدولة بالثقافة بشكلٍ عام، والدراما بشكلٍ خاص فهي الماعون الكبير الذي يجمع كل الفنون الجميلة بداخله، وهي التي تُعرف وتعكس السودان بعاداته وتقاليده للدول الأخرى فهي التي تدعي للسلام والمحبة وترك الأشياء السالبة بصورة جميلة يستسيقها الجميع، وأخيراً: أشكر صحيفة آخرلحظة الرائعة التي أتاحت لي هذه المساحة الجميلة للحديث حول حال الدراما بالسودان، والتحية لكل قرائها ولكل محبي المسرح والدراما السودانية بكل مكان.

حوار: نشوة أحمد الطيب
صحيفة آخر لحظة