دولة الجنوب… ما وراء الاشتباكات وأسرار الخلافات
اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة و(الجيش الشعبي) في أكوبو
سلفاكير يقيل ثلاث حكام ولايات ويعين آخرين بينهم ديفيد ياوياو
مصدر حكومي: الخلافات بين دينق الور وتيلار ديينق وراء استقالة الأخير
جوبا ترجيء رسوم تأشيرات العاملين في المجال الإنساني عاماً آخر
مبارك دينق: مشار سيحضر توقيع اتفاقية إيغاد النهائي
كشف القيادي بالمعارضة وعضو الوفد التشاوري الممثل لمجموعة المعارضة بقيادة مشار بلجنة الحكم مبارك دينق عن افراج وشيك لزعيم المعارضة الدكتور رياك مشار من محبسة الاجباري بجنوب افريقيا. وقال الحاكم العسكري لولاية شمال بحر الغزال في حوار ينشر بالصيحة لاحقاً إن دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والنرويج إضافة إلى دول إقليمية أخرى اقتنعت بعدم جدوى وضعه قيد الاقامة كون الأوضاع الأمنية والعسكرية زادت تعقيداً واشتعالاً بعيد حبسه. وقطع مبارك بإطلاق سراح مشار عند التوقيع النهائى لاتفاقية الترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة بناء على مخرجات مبادرة الايقاد لإحياء اتفاقية سلام 2015 مشيراً الى أن التوقيع سيكون نهاية فبراير أو بداية مارس، وعليه فإن مشار سيصل الى أديس أبابا مطلع مارس. وأضاف بأن الغضب الدولي الذي يتناوش سلفاكير مرده رفضه وجود مشار معه بالسلطة.
إقالات رئاسية
أقال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت حكام ثلاث ولايات وعين ثلاث آخرين، ووفقاً لقرار أذاعه تلفزيون جنوب السودان أقال الرئيس سلفاكير إسماعيل كوني محافظ ولاية بوما وحاكم البحيرات الشرقية وبورتشوك بور وحاكم ولاية لاتجور بيتر جاتكوث من مواقعهم. عين كير ديفيد ياو ياو خلفاً لكوني، بينما حل الجنرال مانجار بونج محل ووتشوك. تم استبدال بيتر غاتكوث جيمس دوير تشولو.
غير أنه لم ترد أية أسباب في المرسوم الرئاسي بشأن هذه التغييرات.
كما أعفى كير سفير جنوب السودان لدى روسيا تيلار دنغ من الخدمة بوزارة الخارجية.
معارك بيه
اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة بقيادة مشار وقوات الجيش الشعبي في أكوبو الوسطى بولاية بيه. وقال حاكم بيه العسكري للمعارضة كونق رامبانق للصيحة إن القوات الحكومية هاجمت مواقعهم بمناطق طانق نيانق وكويرنيون والقاك كاشفاً عن مقتل 17 من القوات الحكومية وجرح العشرات قبل أن تتمكنوا من هزيمتهم ودحرهم خارج المنطقة. وأضاف بأن القوات الحكومية نشرت أعداداً كبيرة من قواتها في العديد من المناطق التي توجد بها قوات المعارضة وأن الحكومة لا زالت تتبنى خيار الفصل العسكري وتسعى لتقويض اتفاقية السلام القائمة على مبادرة الايقاد.
اعتقال إثيوبي
كشفت أسرة الطالب الجامعي بيل فوك شول، والذي قُتل على أيدي عصابة إجرامية مجهولة الهوية، أن الشرطة بولاية بيشافتو الإثيوبية تمكنت من القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه تورطهم في مقتل فوك الأسبوع الماضي. وقال أحد أفراد الأسرة ويدعى فور ريث شول إن الشرطة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه تورطهم في مقتل الطالب بيل منتصف شهر يناير الحالي. كاشفاً أن إجراءات المحاكمة ستبدأ في فبراير المقبل. ولقي بيل البالغ من العمر (18) عاماً مصرعه على أيدي مجموعة إجرامية، بعد أن قاموا بالاعتداء عليه في إحدى المحلات التجارية مما أدى إلى وفاته في الحال.
استئناف المشاورات
أكدت الأطراف المتحاربة في جنوب السودان تلقيهم دعوة من الهيئة الحكومية لدول تنمية شرق أفريقيا الإيقاد للمشاركة في الجولة الثانية من مفاوضات إحياء اتفاقية سلام جنوب السودان المزمع انعقادها في الخامس من فبراير المقبل. هذا وكشف ممثلو حركة الخلاص الوطني بقياد الجنرال توماس شريلو، ومجموعة المعتقلين السابقين بقيادة فاقان أموم، والحكومة في جنوب السودان برئاسة الرئيس سلفاكير، والمعارضة بقيادة رياك مشار تسلمهم الدعوات بصورة رسمية .وأكد الناطق باسم مجموعة المعتقلين السابقين كوستي مانيبي تسلمهم دعوة من الإيقاد مبيناً أنهم سوف يتقدمون بأسماء المشاركين في المفاوضات للجنة الإيقاد يوم الاثنين. بينما قال رئيس لجنة الإعلام بجبهة الخلاص الوطني الدكتور جالفان سامسون، أن مجموعته تلقت الدعوة أيضاً .
من جانبه أعرب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أتينج ويك أتينج، عن استعداد وجاهزية الحكومة للمشاركة في مفاوضات تنشيط اتفاقية تسوية النزاع بعد تلقيهم الدعوة من قبل الإيقاد، كاشفاً أن وزير شؤون مجلس الوزراء مارتن ايليا لومورو والمستشار نيال دينق يقودان الوفد الحكومي. ومن المتوقع أن تبدأ مفاوضات الجولة الثانية لمحادثات السلام بين الحكومة و(10) حركات مسلحة وسلمية موقعة على اتفاقية وقف العدائيات، في الخامس من شهر فبراير المقبل وفقاً لجدولة زمنية أعلنتها الإيقاد في وقت سابق.
مؤامرة دبلوماسية
أرجع موقع صوت أمريكا استقالة سفير دولة الجنوب لدى روسيا تيلار دينق إلى عدم صرف مرتبات مجموعة بالسفارة لعشرة أشهر. وقال تييلار للموقع إن مجموعة بالسفارة لم تتلق رواتبها منذ عشرة أشهر، في وقت كشفت فيه مصادر رفيعة بالحكومة عن اختلافات عميقة بين وزير الخارجية الجنوبي دينق الور والسفير تيلارا دينق. وقال المصدر إن دينق الور أرسل لتيلار خطاب استدعاء بعد ارتفاع حدة التوتر بينهما قاطعاً بعدم رغبة تيلار في الحضور إلى جوبا خوفاً على حياته بعد أن أوعز مقربون من سلفاكير له عن علاقة متينة بينه وبين رئيس هيئة الأركان الأسبق الجنرال فول مالونق اوان.
وكان سفير جنوب السودان لدى روسيا الفدرالية، قدم استقالته منصبه بالتزامن مع خطاب استدعائه من قبل وزارة الخارجية والتعاون الدولي بتوجيهات من الرئيس كير للحضور إلى جوبا خلال 72 ساعة لإجراء مشاورات طارئة.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية تسلمها خطاب استقالة تيلار من منصبه بصورة رسمية إنما عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال وكيل وزارة الخارجية باك فالنتينو اكول وول، في مؤتمر صحفي عُقد بجوبا الجمعة، إن الوزارة قامت باستدعاء السفير تيلار إلى جوبا لكنه قرر الاستقالة من منصبه على الفور.
مشاركة افريقية
من المتوقع أن يُغادر رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاثنين المقبل للمشاركة في اجتماعات القمة الأفريقية للرؤساء الأفارقة التي ستعقد نهاية هذا الشهر، والذي من المتوقع أن تناقش قضية السلام في جنوب السودان.
وكشف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أتينج ويك أتينج أن الرئيس كير سيشارك في قمة رؤساء الإيقاد المزمع انعقاده في الثلاثين من الشهر الجاري في أديس أبابا، مبيناً أن القمة ستمهد الطريق لما سيحدث في الجولة الثانية من منبر إحياء اتفاقية السلام الذي سيبدأ في الخامس من فبراير المقبل. وجدد أتينج التزام الحكومة باتفاقية وقف العدائيات وحرصها على إحلال السلام في البلاد.
اتهمت منظمة كفاية الأمريكية في تقرير لها، الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا “الإيقاد” بإطالة أمد النزاع في جنوب السودان. وحذرت من اندلاع القتال مجدداً لعدم احترام الأطراف المتنازعة اتفاقية وقف العدائيات.
وقالت المنظمة إن الاتحاد الإفريقي ودول الإيقاد أسهموا في عملية إطالة أمد النزاع في جنوب السودان منذ العام 2013 لفشلهم في أخذ تدابير جادة وفرض عقوبات فعالة ضد من ينتهكون الاتفاقيات الموقعة بهدف التوصل إلى السلام.
وأظهر التقرير المكون من (8) صفحات، أن الاتحاد الإفريقي أصدر 13 بياناً مقابل 7 بيانات للإيقاد، في الوقت الذي لاتزال الانتهاكات مستمرة من قبل المخربين ومنتهكي اتفاقية وقف إطلاق النار على حسب التقرير.
وطالبت المنظمة كل من الاتحاد الأفريقي والإيقاد بفرض عقوبات على السياسيين وقادة الجيش من الحكومة والمعارضة الذين يعلمون على عرقلة السلام وتجميد أصولهم ومنعهم من السفر بجانب إجراء تحقيقات معهم بشأن غسيل الأموال.
إنكار برلماني
قال رئيس الكتلة البرلمانية في المعارضة المسلحة بقيادة تعبان دينق قاي، بول قارويج، أنه وصل إلى العاصمة جوبا بعد أن كان في رحلة علاجية في أستراليا لأكثر من (6) أشهر.
وأوضح قارويج في تصريحات صحفية عقب وصوله مطار جوبا الدولي، أن فترة غيابه من البرلمان تم اتهامه بالتمرد ضد الحكومة مبيناً أنه أخذ إجازة لزيارة أسرته في استراليا بجانب تلقي العلاج. وزاد قائلاً “الآن أنا في جوبا لمزاولة نشاطي في البرلمان والذين اتهموني بالتمرد هم أعداء السلام”.
رفض جوبا
انتقدت حكومة جنوب السودان تصريحات المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي وصفت فيها الرئيس سلفاكير بالشريك “غير المناسب” في عملية السلام الجارية في البلاد.
وقال المستشار الرئاسي للشؤون الأمنية في حكومة جوبا توت كيو غاتلواك لـ “سودان تريبيون” الخميس، إن “هذه التصريحات مؤسفة، لكننا كدولة سنطالب بتوضيحات حول كيفية توصل السفيرة الأميركية إلى نتيجة مفادها أن الحكومة شريك غير مناسب للسلام”، لافتاً إلى أن هذه التصريحات مدفوعة بحيلة تغيير النظام.
وتابع “رسالة الحكومة هي مساعدتنا في العمل معاً لإنهاء هذا الوضع. وتبذل الحكومة قصارى جهدها لتحسين الوضع والابتعاد عن تغيير النظام وهو ما تسعى إليه العناصر المناهضة للسلام وهذا ليس ما يريده الشعب”.
وقالت الدبلوماسية الأميركية رفيعة المستوى إن واشنطن “تشعر بخيبة أمل” بسبب أداء حكومة جنوب السودان وتصرفاتها في ظل رئاسة سلفاكير بعد دعمها الاستقلال 2011 واستثمار أكثر من 11 مليار دولار.
وأشارت إلى أن حكومة جوبا بالرغم من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار والسلام ما زالت “شريكاً غير مناسب “لعملية السلام في البلاد.
وأضافت في كلمتها لأعضاء المجلس أن “حكومة جنوب السودان تثبت على نحو متزايد أنها شريك غير مناسب لهذا المجلس وأي بلد يسعى إلى تحقيق السلام والأمن لشعب جنوب السودان” مستشهدة بتقارير مراقبي وقف إطلاق النار الذين يحملون القوات الحكومية المسؤولة خرق اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وقالت إنه “ليس من المستغرب أن تتزايد أعمال القتال بعد توقيع الاتفاق، كما أن قوات المعارضة مسؤولة أيضاً عن القتال، وقادت القوات تحت قيادة رياك مشار هجوماً أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً. وفي 4 يناير قامت قوات موالية لقائد الجيش السابق بتنظيم هجوم على نقطة تفتيش حكومية”.
كما أعربت الدبلوماسية الأميركية عن خيبة أملها إزاء ترقية ثلاثة جنرالات في الجيش الحكومي فرضت عليهم الأمم المتحدة عقوبات 2015، ووصفت الخطوة بأنها “صفعة في وجه مجلس الأمن والدول التي دعمت نظام كير”.
مطالبات افريقية
عقد كل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الثلاثين العادية لرؤساء دول والحكومات الأفريقية في أديس أبابا، اجتماعاً تشاورياً مشتركاً بشأن جنوب السودان.
ورحب الاتحاد الأفريقي و”الايقاد والأمم المتحدة بنتائج منتدى رفيع المستوى لإعادة التأهيل الذي عقد في 21 ديسمبر في أديس أبابا في إثيوبيا، مذكراً بأن هذه نقطة انطلاق مهمة لتحقيق السلام في جنوب السودان.
كما أدان كل من الاتحاد الأفريقي وإيجاد والأمم المتحدة بشدة الانتهاك الأخير بخرق الاتفاق لوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية في جنوب السودان الذي ألحق ألماً ومعاناة هائلة على شعب جنوب السودان.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي هيل ماريام دسالين رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، أنه ينبغي التقيد التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في شهر ديسمبر الماضي وأن عدم القيام بذلك غير مقبول منبهاً بأنه “لا نستطيع أن نجلس مكتوفي الأيدي ونشاهد هذا الاختراق للاتفاقية مستمراً بلا هوادة”.
وطالب الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة جميع الأطراف المعنية باحترام وامتثال كامل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية وأكدوا استعدادهم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضد الأفراد والجماعات التي تفسد عملية السلام في المنطقة.
ودعا الاتحاد الأفريقي و”إيجاد” والأمم المتحدة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية وجميع الأطراف المتنازعة في جنوب السودان إلى التركيز على الهدف الأعلى للمصلحة الوطنية وضمان مستقبل جنوب السودان.
كما أكد الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والأمم المتحدة من جديد عن إيمانهم بأنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حل سياسي للنزاع في جنوب السودان.
ويجب على الطرفين أن يظهرا الإرادة السياسية للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار من أجل إنهاء المعاناة المروعة التي يتعرض لها مواطنو جنوب السودان.
وأعربوا عن دعمهم الكامل والتطلع إلى الاختتام الناجح للمرحلة الثانية من فعالية المنتدى رفيع المستوى بقيادة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية المقرر عقده اعتباراً من 5 فبراير.
إرجاء الرسوم
قال مسؤول حكومي بارز إن جنوب السودان ألغى مؤقتاً المبلغ المالي الذي يفرضه على منظمات غير حكومية محلية وأجنبية لتشجيع هذه الجماعات على القدوم والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية. وقالت الحكومة والأمم المتحدة الشهر الماضي إن جنوب السودان يحتاج مساعدات حجمها 1.7 مليار دولار في العام الجاري لمساعدة ستة ملايين شخص أو ما يعادل نصف عدد السكان في التكيف مع آثار الحرب والجوع والتدهور الاقتصادي. وأرجع بول دل نائب رئيس لجنة الإغاثة وإعادة التأهيل في جنوب السودان قرار إلغاء رسوم قيمتها 3500 دولار للمنظمات غير الحكومية الدولية و500 دولار للمنظمات المحلية إلى الوضع الإنساني الملح الذي يواجهه البلد.
وقال لرويترز «التسجيل مجاني تماماً. هذا سيحفز العمل الإنساني في البلاد». وأضاف أن قرار إلغاء الرسوم يستمر لمدة عام.
وواجه جنوب السودان انتقادات فيما مضى بسبب فرض رسوم ضخمة على جماعات الإغاثة والعاملين بها لتسجيلهم كي يتمكنوا من العمل داخل البلاد.
صحيفة الصيحة