مع معتمد سواكن ..الحكومة لم تبِع سواكن لتركيا
* كثير من الجدل أثير حول زيارة الرئيس التركي رجب طيب أورودغان لمدينة سواكن، في زيارة للسودان الأسبوع الماضي، وراجت أنباء عن بيع السودان مدينة سواكن لتركيا، الأمر الذي أثار مخاوف مصر، باعتبار أن الخطوة تعتبر بداية لتمدد نفوذ أوردوغان في المنطقة، وإنشاء قاعدة عسكرية بها، مما يهدد المصالح المصرية.
(آخر لحظة) جلست مع معتمد سواكن خالد سعدان أحمد واستفسرته حول حقيقة الأمر ووضعت أمامه العديد من الأسئلة حول الزيارة، وعن الاتفاقيات التي تخص محلية سواكن وأثر ذلك علي المواطن، وكذلك تطرقت إلى ملف الخدمات بالمحلية.. فكانت هذه الإجابات الواضحة والصريحة في الحوار التالي:
تركيا بدأت في ترميم الجزيرة قبل عامين
أكملنا تخطيط المدينة ونرصد محاولات تهريب البشر
زيارة أوردغان للمحلية تاريخية ولها مابعدها
* كيف تقرأ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أرودغان التاريخية إلى ولاية البحر الأحمر و محلية سواكن؟
– زيارة الرئيسين عمر حسن أحمد البشير ورجب طيب أورودغان إلى سواكن هي زيارة تاريخية ولها ما بعدها بالتأكيد، وهو تنفيذ الاتفاقيات كما عهدنا من الحكومة التركية، وهم فعلياً بدأوا في إعادة وترميم الآثار بجزيرة سواكن منذ 2015م، والذي اكتمل فيها الجزء الأكبر الآن، وهي مبنى الجمارك والمسجد الشافعي والمسجد الحنفي، والآن سوف يتم ترميم بقية المباني القديمة، والتي كانت في الأصل مباني إدارة جزيرة سواكن، وهي مباني المحافظة، بالإضافة إلى إعادة مشروع ممتاز باسا لزراعة القطن، وهذا يجعل من الزيارة مدخلاً للتنمية الاقتصادية من ناحية تجارية وسياحية .
* ما الفائدة الاقتصادية التي تجنيها المحلية من خلال تنفيذ هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم؟
– أولاً عملية إعادة الترميم وإعادة بناء المباني القديمة بجزيرة سواكن، استوعبت عدداً كبيراً من المواطنين الحرفيين والعمال العاديين، الذين عملوا في المشروع (بنائين ونقاشين ونجارين وعمال) وحتى سائقي النقل بمختلف أنواعه ساهموا في نقل المواد للمشروع، بالإضافة إلى حركة البيع والشراء في الأسواق وتدفق الأموال، وأيضاً نتوقع لمشروع ممتاز باشا الزراعي القطني أستيعاب المزارعين، وبالتالي شريحة أخرى من المواطنين، سيعود عليها المشروع بالفائدة الاقتصادية، ولا ننسى أن المنطقة سوف تكون واجهة سياحية في منطقة الآثار، بالتالي هي كذلك ستوفر فرص عمل في التشغيل للشباب لملء الوظائف.
* هنالك عدة اتفاقيات تمت بين تركيا وحكومة البحر الأحمر ما هو نصيب محلية سواكن؟
– تمت اتفاقيات في مجالات أخرى غير مجال السياحة، وحسب اللقاء الذي تم بين الرئيسين البشير وأورودغان داخل المسجد الحنفي بجزيزة سواكن تم التأكيد على إدارة وترميم تركيا لجزيرة سواكن، بالإضافة إلى إعادة مشروع زراعة القطن عبر شراكة استراتجية ذكية
* هنالك حديث في بعض الفضائيات العربية ووسائل أعلام عن بيع حكومة السودان جزيرة سواكن للحكومة التركية ماهي الحقيقة ؟
– هذا غير صحيح حكومة السودان لم تبع جزيرة سواكن ولا ميناء سواكن، الاتفاقية واضحة وهي أن تكون الإدارة لعملية الترميم وأعادة البناء للآثار الموجودة في الجزيرة لحكومة تركيا عبر منظمة، وبعد انتهاء فترة الترميم وإعادة البناء إدارة المنطقة سوف تكون سودانية خالصة
* حدثنا عن الخدمات في محلية سواكن، هنالك شكوى من المواطنين عن انتظارهم للكهرباء وشبكة المياه وتأهيل المستشفى والاهتمام بالصحة والتعليم ؟
من حق المواطن في محلية سواكن أن ينعم بكافة الخدمات، مثل الكهرباء والمياه والتعليم والصحة، ونحن بحسب مشروع تنمية وإعمار الشرق الآن سوف تصل شبكة الكهرباء إلى سواكن في مارس 2018م، وبالنسبة للمياه تم الانتهاء من محطة الخط الناقل من سد هندوب إلى سواكن وسوف يكتمل العمل لتوصيل الشبكة الداخلية للمدينة في 2018م، وفي مجال التعليم نحن حصلنا على الدرجة الأولى بين المحليات العشربالولاية، ولدينا 37 مدرسة أساس و7 مدارس ثانوية، وهنالك كورسات لتدريب المعلمين، وفي مجال الصحة لدينا مستشفى عام به كل التخصصات، بالإضافة إلى 9 مراكز صحية تقدم فيها خدمات التأمين الصحي
* لكن هنالك حديث للمواطنين عن انتشار الحميات وعدم توفر الأدوية، علماً بأنه لا توجد في مدينة سواكن سوى صيدلية واحدة ؟
– الحميات موجودة لا ننكرها، لكن هي فصلية بحسب موسم تغير الفصول، وهي من أثر تغير الجو، والعلاجات متوفرة في المستشفى، وبالنسبة لعدم وجود الصيدليات بمدينة سواكن هذه ملاحظة جيدة، لكن أعتقد أن هذا مسؤولية القطاع الخاص الذي أحجم عن إنشائها، وسوف نبحث هذا الأمر مع رجال الأعمال بالمحلية، لملء هذا الفراغ والاحتياج، ورغم ذلك هناك أدوية متوفرة بالمستشفى العام.
* ماهي شروط الاستثمار بالمحلية، خاصة وهي مقبلة على إعمار وأعادة بناء ؟
– كل الشروط متوفرة في وزارة الاستثمار بولاية البحر الأحمر، وفيها كل الخرط للمناطق التي يمكن أن يتم فيها الاستثمار، والآن لدينا فنادق تشيد على درجات عالية من الفخامة، كذلك المطاعم ومناطق السياحة.
*هناك شكاوى من عدم تسهيل سفر الحجاج ونقل البضائع عبر ميناء سواكن وميناء عثمان دقنة ؟
– نحن ننسق تنسيقاً كاملاً مع إدارة الحج والعمرة، والوقوف على الوكالات والفنادق، وهنالك لجنة مشتركة من الجمارك والشرطة والمحلية وميناء دقنة في تطور دائم من قبل هيئة الموانيء البحرية، وقد تم افتتاح صالة أسرة المغتربين بواسطة السيد نائب رئيس الجمهورية، وجاري العمل على استكمال أكبر صالة للركاب، وبالنسبة لميناء صادر المواشي يصدر عبره أكثر من ستة مليون رأس من المواشي.
* لاحظنا خلال زيارتنا أن هنالك تراكم لأحجار المباني القديمة داخل بعض الأحياء، خاصة حي القيف، ماهو دوركم في تخطيط المدينة وفتح الشوارع ؟
– هذا سؤال ممتاز وأبشرك بأكتمال خطة لفتح الشوارع الآن بكل الأحياء، وأشير إلى أن الناس لا تعلم عن أرض سواكن شيئاً، فأرض سواكن كلها أراضي ملك حر، لذلك تم تكوين لجنة لتخطيط الأراضي الملك الحر، فمثلاً منطقة «مندارا» تنتظر التخطيط لأكثر من خمسين عاماً، والآن تم الاتفاق على تنفيذ التخطيط لكل المنطقة، وفتح الشوارع، وبالتالي بناء المساكن بطريقة حضارية، مع رصف كل الطرق الداخلية للمنطقة، وسوف تستمر اللجنة برئاسة مولانا أبو الفتح قاضي المحكمة بولاية البحر الأحمر وعضوية التخطيط العمراني، ومحلية سواكن، وإذا تم التخطيط نعتبر هذا إنجازاً كبيراً لتقديم الخدمات للمواطنين
*ماذا عن الأمن بالمحلية، خاصة وأن المحلية لها شاطيء كبير، وهنالك عمليات تهريب للبشر محتملة؟
– نحن حدود محليتنا مع محلية طوكر جنوباً، ومع محلية سنكات غرباً وشمالاً مع بورتسودان، والحمد لله المحلية آمنة رغم وجود المحلية على ساحل كبير، لكن هنالك حرس السواحل والقوات البحرية والأمن البحري كلهم موجودين للتصدي لأي تسلل لتهريب البشر.
اخر لحظة
الأرتيقة والإمارة سواكن
كان علم الدين بن أحمد (باسوفير) بن علي بن عبد الله الداعي أول أمير من الأرتيقة على سواكن وذلك بأمر من الظاهر بيبرس البندقداري عام 664 هـ بعزل الأمير البلوي آنذاك وتعيين علم الدين عليها فحكمها خمسون عاما فدانت البلاد لحكم هذه الجماعة من أهل السلطة والقضاء والتجارة. وكانت هناك علاقة صداقة بين شريف مكة محمد نجم الدين أبي نمي الأول وأمير سواكن علم الدين وختمت هذه العلاقة بالمصاهرة فقد تزوج شريف مكة أبونمي من ابنة صديقه أمير سواكن علم الدين وأنجب من هذه الزيجة زيد الأصغر بن أبي نمي.ولكن زيد هذا عاش في كنف جده لأمه علم الدين في سواكن وقد ذكره النسابة ابن عنبة المتوفي عام 828 هـ في كتابه (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) حيث قال ((عز الدين زيد الأصغر بن أبي نمي ملك سواكن وكانت لجده لأمه وهي من بني الغمر بن الحسن المثنى)).
ثم بعد ذلك صدر أمر من السلطان المملوكي بتعيين زيد الأصغر بن أبي نمي حاكما على سواكن عام 719 هـ فحكمها عامين ثم ذهب إلى العراق وأصبح نقيب الطالبيين هناك ودفن بالنجف.
عادت الإمارة مرة أخرى لقبيلة بلي القضاعية بعد زيد بن أبي نمي لفترة ثم عادت مرة أخرى للأرتيقة بقيادة عبد الله بوش الأرتيقي.
بعد رجوع الإمارة للأرتيقة حكموا سواكن قرونا متواصلة حتى أيام الاستعمار البريطاني الذي حارب الأرتيقة لوقوفهم ودعمهم للثورة المهدية وتأيديهم للمجاهد عثمان دقنة, فقام الإنجليز بإلغاء الإمارة فأصبحت عمودية ثم قام المستعمر ببناء مدينة بورتسودان عام 1905ميلادي وقطع السكة الحديد عن سواكن وتوصيلها ببورتسودان واعتماد بورتسودان كميناء رئيسي للسودان فهجرت سواكن وأصبحت مدينة أشباح.