قصة «إله المسخرة» عند المصريين القدماء: له صفات أنثوية ويرتبط بالحوامل والعوانس
في أكثر من مشهد داخل فيلم «عريس من جهة أمنية» الذي لعب فيه عادل إمام يلعب دور صاحب «بازار» كبير، كان «الزعيم» يستخدم «الإله بس» كحجة للتعرف على الفاتنات من السياح القادمين إليه، والذي وصفه بأنه «إله المسخرة» في تعبير اعتبره البعض مجرد «إفيه» يلقيه الفنان لإضحاك جمهوره، إلا أن الحقيقة غير ذلك، فهناك بالفعل في الحضارة الفرعونية «بس»، والذي عرف بأنه رب المرح والسرور، في وصف أقرب لكلمة «مسخرة» الذي استخدمه بطل الفيلم.
المعبود المصري القديم «بس» رب المرح والسرور في مصر القديمة، والرب الحامي للطفولة في العصرين اليوناني والروماني، كان معبود ذو أصل آسيوي، يظهر في معظم حالاته وتماثيله على هيئة «قـزم»، ولعب دوراً هاماً في مصر القديمة كرب للمرح والسرور، حسبما جاء في
ظهرت هيئة المعبود «بس» بشكل واضح منذ عصر الدولة الوسطى، إلا أن أقدم هيئة معروفة له ترجع لعصر الدولة القديمة، وإن كانت لا تصور المعبود نفسه، وإنما تمثل (قناع المعبود) الذي جسد شكله في وضع أمامي بلبدة الأسد، فضلا عن وجود إشارات لهيئات مشابهة لهيئة «بس» ذات ملامح أنثوية، مثل الثدي المترهل، والبطن المنتفخة.
فضلا عن أنه كان يتسم بصورة أو هيئة هزلية ومريعة في آن واحد، هيئة تجمع ما بين البشرية والحيوانية، وتشيع الضحك والفزع في آن واحد. وقد حمل «بس» كرب حامٍ صفاتٍ شافية خاصة للسيدات الحوامل، كما كان حامياً للنائمين.
وبحسب sputniknews، يقول مجدي شاكر الباحث الأثري إن المعبود «بـس» ظهر في الدولة الوسطى على بعض نماذج من العصي السحرية ثم ظهر فيما بعد على هيئة قزم ذي جسم معوج غير متناسق مع كتف عريض وصدر مترهل، وبطن منتفخة، وسيقان قصيرة مقوسة وأذرع طويلة، وذيل يبرز من ثنية الفخذ وينسدل حتى الأرض.
وأضاف: «امتازت ملامح الوجه بأنه كان عريضاً وممتلئاً، وذا لحية مربعة، ولبدة أسد تظهر من أسفلها أذناه، والأنف أفطس، ويمتد لسانه للخارج في بعض الأحيان. وعادة ما كان يعلو رأسه تاج من الريش، وأحياناً ما كان يصور بالأجزاء التناسلية ظاهرة».
عيد «بس» وتزويج «الفتيات السمان»
كان له عيد خصص لتزويج الفتيات التي تقدم بهن العمر دون زواج وكان كل حاكم إقليم يقيم مهرجانا شعبيا للفرح والسرور يقدم فيه هدية لكل من يتزوج واحدة من هؤلاء الفتيات ويعطى له حصة من فائض إنتاج الإقليم الزراع، الأمر شمل «مهرجان للفتيات السمان» وتفوز فيه ملكة جمال اليقطين وتكون الجائزة عبارة عن عريس يتم تزويجها به.
ويتابع: «كان هذا المهرجان يقام في الأول من شهر هاتور- من 11 نوفمبر إلى 9 ديسمبر، كما هو مصور في نقوش من جبل السلسلة في محاجر أسوان، حيث توضح تلك النقوش ما كان يتم من مهرجانات شعبية موسيقية في عيد (بس) وما تتضمنه من حفلات تنكرية حيث يضع المحتفلون أقنعة على وجوههم للإله ويرتدون أغطية مزركشة وكان ينحتون وجهه على قشور ثمار قرع العسل (اليقطين) وكذلك فقرات ضاحكة احتفالا به، ثم انتقلت هذه المهرجانات للبلاد المجاورة مثل أشور وفينقيا وسميت بعيد الهلالفين أو مهرجان الجميلات كما انتقلت لقدماء أوروبا وتحور الاسم إلى هالوين ويطلق عليه البعض إله المسخرة».
المصري لايت