فضائح أخلاقية تلاحق كبرى المنظمات الإنسانية
ليلة عصيبة مرت على المنظمات العاملة في الميدان الخيري والإنساني، بعد اتهامات جديدة طالت منظمتي “أوكسفام” و”أنقذوا الأطفال”.
فقد اتهمت وزارة التنمية الدولية البريطانية “أوكسفام”، رابع أكبر مؤسسة خيرية بريطانية، بتضليل الحكومة والشرطة والشعب، بإخفائها معلومات تتعلق بحجم وطبيعة الانتهاكات الجنسية الخاصة ببعض العاملين لديها في هاييتي سنة 2011.
وخلال مداخلة في جلسة لمجلس العموم، اعتذرت وزيرة التنمية الدولية بيني مورداونت نيابة عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، تاسع أكبر منظمة خيرية بريطانية، لثلاث سيدات ممن تعرضن لمضايقات وتعليقات غير لائقة، صدرت عن جوستين فورسيث، عندما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة.
وأثارت القضية العديد من علام الاستفهام حول احتمالات بقاء جوستين البالغ من العمر 52 عاما، في منصبه الحالي كنائب للرئيس التنفيذي لليونيسيف.
وعلى طريقة تساقط أحجار الدومينو، اعترف بريندان كوكس أرمل البرلمانية البريطانية الراحلة جو كوكس، بارتكابه أخطاء سلوكية مع زميلات له أثناء عمله مع صديقه جوستين في منظمة “أنقذوا الأطفال”، نافيا قيامه بأي نوع من التحرش الجنسي.
وكان جوستين صرح لوسائل إعلام بريطانية، قائلا إنه اعتذر لثلاث من زميلاته على محادثات غير لائقة سابقة معهن، مبينا أن اعتذاره قُبل من جانبهن.
وطبقا لما أوردته صحيفة “تايمز”، فإن قطاع المؤسسات والمنظمات الخيرية يعيش حالة من الارتباك، عقب رفض النواب البريطانيين مرشح الحكومة، البارونة ستوويل، لتكون على رأس لجنة مهمتها مراقبة عمل تلك المؤسسات.
وتضغط مورداونت على المؤسسات الخيرية لتجري تحسينات تتعلق بآليات عملها وسلوك العاملين لديها، كي لا تخسر ملايين الجنيهات الإسترلينية التي تحظى بها كدعم حكومي، فقد حصلت أوكسفام مثلا في العام الماضي على 32 مليون إسترليني.
وأشارت الوزيرة التي سبق لها العمل في قطاع الأعمال الخيرية، إلى أن بريطانيا تنتظر من الأمم المتحدة أن تتابع بشكل مكثف ودقيق أي ادعاءات بإساءات مرتكبة من قبل العاملين لديها، وقوات حفظ السلام المنتشرين في العديد من دول العالم.
وقالت: “رسالتنا للأمم المتحدة واضحة، أمامكم خياران: إما العمل على ترتيب منظمتكم أو تحمل كافة الأعباء التشغيلية دون أموالنا”.
وفي حديثها أمام النواب، أشارت مورداونت إلى ضرورة مراجعة ديم باربرا ستوكينغ، الرئيسة التنفيذية السابقة لمنظمة أوكسفام بين عامي 2001 و2013، وعدم السماح لمن تثبت إدانته بأي أنشطة مشبوهة بالإفلات من العقاب، الأمر الذي اعتبره كثيرون تلميحا صريحا منها بشأن مستقبل ديم ومواصلتها العمل كرئيس لكلية موراي إدواردز للنساء.
ولم تكن الإجراءات التأديبية وبعض الاستقالات التي شهدتها أوكسفام، كافية لإطفاء غضب الوزيرة التي قالت: “لقد فشلت أوكسفام تحت قيادة ديم باربرا ستوكينغ وبيني لورانس نائبة الرئيس التنفيذي التي استقالت الأسبوع الماضي، حيث لم بقدما تقارير دقيقة لهيئة الأعمال الخيرية وللمتبرعين ولهيئة الادعاء، بل ضللتا التحقيق عن عمد”.
وواصلت مورداونت هجومها الناري ضد أوكسفام، إذ وصفت تحقيقاتها بأنها غير دقيقة، فمن غير المستبعد أن يكون ضحايا بعض العاملين في المؤسسة من الأطفال، لكن تلك التفاصيل لم تورد في مرحلة التحقيقات، حيث تمحور هدفهم الرئيسي حول مسألة “حماية سمعة أوكسفام” على حساب خيانة الثقة التي منحت لهم.
وكانت أوكسفام كشفت عن التداعيات السلبية للفضائح التي طالتها مؤخرا، حيث قام 7094 شخصا بإلغاء تبرعاتهم المباشرة منذ التاسع من فبراير الجاري، مقارنة بـ914 شخصا فقط في نفس الفترة الزمنية العام الماضي.
سكاي نيوز