مسؤول أمني كبير: هذه هي دواعي التغييرات في قيادة جهاز الأمن والمخابرات
أرجع مسؤول أمني رفيع التعديلات التي أُجريت على مستوى قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بتعيين الفريق أول صلاح عبد الله قوش، إلى التحديات الأمنية ذات الطابع الاقتصادي التي تواجه البلاد، ورأى أن المدير السابق للجهاز الفريق محمد عطا قد حقق العديد من الإنجازات قبل مغادرته مقعده.
وكشف اللواء الركن الهادي آدم حامد، رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان، عن دوافع تعيين الفريق قوش مديراً للأمن، وقال إن (قوش) يملك رؤية جديدة وفرها له ابتعاده عن العمل الأمني لسنوات، كما لديه علاقات دولية يمكن أن تساعد السودان كثيرا في المرحلة المقبلة.
وتالياً مقتطفات من المقابلة:
# ما هي أبرز دلالة للتغيير الذي حدث في قيادة الأمن والمخابرات؟
أعتقد أن التغيير أمر طبيعي وعادي، ودائماً تتم بعد كل فترة بعض التعديلات وبعض التغييرات؛ فعودة الفريق أول مهندس صلاح قوش أمر عادي جدا، وهو رجل له خبرات ثرة وتجارب سابقة، وكذلك بعد خروجه من المنصب في وقت سابق، فقد شاهد الأوضاع عامة من الناحية الأمنية من مقعد المتفرجين، وبالتالي قد تتاح له فرصة أكبر لفهم كثير من القضايا، ومن المشاكل التي كانت غير متاح له أن يراها وهو رئيس للجهاز، وبالتالي جاء بخبرات إضافية وخبرات ثرة وإن شاء الله يؤدي أداءً ممتازا جدا جدا، وكذلك نحن أيضا نرسل شكرنا وتقديرنا للفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس، الذي أدار الجهاز بصورة ممتازة جدا، وفي عهده حدث تطور كبير جدا للجهاز، ونحن نتمنى له التوفيق والسداد إن شاء الله في مقبل الأيام.
# هل ترى تحديات أمنية دفعت بهذه التغييرات؟
توجد تحديات أمنية وتحديات اقتصادية، ولعل الأمن الاقتصادي واحد من أهم أذرع الأمن، وهذه كلها قد تصب في هذا الاتجاه، فإذا (مسكنا) التحديات الأمنية فإن الأمن مستتب، ويمضي بصورة جيدة جدا جدا، ولكنه أيضا يحتاج إلى مزيد من الضبط، ورأينا في الفترة الماضية عندما تم إغلاق الحدود من الناحية الشرقية، كان لذلك مردود اقتصادي وحصلت وفرة في السلع في الولايات الشرقية، أما المردود الاقتصادي فنحن نعلم تماما أنه توجد تجارة العملة وقد صلت مراحل يمكن أن تكون خطيرة جدا جدا، وكذلك هنالك كثير من الأشياء الاقتصادية التي تحتاج لرؤية أمنية، مثل تهريب الذهب؛ تجارة البشر.. تجارة السلاح، و(السلاح) بعد أن بدأت الحكومة حملة جمعه.. هناك من يحاول أن يتخلص منه (بدفنه أو بالبيع أو خلافه)، كذلك يوجد تحدٍّ آخر وهو تجارة المخدرات، وهذا الشيء الأخطر، فالسودان كان دولة عبور، لكن الآن توجد تجارة، وهذا أمر من الممكن أن يؤثر بشكل كبير جدا على الشباب وعلى الوطن.
# هل تتوقع أن تساعد عودة الفريق قوش في ماذا تحديداً؟
أرى أن عودته تساعد كونه ملماً بكل الملفات والتعقيدات، وله علاقات خارجية مع أجهزة مخابرات مع دول مختلفة يمكن أن تساعد في حلحلة كثير جدا من المشاكل، وهو كذلك جاء إلى المنصب برؤية جديدة، وكان في وقت سابق داخل جهاز الأمن يتلقى التقارير من أجهزته، وبعد خروجه يمكن أن يكون لمس الأمر بنفسه، وإن شاء الله متوقع أن يقدم إنجازات كبيرة جدا.
# هل يتوقع أن تشمل التغييرات مستويات مختلفة في الأجهزة الأمنية؟
التغيير سُنة الحياة، والإحالة إلى التقاعد أو المعاش عملية مستمرة في كل القوات النظامية، وليس في الأمن حصرا، وهي إجراء روتيني مستمر سنويا، من أجل تجديد الدماء، وأمس الأول كان هنالك تخريج لضباط من جهاز الأمن، فهؤلاء لكي يتدرجوا ويمضوا لابد لمن قضوا فترتهم في المؤسسة العسكرية أن يخلوا الموقع لغيرهم.
# هل من المحتمل إعادة ضباط سابقين للخدمة؟
لا أستطيع أن أجزم بذلك، ولكن إذا كان يوجد أي إنسان لديه مقدرات ورأت قيادة الدولة أن تعيده يمكن ذلك، ولدينا تجارب سابقة كثيرة في مؤسساتنا المختلفة.
# ما الدور السياسي المتوقع لجهاز الأمن في المرحلة المقبلة؟
جهاز الأمن هو جهاز شامل، بمعنى أنه عادة يرصد التهديدات ويقوم بتحليلها، وبعد ذلك (يطلع) المخرجات التي تساعد متخذ القرار السياسي أو الاقتصادي في أن يتخذ قرارا سليما صحيحا، فأدواره متعددة جدا جدا، وله دور سياسي كذلك أيضا في متابعة التهديدات سواء كانت داخلية أو خارجية، وبالتالي تحليلها والوصول إلى قرارات سليمة.. هذا الدور السياسي للجهاز مهم خاصة ونحن مقبلون على كثير من التحديات، أمامنا الدستور؛ وانتخابات (2020)، وبلا شك هذه تحتاج لجهد كبير جدا جدا، وعمل سياسي كبير جدا، هذا العمل السياسي الكبير مواجه بتحديات ومهددات، فلابد أن نرصد التحديات ونرصد المهددات وبناء عليها يتم التحليل الدقيق لهذه الأشياء، وبعد ذلك اتخاذ القرارات المناسبة.. على سبيل المثال موضوع الحوار الوطني، هذا الحوار جمع كثيرا من الناس على قلب رجل واحد، وإن شاء الله الكثير من توصيات الحوار الوطني أصبحت واقعا معاشا، ونتمنى أيضا أن ما تبقى يتم بصورة جيدة بدعم ومساندة جهاز الأمن والمخابرات.
# ماذا عن دوره الأمني في المرحلة المقبلة؟
الجهاز أصلاً دوره الأمني لم يغب على الإطلاق، بمعنى أن دوره الأمني مستمر يوميا، وبالتالي هذا الجهاز متطور، وحسب التهديدات التي تحدث يتطور، فإذا صارت هنالك (تجارة بشر) فالجهاز أيضا يطور نفسه لكي يقابل هذه التهديدات، إذا كانت هنالك تجارة مخدرات أيضا فإن الجهاز يطور نفسه لمواجهتها، وأعتقد أن جهاز المخابرات السوداني من أميز أجهزة المخابرات في المنطقة، وبالتالي نحن أصلا نثق تماما في قدرته على مقابلة كل التحديات الموجودة.
# كيف تقيم الأوضاع الأمنية في الوقت الحالي؟
الأوضاع الأمنية في كل السودان مستقرة تماماً، وخطة جمع السلاح تمضي على قدم وساق، ولا شك أن زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية بحضور (7) من ولاة الولايات لمنطقة (الصباغ) أمر مهم جدا، لأن منطقة البطانة فيها كثير من التحديات الأمنية، ولكن بهذه الزيارة قد تم وضع العربة أمام الحصان، وبإذن الله ستشهد المنطقة سيطرة أمنية تامة، وكذلك تشهد تنمية أيضا خلال ملتقى الصباغ الأخير.
وعلى مستوى ولايات دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق.. بحمد الله تشهد كلها سيطرة أمنية تامة والأمن مستتب.
# ما هي طبيعة التحديات في هذه المنطقة؟
هناك تهريب سلاح ومخدرات وبشر.. وما يعرف بالسالف، كل الأشياء هذه موجودة في المنطقة منذ فترات طويلة.. هذه منطقة ليست فيها سيطرة أمنية تامة، وكان يستغلها الناس في المرور وفي العبور، كل هذه الأشياء مخالفة، ولكن إن شاء الله بعد زيارة نائب رئيس الجمهورية يكون الأمر محسوماً.
# هل نجحت حملة جمع السلاح في خلو البلاد من الأسلحة غير المرخص لها؟
حققت نجاحا كبيرا.. الذي أعلمه أن بعض التجار باعوا هذا السلاح لدول الجوار حتى إن بعضها بدأت تشتكي من تسرب السلاح إليها.
# عبر الحدود؟
نعم.. في مناطق بالحدود بدأوا يبيعوا السلاح، لأنه لا يوجد سبب لاستخدامه في السودان.. وهذا أيضا يحتاج لتنسيق مع دول الجوار لتبدأ في عمليات جمع السلاح في الحدود، خصوصاً دول الجوار الغربية (ليبيا، شاد، وأفريقيا الوسطى).
اليوم التالي.
لا يستطيع أن يراها إلا من مقاعد المتفرجين !!!!فعلا السلطة بتعمي!
التغيير عادي وضروري لكن ما يقرب ناحية البشير؟ يا منافقين…اصلا الزييكم ديل بفرعنو الرؤساء