ثقافة وفنون

“فاطمة السمحة”: تجريب في حكاية تراثية

بعد عرضها السبت الماضي ضمن “مهرجان مركز عبد الكريم ميرغني للمسرح التجريبي” الذي يختتم اليوم الخميس في مدينة أم درمان، تُقدّم مسرحية “فاطمة السمحة” للمخرج عوض بعباش في عدّة عروض نهاية الشهر الجاري في “مركز الجنيد الثقافي” في الخرطوم.

يستند العمل إلى أحد أشهر قصص التراث السوداني عن الغول الذي ينام عاماً ويستقيظ عاماً يتزوج خلاله أجمل نساء البلدة ثم يقتلهن قبل أن يعود إلى نومه الطويل، حتى جاء الدور على فاطمة التي يستطيع إخوتها الفرسان إنقاذها وقتل الغول والتخلّص من شروره إلى الأبد.

في حديثه لـ “العربي الجديد”، يقول بعباش إن “فاطمة السمحة حكاية شعبية لا تنتمي إلى منطقة معينة من بقاع السودان، ومن الأساطير التاريخية المؤسسة في حياة الناس التي اتخذت أشكالاً شعرية ونثرية وفنية عديدة، وتعتبر قالباً مناسبة لمناقشة قضاية اجتماعية وسياسية تهم الشعب السوداني من دون تحيز لمنطقة محدّدة، وإسقاط همومهم ومشاكلهم من خلالها”.

يشير صاحب “مونولوغ لستة أصوات صامتة” إلى أن نص العمل الذي ألّفته الروائية السودانية ملكة الفاضل فاز في مسابقة التأليف المسرحي التي يقيمها “مركز عبد الكريم ميرغني”، ويعهد إلى مخرجين من أجل تحويل النصوص الفائزة إلى المسرح كما حدث معه.

يتابع “اعتمدت على شكل مسرح الصورة في الأداء التمثيلي والسنغرافيا، واستغنينا عن عدد كبير من الحوارات المكتوبة لتتحول إلى لغة جسد مدعمة بمؤثرات سمعية وبصرية، ولأوّل مرة نجرّب الغناء المباشر مع الموسيقى بشكل فردي وجماعي أثناء العرض”.

يلفت بعباش إلى أنه “سينتهي قريباً من نص يكتبه بنفسه وهو بعنوان “سجن السائر”، يتكئ على أحداث تاريخية وبالأخص فترة زمن الثورة المهدية التي اندلعت عام 1881 ضدّ حكم محمد علي باشا، وسيبدأ العمل على إخراجه في نيسان/ أبريل المقبل.

يشارك في العمل عدد من الممثّلين، هم: إيمان حسن (في دور فاطمة)، وأمنية فتحي (في دور الأم)، وأمير علي (في دور مختار)، ومحمود الطيب (في دور مامون)، وقد سبق للمخرج أن قدّم أعمالاً تعيد إنتاج أساطير سودانية كما في عمله “تاجوج غول الأمنيات” عن نص كتبله لخالد أبو الروس.

يُذكر أن بعباش تخرّج من كلية الموسيقى والدراما في “جامعة السودان”. وله أعمال عدّة؛ من بينها: “ميديا: حق حيواني”، و”خزعبلات الزمن الخرافي”، و”الصعود إلى الهاوية”، و”وجع الذاكرة”، و”عذاب سورية”.

العربي الجديد