أعلنته مرشحها في انتخابات 2020 (الدعم السريع).. قوات في صف البشير
أعلنت قوات (الدعم السريع) التابعة للقوات المسلحة، وقوفها مع ترشيح رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عمر البشير، لولاية رئاسية جديدة في انتخابات العام 2020. خطوة اعتبرها كثيرون أنها دخول لمضمار السياسة المحرم على القوى النظامية، بينما يعدها آخرون بأنها تشي لطبيعة الأدوار المختلفة لهذه القوة غير البعيدة عن السياسة، حيث أُرسلت كتائب من (الدعم السريع) إلى اليمن بناء على التوافقات السياسية بين الخرطوم والرياض، كما أرست دعائم السلام في إقليم دارفور الأمر الذي خلق أجواء تفاوضية في صالح الحكومة.
أول الأحاديث
قبل فترة كان قائد قوات (الدعم السريع) الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ (حميدتي) يجزم في تخريج حشد من قواته، بأن الدستور ليس قرآناً منزلاً، وينبغي تعديله من أجل إعادة ترشيح البشير لدورة رئاسية جديدة.
ولم تمض على أحاديث حميدتي فترة طويلة حتى جدد نائب رئيس قوات (الدعم السريع) اللواء عبد الرحيم حمدان (شقيق الفريق حميدتي) إعلان دعمهم لترشيح الرئيس البشير في الانتخابات القادمة، وقال اللواء عبد الرحيم أن ترشيح البشير (فوق راس أي زول) مضيفاً (الرئيس نحن عايزنو ومبتهجين بيهو).
ود متبادل
الود بين الرئيس وقوات (الدعم السريع) ظل حاضراً طوال الفترة الماضية، حيث قال البشير في وقت سابق إبان تخريج دفعة من (الدعم السريع) إن أقرب القرارات إلى قلبه هو قرار تكوين قوات (الدعم السريع). فوق ذلك فإن العلاقة وثيقة بين (البشير – حميدتي)، حيث أعلن قائد القوة في أكثر مقابلاته الإعلامية إن قوات (الدعم السريع) تتبع بصورة مباشرة لرئاسة الجمهورية .
الخيار للجماهير
طوال العقود الماضية لم يصدر من أي قوات رسمية حديث سياسي أو دعم لمرشح في الانتخابات. بل يشترط على كل من يرغب في دخول الملعب السياسي أن يخلع البزة العسكرية واستبدالها بالزي المدني. وهو ما فعله الرئيس البشير نفسه قبل سنوات خلت، ولذا اعتبر البعض دعوات (الدعم السريع) لترشيح البشير تخالف القواعد والأعراف العسكرية.
في ذلك يقول الخبير العسكري الفريق عثمان بلية، إن القوات العسكرية واجبها الأساسي حماية الوطن والأرض والعرض والعقيدة والدستور وليس من أولوياتها التدخل في الشؤون السياسية.
مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) إن ترشيح البشير قرار سياسي في يد الشعب وليس بيد القوات العسكرية، وأن أي أحاديث تصدر من قوات رسمية تدعم ترشيح شخص محدد تعتبر أحاديث غير سليمة وعلى القوات المسلحة بكافة أنواعها ترك الخيار للجماهير لتقوم بحماية الدستور والوطن والعرض.
في ذات المنحى، يقول المحلل السياسي، د. الرشيد محمد إبراهيم إنه ليس من حق القوات النظامية الاصطفاف خلف مرشح انتخابي، وقال لـ (الصيحة): ليس من حق القوات النظامية قيادة مبادرة لترشيح شخص معين، وهذه المبادرات حصرية على القوى السياسية. وأردف بأن حزب المؤتمر الوطني هو من يقرر ترشيح البشير وليس أي جهة أخرى، ونوه إلى أحقية القوات النظامية في مساندة الشخصيات القومية، ولكن ليس من حقها تبني ترشيح شخص ينضوي تحت مظلة حزبية .
حملة مكثفة
تنشط عدة جهات في الآونة الأخيرة في مسألة ترشيح البشير، حيث خرجت إلى العلن أكثر من مبادرة تنادي بترشيح البشير، أبرزها مبادرة (شباب حول الرئيس) عطفاً على بعض الأصوات داخل المؤتمر الوطني التي جاهرت موخراً بمسألة إعادة انتخاب البشير، لتنضم قوات (الدعم السريع) إلى بقية المبادرات التي تنادي بإعادة ترشيح البشير.
بيد أن د. الرشيد محمد إبراهيم يرى أن بروز مبادرات من خارج المؤتمر الوطني تنادي بترشيح البشير، تقدم دليلاً على وجود عجز بنيوي داخل الحزب الحاكم الذي فشل في تقييم موقفه لانتخابات 2020م، وأردف بالقول إنه يجب تقييم مسألة ترشيح البشير من قبل الوطني رغم أن الوقت ما زال مبكراً .
أمر طبيعي
في السياق ذاته هنالك من يرى أن (الدعم السريع) لم تشذْ عن القاعدة العسكرية المألوفة، وقال إن دعمها لترشيح البشير يعتبر أمراً طبيعاً. وهذا ما ذهب إليه المحلل السياسي يوسف عبد المنان الذي قال إن (الدعم السريع) قوة عسكرية فاعلة في دارفور وتكوينها جاء بقرار من الرئيس البشير وهو مسؤول عنها ومساند لها منذ تأسيسها، وحينما شعرت (الدعم السريع) بوجود أخذ ورد في مسألة ترشيح البشير كان من الطبيعي أن تقول كلمتها.
وأضاف عبد المنان في حديثه لـ (الصيحة) بأن النظام القائم حالياً عبارة عن تحالف (عسكري – مدني) ومن الصعوبة تجاهل القوى العسكرية في مسألة إعادة ترشيح البشير أو إغفال دورها، وأي رئيس لا يضع توازناً للمكونين العسكري والمدني لن يدم حكمه طويلاً.
متابعاً بأن ترشيح (الدعم السريع) للرئيس البشير يعتبر بمثابة تقدير له خاصة وأن البشير يجد احترام وتقدير كبيرين من الجيش بمختلف مكوناته، ومن هذا المنطلق أعلنت (الدعم السريع) دعمها لترشيح البشير في انتخابات 2020م.
في المقابل يقول الخبير العسكري العميد (م) يوسف عبد الفتاح إن الذي يملك الحق الأصيل في ترشيح البشير هو المؤتمر الوطني وليس أي جهة أخرى سواء كانت عسكرية أو مدنية، وقال لـ (الصيحة) إنه يصح للدعم السريع أن تنتخب البشير في حالة ترشيحه للانتخابات، ولكن لا يحق لها تبني ترشيحه وعليها كقوات نظامية أن تنأى بنفسها عن العمل السياسي.
الصيحة.
في معظم دول العالم القوات النظامية دايما تظل محايدة في ما يتعلق بالانتخابات و ليس لها الحق في أن تدعم أي مرشح أو ترشح أي إنسان في الانتخابات. فالرجاء يا حميدتي عدم إطلاق هذه التصريحات الرخيصة.
البشير ليس له الحق أن يترشح للانتخابات مرة أخرى بالدستور, إذا كان المؤتمر الوطني يحترم الدستور. أو يكون البشير موغابي السودان…
هل انتم تسمون انفسكم شرطة هل انتم جيش الاختشو ماتو والله السودان يمر باقبح فترة مند الاستقلال