تخلع زوجها بسبب رسائل غرامية على هاتفه
في أول حالة من نوعها في المجتمع العراقي، قضت محكمة مختصة في بغداد بشؤون الأحوال المدنية بتفريق زوجة عن زوجها، بناء على طلبها بعد تقديمها شكوى تتهم زوجها بمراسلة نساء عبر هاتفه المحمول.
والمعروف أن قانون الأحوال الشخصية العراقية النافذ في البلاد لا يقضي بحالات تفريق إلا بعد ثبوت الخيانة الزوجية من أحد الطرفين بإثبات الشهود والدلائل، إلا أن الحكم هذه المرة جاء لصالح الزوجة التي قدمت للمحكمة صوراً من محادثة زوجها مع نساء.
وأفاد بيان لمجلس القضاء الأعلى في العراق أن “إحدى المحاكم استقبلت دعوى تفريق من امرأة سبب لها زوجها ضرراً معنوياً لا يمكن معه استمرار الحياة الزوجية، بعد اكتشافها وجود علاقات له مع نساء أخريات، بدليل الرسائل الموجودة في هاتفه”.
وأضاف القرار أن “المحكمة عندما أتمت إجراءات التحقيق بشأن سلامة هذه الرسائل والصور وصحتها وأقوال الزوج الذي أكد عائدية الهاتف له وصحة محتوياته، أصدرت قراراً لمصلحة الزوجة بالتفريق، لأنها وجدت الضرر الموجب للتفريق قد تحقق وأن الزوج قد أضر بقرينته ضرراً جسيماً لا يمكن معه دوام العشرة”.
وتابع البيان أن “محكمة التمييز الاتحادية وجدت أن قرار محكمة الأحوال الشخصية بالتفريق صحيح وموافق للشرع والقانون، لأن الزوج شكّل ضرراً أصاب مشاعر الزوجة وعواطفها يتعذر معه دوام العشرة الزوجية، ويكون موجباً للتفريق طبقا للمادة 40/1 من قانون الأحوال الشخصية العراقي”.
وحول ذلك، قال عضو نقابة المحامين العراقية والخبير في لجنة فض النزاعات العائلية في بغداد، إبراهيم عدنان، لـ “العربي الجديد” إن “القرار هو الأول من نوعه، لكنه لا يعني مخالفته للقانون”.
وأضاف عدنان أن “الزوجة طلبت التفريق واعتبرت أن وجودها معه في منزل واحد غير مجد، وأنها قد تقدم على رد فعل أقوى حيال اكتشافها خيانته لها”، لافتاً إلى أن المحكمة وجدت أن الصالح العام يقضي بالتفريق وإلزام الزوج بالنفقة لها، مع مؤخر الزواج وكل محتويات المنزل ومتعلقات أخرى.
وأكد عدنان أن استقبال العراقيين للخبر بغرابة يأتي من أن الزوجات،عادة، يسكتن على خيانة الزوج ويرضين بالواقع، أو على أقل حال لا تصل المشكلة إلى المحكمة ويتم الطلاق خارجها.
عضوة جمعية “دجلة” المعنية بحقوق النساء، نهلة أحمد، قالت إن “الحكم نصر لكل سيدة مزقتها خيانة الزوج وعادات المجتمع”، في حديثها لـ “العربي الجديد”.
وأضاف أحمد “هذا أقل حكم يستحقه الزوج الخائن، وعلى كل من تعرضت لموقف مماثل أن تتقدم للقضاء للانتقام واخذ حقها بوقت واحد”، وختمت “كان عابساً في وجهها طول اليوم ولا يلقي عليها تحية، وتقوم هي بإطعامه وغسل ملابسه وخدمته، لكن مع عشيقاته كانت الرسائل تضج بالعطور والعبارات الناعمة، لذا هو يستحق”.
العربي الجديد