أزمة وقود في اليمن ومطالبات دولية بفك الحصار
وصفها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأسوأ أزمة إنسانية في العالم تلك هي الأوضاع في اليمن الذي تستجدي فيه البطون الجائعة لقمة العيش ولا تجدها إلا نادرا اشتعلت نار الحرب المتفاقمة منذ نحو ثلاثة أعوام ولا تزال تفشت بسبب ذلك الأوبئة وتردت الأوضاع الإنسانية وتكدست الأجساد المريضة في المستشفيات التي لا توفر لها دواء ولا بلسم تجاوزت حالات الإصابة بالكوليرا تسعمائة ألف حالة وفق منظمة الصحة العالمية وتفشت أمراض مزمنة أخرى لغياب الأدوية والمعدات الطبية بلغ الوضع حافة الكارثة زادها تعقيدا غلق التحالف بقيادة السعودية منافذ اليمن الجوية والبرية والبحرية سواء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي أو التي تتحكم بها قوات الشرعية وهو ما يعتبره اليمنيون على مختلف توجهاتهم عقابا جماعيا غير قانوني حجة التحالف في الغلق كانت قطع الطريق على تدفق الأسلحة من إيران إلى الحوثيين عقب اعتراض الدفاع الجوي السعودي صاروخا بالستيا شرق مطار العاصمة الرياض السبت الماضي في اليوم التالي لقرار غلق الموانئ والمطارات والمنافذ تقطعت أوصال اليمن جفت خزانات الوقود وتوقفت حركة المركبات والسيارات وغابت الكهرباء بعد توقف مولداتها لا تتوقف الحياة وجهود الإغاثة أو تكاد جاءت المناشدات السريعة طالبت الأمم المتحدة التحالف بقيادة السعودية السماح بدخول الغذاء والوقود لليمن لتجنب كارثة إنسانية ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إبقاء جميع الحدود مع اليمن مفتوحة للسماح بإدخال الإمدادات الغذائية والصحية والطبية للسكان في المقابل أشادت الولايات المتحدة بالمملكة العربية السعودية ما سمته فتح دور إيران في اليمن وتزويد طهران للمسلحين الحوثيين بأنظمة صاروخية لكن الصوت وزارة الدفاع الأميركية لم يتناغم هذه المرة مع صوت مجلس النواب الأميركي الذي وافق على مناقشة مشروع قرار بوقف الدعم الأميركي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب على مليشيا الحوثي وقوات صالح في اليمن يطالب مشروع القرار بوقف الدعم العسكري والاستخباراتي الذي تقدمه الحكومة الأميركية للسعودية وحلفائها في هذه الحرب كما يشترط موافقة الكونجرس المسبقة على أي مشاركة أميركية في العمليات العسكرية في اليمن مشروع قرار يعد الأول من نوعه فيما يتعلق بالحرب في اليمن فإلى أي مدى ستدفع تحذيرات المنظمات الدولية وواشنطن إلى تبني مثل هذا القرار أم أن العلاقات الأميركية السعودية المتميزة ستبقى فوق كل ما من شأنه أن يعيقها في ظل توافق تام بين واشنطن والرياض على تحجيم الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
الجزيرة.