سياسية

إزالة السودان من قائمة الإرهاب.«الخرطوم» و «واشنطن» . . خطوات «بطيئة» نحو التطبيع

ورغم أن السودان لا يزال ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب وفق التصنيف الأميركي، الا ان دوائر القرار في الخرطوم تبدي تفاؤلا ملحوظا بقادمات الايام مع توقعات بحدوث اختراق فعلي في الملف.
وكشف وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندورعن اتفاق مع واشنطن علي تبادل وثائق لرفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال غندور في حوار مع تلفزيون «بي بي سي» بثه مساء الأحد ان « السودان اتفق مع الجانب الأميركي علي تبادل الوثائق لبناء استراتيجية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب خلال الاسابيع المقبلة للاتفاق علي مسارات اخري في اطار الجولة الثانية من المحادثات بين الخرطوم وواشنطن».
محادثات في يناير
وزارة الخارجية سبقت وان اقرت بان المحادثات بينها والادارة الامريكية ستستأنف عقب اعياد الكريسماس ورأس السنة باعتبار ان هذه الفترة تكون الدول الغربية في حالة اجازة.
وقال مدير الادارة الامريكية بوزارة الخارجية السفير صديق محمد عبد الله في تصريح سابق لـ»الصحافة» ان السودان بدأ حوارا مع الادارة الامريكية بشأن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بزيارة نائب وزير الخارجية الامريكي في نوفمبر الماضي، متوقعا استئناف الحوار في يناير المقبل. منتصف نوفمبر الماضي بدأت جولة جديدة من المباحثات بين السودان والولايات المتحدة تستهدف رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب والتطبيع الكامل وأقر الطرفان خطة مسارات جديدة للمرحلة الثانية من الحوار. و يعترف مسؤولون أميركيون بأن السودان أبدي تجاوبا وتعاونا كبيرا مع الولايات المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب، الا أن ذلك لم يكن كافيا لازاحته من اللائحة السوداء.
وعود أمريكية
الادارة الامريكية بدأت خطوات جادة بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، افادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الولايات المتحدة تدرس رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة تؤشر علي تحول في العلاقات بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان قوله في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم في نوفمبر الماضي، ان الولايات المتحدة مستعدة للنظر في ازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب اذا واصل تقدمه في عملية مكافحة الإرهاب وحقوق الانسان وقضايا أخري رئيسية. وقال سوليفان انه أثار تلك القضايا مع المسؤولين السودانيين أثناء زيارته الخرطوم التي استغرقت يومين. ونوهت نيويورك تايمز الي أن التوجه الأميركي تجاه السودان بدأ ابان ادارة الرئيس السابق باراك أوباما، في مفارقة نادرة تعكس استمرار حكومة الرئيس الحالي دونالد ترمب في نهج اختطه سلفه.
توجسات سودانية
وتخلت الخرطوم عن توجسها تجاه واشنطن، بأمل أن يشهد العام 2018 تطبيعا كاملا لعلاقة العاصمتين. ولكن مراقبين يرون أن تقديرات حصاد الحقل، قد لا تتوافق مع حصاد البيدر، وأن الطريق ما يزال معقدا وطويلا، رغم أن «كل شيء ممكن في عهد دونالد ترمب». ورغم ذلك خطت «الخرطوم» خطوات من اجل تسريع خطوات رفع اسم السودان من هذه القائمة السوداء، أكدت الحكومة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كوريا الشمالية في بادرة انها أسعدت واشنطن، حسب صحيفة نيويورك تايمز. واكد نائب وزير الخارجية الأميركي سوليفان للصحفيين ان بلاده ستواصل العمل مع السودان من أجل رفع اسمه نهائيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب استنادا الي سجل حكومة الخرطوم في هذا الاتجاه. ومع ذلك، فقد ذكر المسؤول الأميركي أن واشنطن ستواصل الضغط علي السودان في قضايا تخص حقوق الانسان، وقال في هذا الاتجاه «ثمة ضرورة لاحراز تقدم ذي مغزي في تلك الأمور، بما في ذلك الحرية السياسية والحرية الدينية اللتين نراهما نحن الأميركيين من الأهمية بمكان».
توصية «كفاية»
منظمات الضغط الامريكية تلعب دورا كبيرا في اتجاهات السياسية الأمريكية لاسيما حينما يكون القرار بيد الكونغرس، فاوصت منظمة «كفاية» الأميركية المناهضة للسودان الادارة الامريكية بأن تشمل مفاوضاتها مع السودان لازالة اسمه من قائمة الإرهاب، وضع تدابير جديدة لوقف انتهاك الحريات الدينية وتحجيم ما اسمته الجماعات المتطرفة بالبلاد.
ورفعت واشنطن في أكتوبر الماضي عقوبات اقتصادية عن الخرطوم استمرت 20 عاما، ويجري الطرفان مفاوضات لازالة اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
التسريع برفع اسم السودان من القائمة
السودان طالب الولايات المتحدة الامريكية بالتسريع لازالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وطالب نائب رئيس مجلس الوزراء السوداني، وزير الاستثمار مبارك المهدي خلال جلسات المنتدي الاقتصادي بين الحكومة السودانية ومجلس الشركات الأمريكية المعني بافريقيا الذي انعقد بالخرطوم الشهر الحالي، طالب واشنطن بتسريع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكدا أن الخرطوم قامت بأكثر مما طلب منها لازالتها من اللائحة السوداء. كما طالب المهدي الولايات المتحدة بالضغط علي الفصائل المسلحة التي تحاربها الحكومة السودانية بعد ان اتهمها بتعطيل خارطة الطريق لاكمال السلام بالبلاد.
وأكد القائم بالأعمال الأميركي لدي الخرطوم، استيفن كوتسيس في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمنتدي، أن بلاده ستعمل مع السودان لرفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ودعا الحكومة السودانية «لتوفير بيئة مواتية لفض النزاعات والعمل علي استتباب الأمن والسلم».
ورفعت واشنطن في أكتوبر الماضي عقوبات اقتصادية قاسية عن الخرطوم استمرت 20 عاما، لكن السودان لازال علي قائمة أميركية لدول تقول واشنطن انها ترعي الإرهاب، وهو ما يترتب عليه عقوبات أخري. ويعتبر الغاء العقوبات الاقتصادية علي السودان أحدث خطوة من سلسلة خطوات اتخذتها الدولتان لتحسين العلاقات الثنائية.

الصحافة.