إسرائيل تطلب مساعدة حزب الأمة لوقف انضمام السودان للجامعة العربية..يتبع (5)
(إذاعة القاهرة تبث تقارير منذ عدة أيام تتحدث عن إنضمام وشيك لبلادك للجامعة العربية. بإمكانك أن تتخيل أن هذه المسألة مخيبة جداً لآمال شعبنا في الداخل ولكنهم مازالوا يأملون في أن يتمكن أصدقاءنا من منع هذه الخطوة. سنرحب باي جهد تستطيع القيام به في هذا الإتجاه).
كانت اللغة المستخدمة في خطاب الإسرائيليين لمحمد أحمد عمر بعد حوالى أسبوع من استقلال السودان تعكس خوفاً متزايداً من إنهيار خطتهم في كسر طوق عزلتهم العربية عن طريق دعم حزب الأمة المناوئ لمصر التي تقود التيار القومي العربي المناهض للدولة العبرية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي موسى شاريت قد بعث برقية تهنئة لرئيس الوزراء السوداني إسماعيل الأزهري في 3 يناير 1956 بمناسبة الاستقلال ولكن الأخير تجاهلها وأعلن في مقابلة مع مجلة (روز اليوسف) المصرية أن بلاده ستنضم للجامعة العربية قريباً رغم تأكيده على أنه سينتهج سياسة الحياد ولن ينضو تحت المعسكر الشرقي أو الغربي. وقالت مصادر حكومية سودانية وقتها لوكالة United Press أنَّ الخرطوم لا نية لها للإعتراف بإسرائيل.
أنحى عمر باللائمة في موضوع عضوية الجامعة العربية على تحركات قام بها الصاغ صلاح سالم الذي قال أنه أقنع الأزهري بهذا الأمر وأكد أنَّ كتلة المعارضة قلقة من هذه الخطوة باعتبارها قبولاً للهيمنة المصرية ووراثة لمشاكل وتعقيدات الجامعة العربية وتخلياً عن فرصة لقيادة أفريقيا.
شدَّد عمر على أنَّ حزب الأمة يناضل ويحارب التدخل المصري بموارده المالية المحدودة وأنَّ الحصول على أغلبية في البرلمان لهزيمة المخططات المصرية (مسألة مكلفة للغاية) ولمح إلى أنَّ كثير من أعضاء البرلمان السوداني يتلقون رشاوى لتبني مواقف معينة.
(أرجو أن يعي أناسكم الصعوبات التي نواجهها وأذكرك إنني تكهنت بهذا الأمر مبكراً واقترحت مساعدة فعالة. أرجو منكم القيام بشيء سريع قبل فوات الأوان).
أرسل عمر برقية إلى الإسرائيليين من ثلاثة سطور في 17 يناير 1956 يؤكد لهم أنه يبذل جهوداً لإيقاف الانضمام للجامعة العربية ولكنه عاد بعدها للإقرار بفشلهم في إسقاط حكومة الأزهري في مداولات مشروع الميزانية بعد انشقاق نائبين “تم شراؤهم”.
(أخبرتكم من قبل أنَّ الحصول على أغلبية والحفاظ عليها ليست مسألة صعبة إذا كان لدينا الأموال….. يجب علينا تقوية موقف السيد عبد الرحمن المهدي المالي الذي أصبح ضعيفاً……وعرضة لاتخاذ مواقف مهادنة مع مصر. هذه مسالة مقلقة جداً بالنسبة لي. علينا أن ننشئ أو نشجع تأسيس مؤسسة تجارية قادرة على أن تدر أموالاً بشكل سريع للإمساك بكل الخيوط والسيطرة على الأشخاص والمجموعات الصغيرة ذات التأثير).
أضاف عمر أنَّ وجهة نظرهم هي أن رفض الإنضمام للجامعة العربية قد يجعل الكتلة العربية والآسيوية تقف ضد إنضمام السودان للأمم المتحدة وهو التبرير الذي لم يقتنع به الإسرائيليين الذين قالوا أنه من المستبعد أن ترفض القوى العظمى في مجلس الأمن طلب عضويتهم وكذلك الجمعية العامة لاحقاً.
وتابع أنه عند وضع قضية الإنضمام للجامعة العربية أمام البرلمان فأنهم سيصرون أنَّ السودان غير ملزم باي مواقف تبنتها الجامعة في إشارة على ما يبدو للقرارات الخاصة بمقاطعة إسرائيل.
واجتمعت الجامعة العربية في يوم 19 يناير 1956 في إجتماع خاص وأقرت بالإجماع إنضمام السودان باعتباره العضو التاسع في التكتل العربي.
وأعلن السودان على لسان وزير خارجيته مبارك زروق أنه قد ينضم لإتفاقية الدفاع العربي المشترك الذي صيغت عام 1949 ولكن قال إن بلاده ترفض من ناحية المبدأ أية أحلاف عسكرية شبيهة بالتي بين مصر وسوريا وكانت القاهرة تسعى وقتها لإدخال المزيد من الدول العربية إليه لمقاومة حلف بغداد الموالي للغرب.
وأضاف زروق أنَّ علاقتهم مع إسرائيل (تحددها عضويتهم في الجامعة العربية).
ورغم هذه الإنتكاسة فقد مضى الإسرائيليون في ترتيب زيارة المدير التنفيذي لشركة Lewis & Peat للخرطوم و الذي لم يكن متحمساً للزيارة خاصة وأنه قد تحدث مع إحدى أكبر الشركات في مجال تسويق القطن في نيويورك الذين أخبروه أنهم قد التقوا السيد الصديق المهدي قبل عام ونصف في لندن وتلقوا وعوداً منه لم يتم تنفيذها مما جعلهم يعتبرونه شخصاً غير جدير بالثقة.
سودان تربيون.
يا ريت ياريت
ماذا استفاد وماذا يخسر السودان بالانسحاب من جامعة الدول العربية التي لم تحمنا من العدوان والمؤامرات المصرية. والتواطؤ الاماراتي السعودي ..
قالها سنغور الرئيس السنغالي من قبل.. قال كان بإمكان السودان ان يكون أفضل الأفارقة إلا انه إختار ان يكون اسوء العرب..
وبالرغم من ذلك ألا يعتبر اتصال السياسي السوداني من حزب الامة تخابرا مع إسرائيل؟؟
هل حوكم أم لا؟؟
وماهي طبيعة الوعود التي تلقاها رؤساء (شركات) القطن من السيد الصادق المهدي؟؟
وكيف يقول هذا الرجل ان موقف السيد عبد الرحمن المالي الضعيف يجعله عرضة ليهادن المصريين..!! هل يعرض فكرة رشوة السيد ببعض المال؟؟ هل طلب إليه ذلك؟؟
ماهي مصادركم لهذه المعلومات الخطيرة؟؟