رأي ومقالات

الآن في مشروع الجزيرة يتم زراعة قرابة ال 200 ألف فدان بالقطن دون أن تدفع الحكومة جنيهاً واحداً.. على الحكومة أن تساعد بالسكات والموية الباردة

من الميزانية التقليدية للميزانية المجتمعية
الانتقال من الميزانية التقليدية للميزانية المجتمعية يتطلب الوعي والمعرفة بالامكانات الهائلة التي يتمتع بها المجتمع خارج القطاع الحكومي. ونعني بذلك إمكانيات القطاع الخاص (داخلي وخارجي)، وإمكانيات تنظيمات المنتجين، والحرفيين، والجمعيات التعاونية الإنتاجية، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية النابعة من المجتمع والعائدة اليه.

ما في زول يقول الكلام دا كلام نظري ساكت، الآن في مشروع الجزيرة يتم زراعة قرابة ال 200 ألف فدان بالقطن دون أن تدفع الحكومة جنيهاً واحداً فيها. وسوف تنتج انتاجاً هائلاً تم التعاقد بالفعل على تصديره للخارج بأسعار مجزية جدا لكل الشركاء (المنتجون والممولون والمستوردون). مفهوم الزراعة التعاقدية يعمل الآن في كل أنحاء السودان بكفاءة عالية جداً. على الحكومة أن تساعد بالسكات والموية الباردة. والموية الباردة المطلوبة هي السيطرة على سعر الدولار الجامح. لكن هذا موضوع ثاني نتطرق له في مقال قادم بإذن الله.

ان الانتقال من الميزانية التقليدية إلى ميزانية الأهداف الكبرى يستدعي العمل بوسائل جديدة هي: الشراكة مع القطاع الخاص P.P.P ، تشجيع قيام شركات المساهمة العامة، الشراكات المجتمعية بتشبيك الجمعيات التعاونية وصغار المنتجين مع البنوك والكيانات الكبيرة في القطاع الخاص، حث المسئولية الاجتماعية للشركات.

وحول هذه الوسائل يقول د.الصاوي يوسف طبيب وصحفي : قضية مساهمة المجتمع قضية كبيرة جدا وأساسية، خاصة مع ضعف تحصيل الضرائب. المطلوب ايجاد صيغة تحفز المجتمع للمشاركة الفاعلة في النشاط الانتاجي، الان نصف المجتمع وهو الشباب يقف عاطلاً بالسنين في انتظار الوظيفة الحكومية، في حين توجد ملايين فرص العمل الكامنة في مبادرات الاعمال الانتاجية المختلفة، وتلك الاعمال الصغيرة هي التي يعول عليها في تحريك الاقتصاد، وزيادة الناتج القومي، واشباع السوق المحلي، ورفع قيمة الصادرات، وبالتالي دعم الميزان التجاري، وزيادة قيمة العملة الوطنية.

أما د. التجاني حسن المشرف فيقول: المسئولية المجتمعية قصة نجاح كبيرة في العديد من الدول مثل حالتنا. يمكن عمل مقارنة مع بعض الدول يمكن من خلالها الوقوف على المشروعات المجتمعية التي أنجزت بدءاً من مستويات رفع الوعي في قضية من القضايا مثل تطعيم الأطفال ضد أمراض الطفولة ، إدراج كل الأطفال في سن الدراسة في المدارس ، وترتفع الوتيرة حتى إقامة مشاريع البنيات التحتية على قاعدة التوافق والاتفاق على أولويات المجتمع المحدد .

الأستاذ أحمد الفضل محجوب يضيف: للاسف لازال المفهوم عند صانعي القرار وواضعي السياسات فطير جدا ولا يعدو كيلومترات من الطرق وكباري علي حواف المدن هنا وهناك، اما موضوع اهداف التنمية المستدامة وجدول اعمال 2030 فهي عندنا إجراءات مكتبية روتينية لم تصل لمرحلة اعداد الاطار الوطني، ووضع استراتيجية لتوطين تنفيذ الأهداف، والمحصله تراجع في المؤشرات والنمو، وزيادة في معدلات الفقر والبطالة. علينا العمل وفق الرؤى الجديدة للتنمية. والله الموفق.

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الشركات الوطنية المساهمة !!! لماذا الوصول إلى هذا الاختراع بكل هذا التأخير .. لماذا السكوت على الاحتكار والاحتكار حتى وصل الامر للعصيدة ومديدة الدخن وحطب الدخان .. بأي عقل نصدق أن حتى قوت الشعب الذي أصبح القمح محتكر ويكسر الدولار لاستيراده ونعجز عن زراعة ما يكفي أو حتى نصف ما نستهلك .. من الذي كان يستهبل في وزارة الاستثمار ويرهن ويبيع كل الاراضي لزراعة العلف للاستثمار الخارجي .. من الذي كان يستهبل ويستهل خطابه بأخطاء ويعد بجذب مليارات الدولارات من المغتربين في حالة عومنا الجنيه .. من الذي كان يستهبل والحكومة تصدق أن المغتربين راقدين فوق عملة صعبة مخزنة في انتظار السادة الخبراء والعلماء بالاذن لهم بالدخول متى راق المزاج وتم الاكتفاء من الاحتكار .. متى الذي كان يستهبل ويقدم للمغتربين قطع اراضي (فاخرة) بالقطينة جوار المطار الجديد وبحدود شمال كردفان وبالوادي الاخضر وتسوق لهم بالوفود للبيع باعتبارها فرصة .. من الذي يستهبل حتى الان ويواصل في مسرحية القبول للتعليم العالي لابناء المغتربين بالدولار وبالجزارة لشهادتهم العربية وحتى في هذا الموضوع الهام والوضع المحرج للطلاب بالخارج لا السفارات ولا القنصليات تنبه عن خطورة الامر ولا الحكومة تنتبه أن لديها موارد كبيرة ضاعت بالخارج من أجل الهجرة للجامعات بماليزيا والصين وباكستان والاف الطلاب اليوم يشدون الرحال للدراسة والحكومة تبارك خطوات جهاز المغتربين خاصة في نقل المعرفة واقامة المؤتمرات واللقاءات في مواضيع لا علاقة لها بالمغتربين .. تبارك كل هذه الاخطاء وتعتبر نسيان الجماعة بالخارج مخارجة من خدماتهم وتقديم حقوقهم بعد القيام بالواجب .. تبارك كل هذه الاخطاء وتقول بركة الجات منكم.