اقتصاد وأعمال

رجال أعمال أطفال.. ما سر نجاحهم؟

كما هو معلوم، تعتبر ريادة الأعمال الفضيلة الأساسية للأمة الأميركية، ويتم تشجيعها من رياض الأطفال، ولذلك لا يُستغرب أن يدخل الأطفال مجال الأعمال التجارية في سن مبكرة جدا، وأن يوضع لهم ألف حساب.
وكثيرا ما يستدعى ألمع هؤلاء “المقاولون الصغار” في البرامج التلفزيونية، أو ربما في البيت الأبيض، حتى لو كان آباؤهم غالبا هم الذين يقفون وراء قصة نجاحهم لتأطير النشاط وتجميل القصة، لكن تبقى روح الانفتاح لديهم مثار إعجاب، وإليكم قصة ستة من هؤلاء الناجحين.

الفتاة مارلي دياز، الشغوفة بالبطلات ذوات البشرة السوداء، وهي أصغر مقاولي عام 2017 الذين شملهم ترتيب مجلة فوربس، إذ لا يتجاوز عمرها 12 عاما وقد تولد لديها، وهي القارئة النهمة، شعور بالغضب من أن كل البطلات اللائي قرأت عنهن كن من البيض، فشنت حملة للتنوع الأدبي تحت وسم “# 1000Black GirlBooks” لجمع ألف مؤلف تكون البطلات فيهن من السود.

وقد تمكنت بسرعة من تحقيق هدفها، قبل أن تبدأ التأليف هي نفسها لتشجيع المراهقين على الإصرار على تحقيق أهدافهم وعدم الانحناء أمام الصعاب، واختارت لكتابها الذي سيصدر قريبا عنوان “مارلي دياز تمكنت من تحقيقه، وأنت قادر كذلك”.

وهذا ريان الذي لم يتجاوز سبع سنوات يصبح أحد أكثر من يتابَعون في يوتيوب بفضل سلسلته التي تهتم بألعاب الأطفال وكيفية فتح العلب، إذ حققت فيديوهاته العام الماضي -وفق فوربس- 11 مليون دولار من ريع الإعلانات، كما شوهدت مقاطعه التي بدأها عام 2015 أكثر من عشرين مليار مرة، ويُقسم والداه بأن الفكرة هي فكرته في الأصل.

أما ملكابلا أولمر -التي تلقب بملكة النحل- فإن قصة نجاحها بدأت بعد لسعتي نحل، ولم يتجاوز عمرها آنذاك خمس سنوات، مما أثار فضولها لمعرفة المزيد عن هذه الحشرات، ولما اكتشفت أنها مهددة بالانقراض، قررت، بتشجيع من والديها، الانخراط في تربية النحل، واخترعت علامتها التجارية الخاصة بها وهي مزيج من عصير الليمون والعسل.

وتمكنت، مع أن عمرها لم يتجاوز 13 عاما، من جعل منتجها ينتشر في العديد من الولايات، وقد ترك والداها عملهما للتفرغ للشركة الجديدة.

وبالنسبة لــ “الأمير الصغير” لربطات العنق الفراشة، موزيا بريدج، فإنه أنشأ شركته الخاصة به قبل ست سنوات، أي لما كان عمره تسع سنوات وتخصص، بمساعدة جدته، في تصميم وتصنيع هذا النوع من ربطات العنق.

وقد تمكن هذا العام من إبرام اتفاقية مع الاتحاد الأميركي لكرة السلة لصناعة ربطات عنق بألوان الفرق.

وبدورها تمكنت آلينا مورس (13 عاما) بتشجيع من والدها من أن تصنع مصاصات لا تسبب التسوس، وتباع اليوم منتجاتها في أمازون وفي العديد من المحلات الكبيرة.

أما “فتاة الأعمال الخارقة” كما تعرف مصممة الديكور آسيا نيوسان (14 عاما) فإنها بدأت في “الأعمال” بسن الخامسة، مرافقة والدها، الذي كان يبيع بضاعته بالتجول من باب إلى باب، لكنها سرعان ما اكتشفت أنها يمكن أن تعتمد على نفسها وتروج لبيع الشموع بسعر يفوق عشرة أضعاف سعر بيعها بالجملة في الشوارع أو الأماكن العامة.

وتدير آسيا اليوم الأعمال مع والديها. والأهم من ذلك، كما تقول، أنها بدأت تدريب أطفال منطقتها الآخرين ليصبحوا رجال أعمال ويكسبوا المال من تلقاء أنفسهم.
المصدر : الجزيرة