البيتكوين عملة وهمية رقمية لغسل الفشل العولمى
امس الاول القريب من الاسبوع الاول لفبراير تراجعت قيمة عملة البيتكوين خلال الأشهر القليلة الماضية فى خطوات متسارعة بعد أن بلغت قيمتها رقما قياسيا خلال فترة قصيرة ووصلت إلى أكثر من 19 ألف دولار. البيتكوين هى عملة رقمية ( افتراضية) بدأت عام 2009م من قبل شخص غامض أطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو. وهي ليست عملة تقليدية لأنها قطعا غير صادرة عن بنك مركزي أو دولة أو هيئة تنظمها وتدعمها.
ونشأت عملة بيتكوين عبر عملية حاسوبية معقدة، ثم جرت مراقبتها بعد ذلك من جانب شبكة حواسيب حول العالم.
ويجري إصدار نحو 3600 عملة بيتكوين جديدة يوميا حول العالم، ووصل اجمالي الكمية التي يجري تداولها 16.5 مليون وحدة يوميا، وذلك ضمن الحد الأقصى المسموح به وهو 21 مليون وحدة بيتكوين.
وللحصول على هذه العملية فإن على المستخدم شراءها وإجراء المعاملات بها من خلال بورصات رقمية مثل Coinbase التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها. وبدلا من أن تقر سلطة مركزية عملية التحويلات فإنها تسجل جميعها في موازنة عامة يطلق عليها اسم blockchain.
والبيتكوين ليست موجودة على أرض الواقع ولكنها مفاتيح رقمية مسجلة في محفظة رقمية يمكنها أن تدير التحويلات. فإذا تم استخدام محفظة أونلاين فإن المستخدمين يجب أن يثقوا في مصدرها لأن القراصنة يستهدفون الخوادم بهدف سرقة البيتكوين.
ومن مميزاتها الرسوم المنخفضة، لأن العملة لم تنتقل بل كود العملة هو الذي يخرج من محفظة ويدخل إلى محفظة أخرى.
وبإمكان الزبائن السداد باستخدام هاتف ذكي وتطبيق “كيو آر” لقراءة الشفرات، وكانت حانة “أولد فيتزروي” هي أول حانة في أستراليا تقبل التعامل بعملة البيتكوين.
ووضعت أول ماكينة صراف آلي للبيتكوين في مدينة فانكوفر، بمقاطعة بريتيش كولومبيا بكندا عام 2013، وتسمح للمستخدمين بشراء العملات الرقمية أو بيعها.
ولا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء لأنه لا يوجد لها رقم تسلسلي مرتبط بها مما يعزز الخصوصية. ومن سلبياتها أنها تستخدم كوسيلة مجهولة لتنفيذ تحويلات كبيرة عابرة للحدود لذلك تم ربطها بتجارة المخدرات وغسيل الأموال كما تستخدم في موقع السوق السوداء Silk Road وهو منصة لبيع العقاقير غير المشروعة.
وقد تجاوزت الآن القيمة الإسمية الإجمالية لجميع البيتكوين الموجود في العالم 167 مليار دولار.
بيد ان الشكوك والظنون حدت بهيئة سوق المال البريطانية ان تحذر المستثمرين في سبتمبر الماضي، من أنهم قد يخسرون كل أموالهم إذا اشتروا عملات إلكترونية.
بينما على العكس تماما سمحت هيئة سوق المال الأمريكية لشركتين من الشركات التقليدية العاملة في أنشطة الأوراق المالية ، وهما مجموعة سي إم إي وسي بي أو إي غلوبال ماركت، بالبدء في إتمام عقود مالية بعملة بيتكوين.
ويقول كارل شاموتا، مدير استراتيجيات السوق في شركة كامبريدج غلوبال بايمنتس، إن هذه الخطوة هي السبب في الصعود الأخير لعملة بيتكوين. ويضيف: “التصور الشائع بين الناس حول العالم، أن شركتي سي إم إي وسي بي أو إي تعطيان شرعية لعملة بيتكوين، هو السبب الحقيقي وراء هذا الصعود الكبير”.
ويقول ليونارد ويس، رئيس جمعية بيتكوين في هونغ كونغ، إن صعود قيمة تلك العملة “يرجع غالبا إلى الجشع، والخوف من فقدان الفرصة”.
ورغم ان هذه العملة (الوهمية) وجدت طريقها وبقوة إلى فئات من المستثمرين وغير المستثمرين، ولاقت صدى واسعاً على مستوى العالم، لتندرج ضمن فئة جديدة تتسع وتنتشر في ظل حالة من عدم التأكد من قاعدتها، والتي لا يمكن وصفها باستثمار مباشر أو استثمار في أصول معمّرة أو طويلة الأجل. والتى لم يُعرف لها إطار محدد أو أصول حقيقية للاستثمار فيها, فانها ستتهاوى وفقا لقراءات اقتصادية شككت في (قدرة العملات الرقمية على إلغاء قيمة الدولار الأميركي ومكانته على سبيل المثال، وهو لايزال يحتفظ بموقعه المتقدم كوسيلة للتبادل وشراء السلع وتنفيذ المعاملات الدولية). وعلى رغم تخطي القيمة الإجمالية لـ “بيتكوين” 200 بليون دولار، إلا أن تحذيرات خبراء الاقتصاد والمصارف تتزايد، في ظل التخوف من انهيار هذه العملة في أي وقت وفي غياب أي سند في الواقع العملي، على رغم الأرباح التي حققها المتعاملون حتى الآن.
أخيرا عملة (بيتكوين) باتت تُعرف كأداة للمضاربة استهوت المضاربين من أنحاء العالم واستقطبت اهتمامهم. وبالتالي يبدو انها لن تستطيع الولوج فى الاستثمار في المنتجات العقارية وغير ممكن حالياً، لأن الأسواق العقارية في دول المنطقة والعالم، تبحث عن استقرار وثبات، وتحسين أدوات الحفز، وطرح منتجات عقارية قابلة للتداول في كل الظروف, نعم
ستحافظ على جاذبيتها وبريقها على المنصات الإلكترونية إلى فترة ليست قصيرة، كونها تتناسب ومعايير المضاربة والمقامرة بعيداً عن القيود والضوابط الرسمية والتشريعية ,,لكنها لن تعيش طويلا ..
رصد- سعيد الطيب
الخرطوم 8-2-2018م (سونا)