عالمية

السويد تبدأ محاكمة الداعشي منفذ هجوم ستوكهولم الدامي

تمت الثلاثاء أولى جلسات محاكمة منفذ حادثة الدهس الإرهابية الداعشي الأوزبكي، رحمت أكيلوف، في 7 إبريل 2017، بسوق بشارع دروتنينغاتان، وسط العاصمة السويدية ستوكهولم، والتي خلفت 5 قتلى.

ووفقاً للإذاعة السويدية، فقد اعترف رحمت أكيلوف في ستوكهولم بجريمته ومحاولة ارتكاب أخرى وإلحاق الضرر بالآخرين، حيث أبدى استعداده في مواقع دردشة على الإنترنت لتنفيذ هجمات إرهابية تحت راية تنظيم _داعش الإرهابي.

كما صور “خطاباً تحريضيا” عن طريق الموبايل ساعات قبل تنفيذ هجوم ستوكهولم، بحسب الملف الذي قدمه المدعي العام والمؤلف من 9 آلاف صفحة يحتوي على كامل المعلومات والمستجدات حول الهجوم.
وجاءت في الملف معلومات جديدة تسلط الضوء على تخطيط أكيلوف للهجوم ابتداءً من 16 من كانون الثاني/يناير، أي 3 أشهر قبل تنفيذ الجريمة.

وقال رئيس التحقيق بأن الدوافع وراء الهجوم الإرهابي كانت زرع الخوف في المجتمع السويدي، إضافة لإرغام الحكومة والبرلمان على إيقاف المشاركة السويدية في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وتوصلت التحقيقات إلى وجود تركيبة متفجرة على متن الشاحنة، صنعها أكيلوف أياماً قليلة قبل تنفيذ الجريمة، بهدف تفجيرها بعد دهس المشاة بشارع دروتنينغاتان.

ورفع المدعي العام هانس إيرمان الدعوى ضد رحمت أكيلوف لاتهامه بتنفيذ جرائم إرهابية ومحاولة تنفيذ أخرى، حيث لقي 5 أشخاص حتفهم، كما أصيب 15 شخصا، بالإضافة إلى 130 شخصا تعرضوا لمحاولة القتل في السابع من إبريل/نيسان الماضي.

التخطيط لجرائم أخرى
وجاء في الدعوى القضائية أن رحمت أكيلوف تردد إلى مكان الحادث عدة مرات لدراسة المكان، كما أن اختيار يوم الجمعة كان مدروساً، حيث إن شارع الملكة “دروتنينغاتان” يكتظ بالمشاة في أيام الجمعة.

وبحسب التحقيقات، كان أكيلوف يخطط لتنفيذ هجوم إرهابي ضد نادٍ ليلي أيضاً، كما أكد المدعي العام بأن أكيلوف كان على تواصل مع عدة أشخاص خارج السويد، ينتمون لجماعات إرهابية، حيث أعرب عن استعداده لتنفيذ جرائم إرهابية تحت راية “داعش”.

القنبلة لم تنفجر
من جهته، كشف محامي الدفاع يوهان إريكسون، لوسائل الإعلام، أن أكيلوف اعترف بارتكابه هجوم ستوكهولم، وكان يتوقع أن يموت عن طريق انفجار القنبلة على متن الشاحنة، أو رمياً بالرصاص في مواجهات مع الشرطة، وهذا ما يعني بأن أكيلوف لم يكن لديه طريق للهروب من مكان الحادث”، حسب تعبيره.

هذا وعقد الادعاء العام مؤتمرا صحفيا قدم خلاله رئيس التحقيق ونائب رئيس الادعاء العام، هانس إرمان، معلومات قال فيها إن رحمت أكيلوف اتهم بارتكاب جريمة إرهابية، ونهدف إلى أن لا يتمكن أبداً من التحرك بحرية في مجتمعنا بعد الآن”.

وقال إرمان إن اختيار الشاحنة كان عشوائيا تماما، أما اختيار اليوم فلم يكن كذلك”، مضيفا أنه “من المرجح أن اختيار اليوم المحدد كان مخططا له. لقد استطلع أيام الجمع الأخرى، مما يدل على أن يوم الجمعة كانت محط اهتمامه”.

أما كريستر نيلسون رئيس وحدة التحقيق في قسم العمليات الوطنية التابع للشرطة، فتحدث عن كيفية إلقاء القبض على أكيلوف بعد 5 ساعات من الهجوم، وأشار إلى أن ذلك تم بفضل كاميرات المراقبة وتعاون عامة الناس.

من جهته، أشار رئيس قسم العمليات الوطنية في الشرطة كريستر نيلسون أن أكيلوف كان يخطط للانتحار بالشاحنة، ولكن عندما لم تنفجر القنبلة، هرب بدلا من ذلك”.

داعش لم يتبنّ الهجوم
ووفقا للإذاعة السويدية، فعلى الرغم من أن أكيلوف أقسم بالولاء لتنظيم “داعش” وعرض القيام بأعمال إرهابية باسمه، إلا أن التنظيم لم يتبن هجوم في دروتنينغاتان في ستوكهولم.

يُذكر أن المتهم جمع معلومات قبل الهجوم عن مواقع محتملة كما بحث على محرك البحث #غوغل عن كيفية صناعة قنبلة، بحسب وكالة الأنباء السويدية TT التي أوردت أن أكيلوف بحث في غوغل عن مواقع أندية المثليين في ستوكهولم في أثناء اختياره لهدفه.

وبلغت محاضر جلسات الاستماع التي عقدت مع أكيلوف 600 صفحة في التحقيق الأولي. كما بلغ إجمالي عدد صفحات التحقيق بالجريمة الذي استمر أكثر من 9 أشهر 9000 صفحة.

وكان أكيلوف الذي ينحدر من الأقلية الطاجيكية قد اعترف لدى اعتقاله بارتكابه جريمة دهس المارة في ستوكهولم، بأمر من تنظيم “داعش” في #سوريا، كما ضبطت الشرطة رسائل في هاتفه يبلغ عن تنفيذ الهجوم إلى من أوكلوه بالمهمة، بالإضافة الى عشرات الأدلة الأخرى.

وكان أكيلوف يعمل لحّاماً في بلده وقد طلّق زوجته وترك أطفاله الأربعة عام 2012 وذهب إلى تركيا، وتعرف هناك على جماعات متطرفة ومن ثم قدم إلى السويد كلاجئ في نوفمبر عام 2014 حيث رفض طلبه عام 2016 وكان معروفا لدى جهاز الاستخبارات السويدي بأنه متعاطف مع الجماعات المتطرفة، وكانت الشرطة تبحث عنه في فبراير 2017 لغرض ترحيله.

ومن المزمع أن تبدأ جلسات المحاكمة ضد رحمت أكيلوف البالغ من العمر 39 عاماً في الصالة الأمنية بالمحكمة الابتدائية في ستوكهولم في 13 فبراير.