طب وصحة

هل يمكن أن نعود شبابا؟ .. عالم سويسري يجيب

في طريقه إلى مكتبه، يمر البروفيسور السويسري، جاك بروست، بجوار ساعة رملية ضخمة تتوسط شرفة طويلة داخل واحد من أكبر مراكز مكافحة الشيخوخة في العالم، فعمله يتركز على كيفية إبطاء الأثر الذي تتركه هذه الساعة على حياة الناس.

وأسس البروفيسور الرائد في طب الشيخوخة مركز نيسينز لمكافحة التقدم في العمر، كجزء من مشفى “كلينيك دو جينولييه” على أطراف جنيف منذ 20 عاما، وهو واحد من عشرات المراكز التي تحتضنها سويسرا وتعمل في مجال تحسين الصحة في مراحل العمر المتقدمة.

ويقول بروست، وهو في العقد السابع من عمره، لـ”سكاي نيوز عربية” إن خلايا الجسم تواجه مشكلة مع التقدم في السن، في تجديد نفسها، وهو ما ينتج عنه مظاهر الكبر مثل التجاعيد وتراجع اللياقة البدنية ووظائف أعضاء الجسم.

وأوضح أنه يعمل مع فريق كبير من الأطباء والباحثين في جامعات سويسرية من أجل تطوير أساليب تساعد الخلايا على تجديد نفسها، مما يبطئ من ظهور علامات وآثار التقدم في العمر.

ويبدأ بروست وفريقه الطبي العمل بإحالة المرضى إلى أقسام الفحص المختلفة لعمل التحاليل وتقييم حالتهم إكلينيكيا، من أجل تحديد أنسب طرق العلاج والمتابعة.

ويعتمد المركز الطبي على أحدث التقنيات المخبرية في تقييم الحالات الصحية ووضع خطط علاج ملائمة لكل حالة.

لغز الشيخوخة

ويعتبر بروست أن الشيخوخة لا تزال لغزا علميا، مشيرا إلى أن “بعض الناس لديهم مقاومة وراثية إلى حد ما للشيخوخة، ومعظمهم ينهون حياتهم في سن متقدمة جدا، دون إصابتهم بأمراض الشيخوخة..”.

“لكن من ناحية أخرى، فإن آخرين تظهر عليهم أعراض الشيخوخة سريعا، ويتوفون في سن مبكرة”.

ويرى بروست أن الاستعدادات الوراثية تلعب دورا كبيرا في ذلك، لكنه يؤكد أيضا أن أنماط الحياة والسلوكيات الفردية من شأنها أن تبدد رأس المال الصحي.

وعلى سبيل المثال، فإن ارتفاع ضغط الدم المفرط، وزيادة الوزن، والإفراط في التدخين وارتفاع الكوليسترول، تشكل عوامل خطر تعمل على الوصول للشيخوخة المبكرة من خلال الإضرار بالقلب والأوعية الدموية.

ويوضح بروست أن الدراسات الطبية أثبتت أن الضغط والتوتر يغيران في ديناميكية الهرومونات في الجسم، “لذا ننصح الناس بتغيير العادات اليومية لتجنب التوتر”.

نمط حياة صحي

ويعتقد بروست أنه يمكن إعادة صياغة تعريف الصحة الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية عام 1946، بالقول إن الشيخوخة الناجحة هي حالة كاملة من اللياقة البدنية والعقلية والاجتماعية، فهي لا تتكون فقط في غياب المرض أو العجز.

ويتميز هذا التعريف، بحسب بروست، بإبراز مفهوم “اللياقة” فيما يتعلق بالجوانب النفسية والاجتماعية والجسدية على السواء. وبالتالي، فإن “الشيخوخة السعيدة هي شيخوخة تتكون من هذه الأبعاد الثلاثة”.

وتتركز مهمة بروست على مساعدة الأفراد لتبني نمط حياة صحي، قائلا إن “التمارين الرياضية مع النظام الغذائي الصحي هما أساس الحفاظ على الصحة والوقاية من آثار الشيخوخة”.

ويواجه الطبيب السويسري سؤالا متكررا من المتعاملين مع المركز بشأن إمكانية أن تساعدهم التقنيات المستخدمة في إستعادتهم لشبابهم.

ويقول بروست:”نشرح للناس أنهم لا يمكن أن يعودوا صغارا في السن، لكن يمكنهم بكل تأكيد إبطاء تأثير الزمن على صحتهم”.

ويبلغ متوسط عمر الفرد في سويسرا 83 عاما، وهو من أعلى معدلات الأعمار في العالم بسبب التوعية الصحية وتطور الخدمات الطبية.

 

سكاي نيوز